الموقعتحقيقات وتقارير

هل تنتهي مفاوضات سد النهضة بحرب اقليمية أم علي طاولة المفاوضات؟

كتبت – علا خطاب

أثارت تصريحات المستشار الإعلامي لمجلس السيادة السودانية ،الطاهر أبو هاجة، بشأن نشوب حرب مياه قادمة مع أثيوبيا اذ لم يتدخل المجتمع الدولي، حالة من الجدل والتساؤلات حول احتمالية وقوع نزاع بين الدول الثلاث بسبب أزمة سد النهضة، خاصة بعد تصريحات مماثلة من دول الثلاث

وتصاعدت في الأيام الماضية أزمة سد النهضة بين الدول الثلاث وذلك بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات كينشاسا بالكونغو، ورفض مصر والسودان المقترح الاثيوبي بشأن تبادل البيانات حول السد، واتهام الأخيرة بـ”المماطلة”.

بينما قالت الخارجية الإثيوبية، أمس الاثنين،في تصعيد جديد ضد مصر والسودان بأن
جميع خياراتها مفتوحة أيضا، زاعمة بأن دولتي المصب يسعيان لتسيس قضية السد وإضفاء الطابع الأمني عليها، وأنها ستموت إذا حكم الأمر أثناء القتال، بحسب قولها.

الحقوق المائية

وناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته للقاهرة، الأثنين،الأوضاع الخاصة بأزمة سد النهضة.

وقد أكد وزير الخارجية الروسي موقف موسكو الثابت برفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية في هذا الصدد.

كاشفًا عن تطلع بلاده إلى التوصل إلى حل يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

من جانبه، عقب وزير الخارجية سامح شكري، اول أمس الأحد، إن القاهرة تتوقع أن تلعب روسيا دورا إيجابيا في تسوية أزمة سد النهضة مع إثيوبيا من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي .

فشل المفاوضات

وكان قد رفضت مصر والسودان،السبت، عرض إثيوبيا لتبادل المعلومات حول الملء الثاني لسد النهضة، مؤكدين ضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

وذلك عقب فشل المفاوضات الأخيرة بشأن ملء وتشغيل الشد في الكونغو، ؛ في تحقيق انفراجة في الوصول إلى اتفاق ملزم بين الدول الثلاث.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد صرح، إن كل الخيارات مفتوحة أمام بلاده إذا تم المساس بحقوقها في مياه نهر النيل.

فيما أكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، أن بلاده اتخذت إجراءات لمواجهة احتمالية نقص المياه مع الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.

تهديدات بالحرب

كما حذر “عباس” من أن أي تحرك أحادي من إثيوبيا لملء السد سيؤثر على “الأمن القومي” للسودان وسيكون له “تداعيات إقليمية”.

بينما قال مسؤول بوزارة الخارجية السودانية،طالبًا عدم الكشف عن هويته، “من الواضح أن العرض الإثيوبي محاولة لتخفيف الضغط السوداني والإقليمي والدولي على أديس أبابا”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” .

وأضاف أن “أي تبادل للمعلومات بدون اتفاق قانوني ملزم يشبه “منحة” تقدمها إثيوبيا، ويمكن أن تلغيها متى شاءت، وهو نفس ما اشار اليه المتحدث باسم وزارة الري المصرية، المهندس محمد غانم.

الخيار العسكري

في سياق متصل، دعا كبير مفاوضي السودان بملف السد، مصطفى حسين الزبير، السبت،الاتحاد الأفريقي إلى تغيير آلية ومنهجية التفاوض، مشيرًا إلى أن بلاده لن تشارك في مفاوضات “عقيمة” ثبت فشلها .

وبحسب المراقبين، وبعد فشل المفاوضات والحديث عن الخيارات المفتوحة، فأن الخيار العسكري، على الرغم من صعوبته ، هو خيار محتمل قد يسعى إليه السودان ومصر للحفاظ على مصالحهما الوطنية.

اذ يري البعض أن السودان سيقاتل إلى جانب مصر ضد إثيوبيا في حالة اتباع خيار عسكري ، مستشهدين بـ التقارب بين البلدين والمصالح المشتركة بينهما.

وكان الرئيس “السيسي”، صرح مؤخرًا إن “أي ضرر يلحق بمياه النيل سيؤثر على استقرار المنطقة بأكملها”.

المجتمع الدولي

بالحديث عن الخيار العسكري والحرب المحتملة، ينتظر جانب آخر تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن بشان سد النهضة،لكن هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستيراتيجة،يري بأن طبول الحرب مصطلح كبير يجوز استبداله بمفهموم الصراع، والذي اقصاه الحرب، مضيفًا أن الرئيس السيسي كان قد أوضح أنه سيكون هناك عدم استقرار، وبأن جميع الخيارات مفتوحة.

وحول ذهاب مصر والسودان لمجلس الأمن وتداول ذلك في وسائل الاعلام المختلفة، أوضح “رسلان” أن اذا ذهبت مصر والسودان لمجلس الأمن مرة أخري،فهناك رأي يقول بأن هذا التحرك هو لاخطار المجلس فقط بأن هناك حالة قد نشبت وعلي المجلس أن يتحرك، واذا لم يتحرك فلا يستطع أن يلوم دولتي المصب فما ستفعله فيما بعد.

وبشأن تحرك موسكو وتصريحات وزير الخارجية الروسي الاخيرة،عقب “رسلان”، قائلاً:” سنري ماذا سيصدر عنه”.

الموقف الأمريكي

أما بالنسبة لتعامل ادارة الرئيس جو بايدن مع أزمة سد النهضة، أشار “رسلان”، إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعي في اتجاه معاكس لما كانت تفعله ادارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، فالاهتمام بالقضية غير جاد وغير حازم.

بالمقابل،أكد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ، أن “طاولة المفاوضات هي الحل الوحيد للأزمة”.

وتابع “وربيرغ” إن بلاده “تواصل دعم أي جهود للتعاون بينها وبين الأطراف الثلاثة”مصر والسودان وإثيوبيا”، مشيراً إلى الوفد الأميركي الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي، يدل على أن هناك تركيزاً كبيراً من الولايات المتحدة لدعم أي جهود تعاونية، بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”.

وحول ما إن كانت الولايات المتحدة ترى، كما مصر والسودان، أن الأزمة تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، قال الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية
: “نعم، الولايات المتحدة ترى أن مياه النيل مهمة جداً للدول الثلاث،ونعرف أن عدم الاتفاق يقود إلى توتر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى