أراء ومقالاتالموقع

نزار سامي يكتب لـ «الموقع» فروق عديده بين العلم والمعرفه

‏كثيرون يمتلكون قَدْرًا لا بأس به من المعلومات، وقرأوا عشرات الكتب،وكتبوا في الأدب،وبرعوا في الخطب…

كثيرون جدا، وعلي الرغم من ذلك نجد أن المثقفين قلة. لأن الثقافة ليست أن تَعْرِف فقط ، بل أن تَعِي، إنها بكل بساطة الوعي الذي قد يكون في الأُمِّيّ، وقد يخلو منه حامل الدكتوراه ولو حاز كل شهادات الدنيا!

‏تروقني جدًا الثقافة في أحاديث الناس..ما حادثت مثقفًا حقيقيًّا إلا ورأيت ظلال الثقافة تظّلل كلماته، وتلطّف منطقه، وتجعل لحديثه موسيقا تصويرية معزوفة على أوتار الوعي كنغم سماوي طَرُوب.هي السلوك الأرقى الذي ينعكس على صاحبه، ويشهد له بالفرادة.هي التعامل بباطنٍ أسمى وأطهر من الظاهر، ‏لم أرَي مثقفًا حقيقيًّا يشخصن موضوعًا أو يهزأ بأخيه الإنسان أو يزدري منطقاً لا يؤمن به، أو يلهث وراء سفاسف الأمور.

ما الثقافة إلا حزمة فضائل تجعل المرء إنساناً كامل الإنسانية، وتمنحه شهادة عليا في الرقيّ، ليست الثقافة أبدًا التظاهر أمام الناس بالنبل وأنت مفلس أخلاقيًا، ‎‏‎‎‏‎‎الثقافة هي الحكمة في إستخدام العلم يعني ليس من الذكاء والثقافة التحدث بأمر ديني مختلف فيه امام العامه وهذا مثال ، ومن هذا المنطلق نقيس على امور عده مثل السياسيه والشعر وعلم النفس وغيره ، ما أردت توضيحه اختيار من تتحدث معه بالعلم اللذي يناسب مدى فهم وأهلية الاشخاص اللذين تقابلهم .

‏‎الكارثة تكمن في عدم مقدرة الكثير منا على التفريق بين العلم والمعرفة.العلم هو التلقي والتلقين،بينما المعرفة هي المعايشة والانصهار في بوتقة الواقع وإدراك الأمور من البواطن والأعماق لا الملامسة السطحية لها،وعليه فقد يكون فلاّح أُمّيّ يعمل عقله، أكثر وعيا من أستاذ جامعي مؤطر بما درس. ‏‎‎أساس الوعي هو العلم بمراد الله تعالى،ثم العلم بالطريقة الصحيحة لتحقيق مراد الله تعالى،وينبني على ذلك انضباط معايير المتعلم على الميزان الشرعي(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب)، حينها يصبح المتعلم واعيا على المحجة البيضاء بخلاف من رهن وعيه لأشخاص أو دول!

إن عظمة الوعي في الإنسان هي الي تجعله في شكٍ دائم بقناعاته الشخصية، و متسائلًا بشكل مستمر عن الوهم الذي يقتنع به الآن.

أدام الله عليكم العلم والمعرفه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى