أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لذه قضاء الحوائج

مما يدُلّ على تجذُّر الكرم في النفس الأصيلة، هو استشعار السعادة في السعي لقضاء حاجة مُحتاج، وتذوُّق اللذّة في كفاية شَخصٍ ما أهَمّه، وكم صدَق الشاعِر الفَذّ في وصفه لطبيعة تكوين النفس الكريمة جِبلّةً لا تصَنُّعًا:
“تراهُ إذا ما جئتهُ مُتهَلِّلاً… كأنّك تُعطِيه الذي أنت سائِلُه”
السعي لقضاء حوائج الناس، وتقديم المعروف للآخرين يولد سعادة ورحابة لا توصف، وينمي الألفة والمحبة، ويرسخ مبدأ التعاون والتكافل في المجتمع. فهي مهمةٌ لا يوفق بها إلا ذو الضمير الحي وكريم النفس وذو الأصل الطيب.فهنيئًا لمن يسعى في خدمة الناس وتقديم العون للآخرين. لا يزال الإنسان بخير، ما دام يرعى ما بين يديه بأفضل ما لديه، ويسعى إلى بَذل العطاء المقرون بالصِدق، والإتقان، والإحسان، فإنّ أجوَد الحصاد هو نتاج بذور لَقِيَت الرعاية، والعناية، والسُقيا، والاهتمام، فتجود بأبهَى الزهر، وأطيَب الثمَر، وأحسَن الأثَر. ومن أروع صور التقرّب إلى الله والورع والمروءة والوفاء والنبل أن تتفقد عوائل الأقارب والأصدقاء الذين لا عائل لهم أو من هم بحاجة لمد يد العون.لن يسألوك من التعفف ولن يعرف أحدًا مدى حاجتهم.. تصوّر أسرتك وقد غيّبك الموت بأمر الله وتصوّر حالتهم بعدك.‏فمن باب صلة الرحم تفقد أحوال الأقارب والتصدق عليهم وقضاء حوائجهم؟
فمنهم المحتاج والفقير والمريض والضعيف والعاجز والأرملة والمطلقة..لا أحد يعلم بحالهم سوى الله.. فلنمد لهم يد العون!!
‏‎النبيل من لا ينسى منهم المرضى إذا كان في صحة، ولا يتجاهل الجوعى إذا كان في شبع، ولا يصد عن العراة إذا كان في ملبس.لأن الشعور بالآخرين هو ما يجعل لحياتك معنى وقيمة، وهو صفة الإنسان، ومن كانت نفسه غنية لم يلهه الرخاء الذي هو فيه عن الشدة التي فيها الآخرون.
وإن قُوبِلَ إحسانك بالنُكران، إيّاك أن تندم على فِعلٍ جميل قدّمته، مهما خابَت ظنونك فيما بَعد، فأن تكون يدًا عُليا تمتَدّ بالنَفع والعطاء خيرٌ من أن تكون يدًا سُفلَى، فكل إنسان يبذل ما يُشبهه، وإنّ ما تُقَدِّمهُ من خيرٍ يعود إليك مُضاعفًا بعد حين ولو طالَ الزمن، إحسانك للآخرين هو فضل لك عند ربك وفضل على المُحسن إليه عند ربه.
فإن هو شكرك، فهو شكرٌ لله صاحب المنه.وإن أنكر فضلك فهو إنكار لفضل الله عليه فيما سخره له، فالأول غانمٌ بإذن الله، وأما الآخر فهو في اختبار.
واعلم أن الأمان إن الله أمر بالقسط فالميزان ،فان بخسوك أو ظلموك أو مهما فعلوا عنده سبحانه وتعالى القسط بين الناس بالميزان. فإن ضلموك اقسم بعزته أن ينصرك ولو بعد حين، وإن حاربوك جعل سلوانك وانشراحه صدرك وقرة عينك في صلاتك ودعائك وصدقاتك وصيامك وإحسانك
لا تجزع ولا تقنط فالنهايات عند الله انتصارات….
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، وأقض الدين عن المدينين، ويسر أمور المسلمين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، ومن كل مرض شفاء، ومن كل دين وفاءً، ومن كل حاجة قضاءً، ومن كل ذنب مغفرة ورحمة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن المحبة بين الحقيقة والزيف

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن دروس الحياة

‏ نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» تسلحوا بالرّضا والقناعة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى