أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» هذا ما وجدنا عليه آباءنا

عندما لا تجد الحب والتقبل والاحتواء غير المشروط من والديك في طفولتك فستكبر أسرع وتشعر بأنك أصبحت كهلاً وأنت ما تزال في سن العشرين وستفتش عن ذلك الحب الممنوع والمسلوب في إنجازاتك المهنية ومشاريعك التجارية وعلاقاتك الصبيانية ،لكنك لن تجده لأنك تبحث في المكان الخطأ. ذلك الحب مكانه قلبك!!

فتش داخلك بصراحة ووضوح مع النفس وصدق وشفافية: هل تحب نفسك؟ هل أنت راضي عن نفسك؟أم أنك تمارس جلد الذات من وقت لآخر، وتشعر بالذنب والعار، وتشعر بأنك لا تستحق المكانة التي وصلت إليها، شعورك بالفرح بإنجازاتك ناقص!
الحل أن تسامح نفسك ، فالذنب لم يكن يوماً ذنبك، وأن تحبها وتفخر بها تفخر بها ليس لأنك فلان بن فلان ،فهذا ليس لك فيه فضل ولم تختره ولا سعيت من أجله.

وتفخر بها ليس لأنك دكتور أو مهندس أو ضابط أو ما شابه ذلك ،فتلك نجاحات بلا شك لكنها ستزول بتقاعدك أو تركك لوظيفتك، كما أن زوجتك وأطفالك لا يهمهم شهاداتك وعلمك بقدر ما يهمهم إنسانيتك ولطفك.كم من ضابط أساء لزوجته وأبناءه لأنه لم يستطع خلع البدلة العسكرية في بيته والتحرر منها. وكم من بروفيسور نسي نفسه بسبب اللقب الجامعي الذي يحمله فأصبح يتعامل مع أبنائه كما لو كانو طلابه في الجامعة. تلك أدوار فهل ابتلعك (الدور) يا ترى؟!

الأب/الأم في البيت هو الإنسان والصديق والمحب!

إذا لم نفهم ونستوعب هذا الأمر فستتكرر المأساة، ولن نكسر دائرة ( العنف المنزلي والحرمان العاطفي ) فتلك الدائرة لن نتحرر منها كمجتمع إلا بالوعي -أولاً- وبإدراك أن ما وجدنا عليه آباءنا خطأ ، وهذا ليس انتقاصاً منهم ولا تقليلاً من شأنهم فوعيهم ذلك الوقت مختلف، وذلك مبلغ علمهم!

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الصراع الدموي

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لن تعجب أحد

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الكائن الثرثار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى