الموقعخارجي

هبة القدسي لـ”الموقع”: إجراءات عزل “ترامب” أطول من فترة بقائه قبل تنصيب “بايدن”

كتب أحمد إسماعيل علي

أوضحت هبة القدسي، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، فرص عزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بعد أحداث الكابيتول، 6 يناير الماضي، والتي شهدت سقوط قتلى وإصابات، بسبب تحريض “ترامب” لمؤيديه للاعتراض على نتيجة فوز جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر الماضي، بداعي أنه تم تزويرها.

وقالت هبة القدسي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: إن ما حدث في الكابيتول مشهد مأساوي وحجر عثرة في مسار الديمقراطية الأمريكية.

ووصفت ذلك بأنه “غير مسبوق على مدى أكثر من عقدين من الزمان”.

دعوات تحريضية

وأوضحت، أن هذا المشهد أثر كثيرا على الرئيس “ترامب” وقدرته ونفوذه السياسي داخل الحزب الجمهوري وعلى مستقبله السياسي أيضا.

وأشارت إلى أن “ترامب دعا في 6 يناير الجاري، لهذا الحشد من المناصرين له، وتحدث معهم عن أهمية القتال من أجل الاحتفاظ بالمنصب داخل الولايات المتحدة.. وأصر على وجود تزوير وألقى الكرة في ملعب نائبه مايك بنس، مدعيا أن لديه السلطة لقلب النتائج ورفض تصديق تصويت المجمع الانتخابي بفوز جو بايدن، وبالتالي ألقى اللوم على “بنس” في أي تحرك قد يؤدي للتصديق بفوزبايدن”.

دونالد ترامب
دونالد ترامب

وتابعت مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، لـ“الموقع”: “المناصرون للرئيس “ترامب” استمعوا لكل ما قاله وهم مقتنعون تمام الاقتناع بما يدعيه من تزوير للانتخابات، وبما يحض عليه من “لابد أن نقاتل لآخر نفس” وما قاله أبنائه “إريك” و “جونيور”، “إما أن تكونوا أبطالا أو أن تكونوا أصفارا”، وفي النهاية هذه كانت دعوة غير مباشرة لأخذ الأمور بقوة والتحريض على رمز من رموز الديمقراطية الأمريكية مبنى الكابيتول”.

وواصلت هبة القدسي، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، حديثها: “كان السادس من يناير يوما مأساويا انتهى في النهاية إلى عودة انعقاد الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ للتصديق على الهيئة الانتخابية بفوز بايدن ورفض أي اعتراضات تقدم بها عدد من الجمهوريين”.

تداعيات أحداث الكابيتول

وقالت “إن أحداث الكابيتول، أدت لانتقادات شديدة وإلقاء اللوم في هذا الاعتداء السافر على مبنى الكابيتول على الرئيس ترامب، وتحريضاته المستمرة، وبذلك وضع الرئيس ترامب نفسه في وضع سيء قد يؤثر بشكل كبير على مستقبله السياسي”.

وأضافت: “كان هناك تياران داخل البيت الأبيض، تيار يحاول إثناء ترامب عن تحدي نتائج الانتخابات ومن بينهم كان روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي، وفي المقابل كان رئيس هيئة الموظفين مارك ميولز، ومحامي ترامب رودي جولياني، وأيضا أبناء ترامب، من الجانب الذي حثه على معارضة نتائج الانتخابات والاستمرار في الترويج لنظرية المؤامرة والتحايل على أصوات الناخبين وما جرى في الثالث من نوفمبر الماضي، رغم عدم وجود أي أسانيد قوية لهذه الادعاءات”.

أنصار ترامب نشروا الفوضى داخل الكونجرس
أنصار ترامب نشروا الفوضى داخل الكونجرس

فرص عزل ترامب

وتحدثت عن فرص عزل ترامب، بموجب التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي:”كانت هناك مشاورات داخل الكونجرس بين المشرعين وبعض المسؤولين في البيت الأبيض، فيما يتعلق بتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي، الذي يتناول العجز الرئاسي والخلافة، بمعنى أنه يمكن لنائب الرئيس أو أغلبية مجلس الوزراء، تقديم طلبا يبين أن الرئيس غير قادر على ممارسة سلطاته ومهام منصبه وبالتالي نقل السلطة إلى نائب الرئيس”.

احتجاجات أنصار ترامب أمام الكونجرس
احتجاجات أنصار ترامب أمام الكونجرس

واسترجعت هبة القدسي، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، بعض التجارب التاريخية، قائلة: ” تم تفعيل هذه المادة في بعض الأحيان في أعقاب اغتيال الرئيس جون كيندي، وعندما أجرى ريجين عملية جراحية”.

عراقيل لوجستية

وأوضحت صعوبة عزل ترامب بتلك الطريقة، بسبب اللوجستيات التي ستستغرق وقتا أطول من المتبقي لمغادرته رسيما البيت الأبيض، في العشرين من الشهر الجاري، قائلة:”الآن المشكلة بها بعض العراقيل اللوجستية فيما يتعلق بتفعيل المادة الخامسة والعشرين، لأنها تستدعي أن يقوم نائب الرئيس وعدد كبير من الوزراء بتقديم هذا الطلب للكونجرس”.

وتساءلت هبة القدسي: “ماذا إذا اعترض الرئيس ترامب وأشار إلى أنه يملك كامل الصلاحية ولديه القدرة على ممارسة عمله؟”، موضحة أنه “هنا سيكون على الكونجرس الأمريكي أن يطلب جلسة يتم فيها تصويت المجلسين فيما يتعلق بتجريد الرئيس من سلطاته أم لا، لكن هذا الإجراء سيستدعي أن تكون هناك فترة تتجاوز 21 يوما حتى يحدث هذا التصويت، ونحن أمام أقل من أسبوعين حتى يتم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، ونقل السلطة سلميا من الرئيس ترامب، كما تعهد إلى الرئيس جو بايدن، وبالتالي هذه العراقيل اللوجستية ستقلل الحماس من تفعيل هذه المادة”.

مستقبل ترامب والحزب الجمهوري

وفيما يتعلق بمستقبل ترامب، قالت هبة القدسي لـ“الموقع”: “هناك بالفعل تحديات كثيرة ليس فقط لمستقبل ترامب وإنما أيضا لمستقبل الحزب الجمهوري بأكمله الذي مني بفشل كبير في انتخابات جولة الإعادة التشريعية في ولاية جورجيا والتي كانت معقلا للحزب الجمهوري بشكل كبير”.

هبة القدسي مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط في أمريكا
هبة القدسي مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط في أمريكا

وقالت إن “هناك تغييرات ديموغرافية كبيرة أدت إلى ميل هذه الولاية التي كانت في السابق جمهورية وميلها من اللون الأحمر المميز للحزب الجمهوري إلى اللون الأزرق المميز للحزب الديمقراطي، حيث فاز بها جو بايدن ثم فاز بها المرشحان الديمقراطيان، وبالتالي مني الحزب الجمهوري بهزيمة كبيرة نتيجة التشكيك المستمر الذي استمر الرئيس ترامب في ادعائه بتزوير الانتخابات”.

وأضافت:”الفترة القادمة ستكون فترة اعادة تقييم لما حدث خلال سنوات ترامب الأربع والشهور الماضية من أحداث غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي بالتشكيك في نزاهة الانتخابات واستثارة الشارع الأمريكي والنفوذ وكيفية استعادة الحزب الجمهورية لأرضيته مرة أخرى”.

وتساءلت هل سينهي ذلك مستقبل ترامب السياسي؟، قائلة ستلاحقه بالطبع بعض القضايا والدعاوى القضائية فيما يتعلق بصفة خاصة بسجله الضريبي.

وأوضحت أن هذه النقطة ستعود إلى إدارة بايدن، وما إذا كانت ستشدد الأضواء على مخالفات وملاحقات قضائية لترامب أم ستعهد بالأمر لوزارة العدل وتحاول تطويق هذا النفوذ لترامب مع مناصريه حتى لا يدعي أنه ضحية مؤامرة ويحاول استثارة التعاطف مع موقفه.

ورجحت أنه في أفضل الظروف لن يختفي الرئيس ترامب، بشكل كبير، لكن سيتعين عليه أن يتخذ مسارا جديدا.

ونوهت إلى أحداث الكابيتول، تشير إلى “تيار جديد يعزف على مغازلة الشارع والعواطف المتأججة والغاضبة وليست سيطرة القانون والنظام والمعايير القانونية الدستورية والقيم الأمريكية، وهذا أمر خطير”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى