الموقعخارجي

هاني رسلان لـ”الموقع”: الملء الثاني لسد النهضة “قنبلة مائية”.. ومؤشرات الاجتماع السداسي لم تكن مبشرة

إدارة جنوب إفريقيا لمفاوضات سد النهضة حملت تواطؤا واضحا مع إثيوبيا

أديس أبابا عازمة على تكرار فكرة التصرف الأحادي يوليو المقبل

المطلب السوداني بشأن دور أكبر للخبراء الأفارقة غير واقعي و”هزيل”

هناك تعنت إثيوبي وإصرار على عدم التوصل لاتفاق

الحزب الديمقراطي الأمريكي أقل حزما تجاه إثيوبيا من الجمهوريين

كتب – أحمد إسماعيل علي

حذر الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، من خطورة الملء السد الثاني لسد النهضة يوليو المقبل، قائلا إنه سيكون بمثابة قنبلة مائية، وحينها لن يمكن الاقتراب منه، قائلا إن المؤشرات قبل الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه لـ”مصر والسودان وإثيوبيا”، اليوم، الأحد، كانت تبشر بأن المواقف ما تزال كما هي.

فشل الاجتماع السداسي

وقال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، إن بيان وزارة الخارجية المصرية أعلن فشل الاجتماع السداسي، في الاتفاق على كيفية استئناف المفاوضات أو القضايا الإجرائية المرتبطة بذلك.

سد النهضة
سد النهضة

ولفت إلى تحفظ مصر على تمسك  السودان بمسألة إعطاء صلاحيات أكبر للاتحاد الإفريقي، حيث أوضحت أن الخبراء التابعين للاتحاد الإفريقي ليست لديهم الخبرة والمعرفة الكافية، فيما يتعلق بتشغيل السدود والقضايا الفنية والهندسية المتصلة بها.

مطلب سوداني “هزيل”

وأوضح أن المواقف التي كان يُثيرها السودان بشأن الخبراء كانت تعطي انطباعا بأن مسألة إعطاء دور أكبر للخبراء الأفارقة هي المفتاح للوصول إلى حل لقضية سد النهضة، وهذا في الحقيقة غير واقعي وعملي.

وقال الدكتور هاني رسلان، إن “الموقف السوداني رغم أنه قوي ظاهريا بإعلانه “ليس هناك معنى للاستمرار في مفاوضات لا تتقدم”، لكن المطلب الذي قدمه في مقابل هذا هزيل ولا يمثل المسار الصحيح لتجاوز الانسداد الحالي في عملية التفاوض”.

الدكتور هاني رسلان
الدكتور هاني رسلان

تعنت إثيوبي

ورأى أن المشكلة ليست في دور أكبر للخبراء الأفارقة، ولكن في التعنت الإثيوبي وغياب أي إرادة سياسية للوصول إلى اتفاق، والإصرار على عدم الوصول إلى اتفاق.

ضعف الحلول الإفريقية

وعن توقعاته لمستقبل الاجتماعات حول سد النهضة، قال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، لـ“الموقع”: ” مع نهاية هذا الشهر ستتولى الكونغو رعاية المفاوضات خلفا لجنوب إفريقيا، عندما تترأس الدورة الجديدة للاتحاد الإفريقي”.

وتساءل: “هل سيكون هناك اختراق جديد للكونغو؟”، مضيفا “هذا سؤال مطروح لكن يظل الأمل في العمل التفاوضي برعاية الاتحاد الإفريقي في مجمله محدودا، لأنه كمؤسسة لا يمتلك عصا ولا جزرة ولا الخبرات الكافية لدفع هذه العملية التفاوضية للنجاح”.

وتابع هاني رسلان، الخبير في الشأن الإفريقي، لـ“الموقع”: “معروف أن فكرة الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية التي كانت تتمسك بها إثيوبيا وأيدتها في ذلك جنوب إفريقيا، لم تكن المقصود منها في حد ذاتها بقدر ما كانت أداة لتسويف الوقت وتضييعه من أجل استمرار إثيوبيا في البناء، وفي نهاية المطاف تصل إلى فرض أمر واقع جديد بشكل منفرد”.

تواطؤ جنوب إفريقيا

وقال الخبير في الشأن الإفريقي: “هناك انتظار لخروج جنوب إفريقيا، لأن إدارتها للمفاوضات كان فيها تواطؤ واضح مع إثيوبيا وعدم جدية في إدارة هذه المسألة وتراخ”.

وأضاف: “الكونغو قد يكون لديها اقتراب مختلف، لكن تظل هذه النافذة أو الفرصة محدودة”.

حضور مصر الاجتماع السداسي لمفاوضات سد النهضة
حضور مصر الاجتماع السداسي لمفاوضات سد النهضة

سدان جديدان

وعن إعلان إثيوبيا إنشاء سدين جديدين وعزمها تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة، قال هاني رسلان لـ“الموقع”: “أديس أبابا أعلنت أمس وأول أمس عن سدين لكنهما صغيرين جدا، الأول بسعة 55 مليون متر مكعب، والسد الثاني بسعة 8 ملايين متر مكعب، أما سد النهضة فسعته 74 مليار متر مكعب”.

وأوضح أن السدود الصغيرة مسموح بها، لأنها محدودة جدا ولا تؤثر على الإيراد الكلي من النهر إلى مصر والسودان، وفي الوقت نفسه تحقق مصالح تنموية للسكان المحليين.

الملء الثاني لسد النهضة.. قنبلة مائية

وقال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، لـ“الموقع”: إثيوبيا أعلنت أنها ستنفذ الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو 2021، وأنه سيتم بغض النظر هل سيكون هناك اتفاق أو لا، أي ستكرر فكرة التصرف الأحادي.

وحذر من خطورة الملء الثاني للسد، قائلا: “المرة الأولى ملؤوا 5 مليارات متر مكعب مياه، والملء الثاني سيكون بمقدار 13.5 مليار، ليصبح الإجمالي 18.5 مليار متر مكعب”.

وأوضح أنه سيكون السد اكتسب “حصانة” ولن يستطيع أن يقترب منه أحد، لأنه لو حصل فيه انهيار أو تدفقات غير محسوبة سيصير خطرا على السودان، لذلك إثيوبيا متعجلة لهذا الملء لأنه سيكون قنبلة مائية على السودان.

العودة لمجلس الأمن

وعن عودة  مصر مرة أخرى إلى مجلس الأمن، قال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، لـ“الموقع”: “هذا متروك للقيادة السياسية، وهي مسألة بها تفاصيل قانونية كثيرة، مع العلم أن مجلس الأمن هو الذي حول موضوع سد النهضة للاتحاد الإفريقي باعتباره المؤسسة القارية لرعاية المفاوضات”.

جو بايدن
جو بايدن

الدور الأمريكي

وعن الدور الأمريكي، في حل أزمة سد النهضة، حيث كان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، داعما للموقف المصري خصوصا في نهاية عهده، وهل يمكن التعويل على الرئيس المنتخب الجديد جو بايدن في المستقبل، قال هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: “من المبكر الحكم على هذه المسألة.

وأضاف: “أتوقع أن تكون إدارة “بايدن” مشغولة في شهورها الأولى بالوضع الداخلي، الديمقراطيون بشكل عام موقفهم من أزمة سد النهضة مختلف عن الإدارة الجمهورية وأقل حزما تجاه إثيوبيا”.

وواصل الدكتور هاني رسلان، حديثه قائلا لـ“الموقع”: “لا يمكن التعويل على الموقف الأمريكي، لأن الملء الثاني في شهر يوليو، و”بايدن” سيدخل البيت الأبيض في 20 يناير ولديه مشاكل داخلية قد يستغرق فيها من أربعة إلى خمسة شهور على الأقل، حتى يفرغ من ترتيب البيت الداخلي، لكن سيكون الملء الثاني السد النهضة يطرق الأبواب”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى