الموقعتحقيقات وتقارير

نهلة النمرلـ”الموقع”: الايتام ليسوا ضحايا للظروف .. وعلينا إعلاء التكافل الاجتماعي يوميا

كتبت :حنان حمدتو

“يا تكون قد الحياة..يا تعيش وحيد وسط الدروب”،، تلك الجملة بمعناها الدقيق أصرت على تحقيقها نهلة النمر التى قضت قرابة الـ 23 عاما كواحدة ضمن أبناء دار للأيتام ونشأت وكبرت بين 150 طفلا وطفلة بادرت بإحتوائهم جميعا منذ الصغر.

وبرضا وحب تحدثت اول سفيرة لوزارة التضامن الاجتماعى للمراقبة المجتمعية على المؤسسات ومناهضة التنمر لـ”الموقع” فى حوار عن مسيرة الكفاح والعمل الشاقة التى تكبدتها منذ نعومة أظفارها إلى ان أصبحت فى تلك المكانة المتميزة حاليا، تزامنا مع الاحتفال الذى تقيمه الدولة اول جمعة من شهر إبريل سنويا بالأيتام فى كافة ربوعها.

ركزت نهلة بداية حديثها فى الرد على استفسار وجهه لها “الموقع” حول عمرها الماضى فى الصغر الذى شبهته بالنضارة السوداء والآن أصبح امامها صندوق من الكنوز وقالت:” كنت دائما أظن فى صغرى ان الظروف التى وضعت فيها صعبة وسيئة ومظلمة وكنت لا اجد أى ميزة وكنت أتساءل لماذا وضعنا الله فى هذه الظروف القاسية؟! ، وأرجعت ذلك ما كان يحيط بهم آنذاك من التنمر وعدم تقبل الاخر لهم والاشياء التى لا يستطيعوا التحدث فيها نظرا لظروفهم، لكن انفتح صندوق الكنوز حقا عندما بدأت رحلتها الجادة فى الكبر وتعلمت وتدربت فى نفس المجال ووجدت أشخاص تقع فى نفس تساؤلاتها وأصبحوا سويا فى رحلة مليئة بالفوائد ساعدتهم على الحياة والتصالح مع النفس فى كل مكان”.

وتناولت قصة تميزها وكفاحها بهذه الطريقة قائلة:” بدأ المشوار منذ 9 سنوات رغم أننى كنت لا احب مجال الأيتام وتعايشت مع الجهد والشغل ، ووضع الله أمامى جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام فى مصر وأصبحت مُدرب ومٌقيم، وجاء ذلك بدفع من مديرة الجمعية، ويقوم العمل على تطبيق البرامج وتوعية المجتمع بالنظرة الحقيقية لليتيم وفى نفس الوقت نتعاون مع وزارة التضامن فى مناقشة التشريعات التى تخدم المجال، دائما يدفعنى زملائى بالعمل بألا أغلق على الكنز الذى بداخلى وأتوقف وبحرية شديدة قدمت خبراتى للعمل والمجتمع، بحكم أننى كنت أكبر الشباب فى الدار التى نشأت فيها”.

وحول نظرة الأخر لليتيم أضافت:” الوضع الحقيقى ليس كما يخرجه التليفزيون بأن دور الأيتام فيها حوادث غير منطقية أو سرقات، لكن الفكرة فى تغير نظرة المجتمع ، فعليه ان ينظر بشكل مختلف للأيتام، نحن نكبر ونذوب فى المجتمع فى الاعمال والمؤسسات والمدارس والنوادى، لكن نحن نحتاج الى النظرة الصحيحة، لذلك وجدت نفسى اننى داخل أمانة ربى منحنى إياها وعلي توصيلها لمن مثلى حتى ينتفعوا بها وأخذت على عاتقى الامر حتى يخرج فيما بعد شباب غيرى بشجاعة للدفاع عن الحق فى الحياة”.

وحول مسيرة الكفاح طيلة السنوات الماضية استكملت: ” حصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية ، ثم أصبحت أول سفيرة لوزارة التضامن الاجتماعى للمراقبة المجتمعية على المؤسسات ومناهضة التنمر، جاء ذلك نتيجة لعدم الشعور بالخوف لانه كان خيرا ومختفى داخل شكل الظروف التى مررت بها ، اذا استمريت فى الخوف لم أصل لما أنا فيه الان، فالخلطة الأساسية هى الايمان بانه تم اختيارى من الله داخل تلك الظروف الصعبة هى حقيقة ليس لى يد بها وعلي ان اكون فخورة بذلك، اضافة لذلك فكرة الحوار وألا أخشى الإفصاح عن كونى يتيم، بجانب التصالح مع النفس”.

وكشفت عن رسالتها للمجتمع بأن الايتام ليسوا ضحايا للظروف تماما، واى انسان يقول انه ضحية الظروف هو خاطئ، لافتة الى ان الايتام لا يحتاجون الجلوس فى ركن والاختفاء عن المجتمع لكن عليهم البدأ والتحرك والتغيير من الواقع حتى يتغير حاضرنا ومستقبلنا”.

ورأت نهلة ان فكرة الاحتفال السنوى باليتيم يجب ان يكون تكافل دائم لان دور الايتام لا تفتح يوم واحد فى العام لكنها تتيح أبوابها 365 يوما فى العام ، لذلك مفترض الا يكون هذا اليوم الوحيد لزيارة الايتام ورؤيتهم ، لان الدار ليست مستعمرة منفصلة عن العالم لكنها موجودة وسط المساكن والناس ومتاحة 24 ساعة، مؤكدة على ان يكون الانسان الداعم للأيتام معهم طيلة الايام ويحتفل فى هذا اليوم فقط بشئ أنجزه معهم خلال العام .

وتابعت بأن هناك تعاونا وتشاركا دائما بين وزارة التضامن الاجتماعى بقيادة الوزيرة نيفين القباج مع جمعية وطنية فى مناقشة التشريعات والقوانين وبشكل الخاص لخدمة الشباب الايتام بنوعيه بعد إتمام 21 عاما من العمر فى فكرة وجود السكن والتأمين الصحى والدعم المجتمعى والاشتراك فى المؤسسات الاجتماعية كالنوادى وما شابه ذلك وفى المدارس، فهناك تشريعات حالية لا تشمل تلك الاحتياجات.

نرشح لك

 تهربت من الاحتفالات حتى لا يسألني أحد من أنا ..أول مٌعيد جامعى من أبناء دور الأيتام يسرد لـ الموقع قصة كفاحه

فرحة اليتيم.. محافظة القاهرة تقرر فتح الحدائق غدا مجاناً لأطفال دور الأيتام والجمعيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى