أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ”الموقع” .. غطيط الغافلون في ركن الوطن

قال الإمام بن القيم ( من أفتي الناس بمجرد النقل من الكتب ، متجاهلا إختلاف الناس في أعرافهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم ..فقد ضل وأضل وكانت جنايته علي الدين ) …ولعلي أقصد من يتخذ دنيا الناس البسطاء مسرحا للهوه ولعبه وفجوره وتهتكه حين يمثل روايات آثامه وراء سطور الصحوه ولا يجد لذته إلا تحت لواء المعرفه والنصح والإرشاد ، وما هي بمعرفه ولكنها مجموعه من الأوهام مالا يكون ومالا تدركه الظنون ، وما هو بنصح ولا إرشاد ولكنه طيف خيال لا حقيقه له يغالط به نفسه ويغالط به الناس ، فمهما إستغلت جماعات عواطف العامه بخطابات جهاديه وحزبيه وتجاره جمع التبرعات للجهاد وبيع المساويك والعسل والحبه السوداء وإخراج الجن من البيوت والأجساد وتفسير الأحلام فهم يبنون أحلامهم علي حافه البراكين . فمن رٌبي علي التسليم بغير عقل والعمل لو صالحا بغير فقه ، فهو غير مؤمن ..فليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير كما يّذلل الحيوان ، بل القصد منه أن يرتقي عقله وترتقي نفسه بالعلم فيعمل الخير لأنه يفقه أن الخير النافع المرضي لله ويترك الشر لأنه يفهم سوء عاقبته ودرجه مضرته . هؤلاء الذين لا يقيمون لحريه الضمير الإنساني وزنا ويحاولون تقييد الحق بقوه البطش والسلطان فقط ، فهم يسيرون بالأمه إلى طريق الخراب العاجل والدمار الزريع . ولكن ..كيف يمكن للقلوب أن تري الحقيقه وهي مطموره في الطين ؟!
الدوله هي شعب وأرض وقضاء عادل وجيش يحميهم ، ولذلك فإن كل التيارات والجماعات المتطرفة عدوهم اللدود والأساسي هو الجيش الوطني ، فوجوده وقوته وتماسكه وكل جندي فيه يمثل حجر عثرة مكبل ومانع لتنفيذ مشروعهم .
فعليهم أن يعلموا ويؤمنوا أن لكل شعب عقائد وعادات يجلها ويقدسها ، وقد تكون أحيانا مقياسا لمقدار رقيه وإنحطاطه الأخلاقي ..فمنها ماهو جميل لائق بالاحترام والتقدير ، ومنها ماهو عقيم مبتذل يعوزه الإصلاح والتعديل ، وحري بنا أن نلقي نظره مدققه علي بعض عاداتنا ، فننتزع منها ما يعيق نموها الروحي ونلبس معني روحيا عميقا يتفق وتعاليم الأديان السماوية.
إن كان الدين هو الحياه بجملتها في كل نواحي نشاطها ، فكيف يكون للنهضات الإجتماعية وجود مستقل عن الدين !! …والحق أنه لا يوجد تفرقه بين دين الله والعالم الذي ينفع بعلمه عباد الله ….فكلاهما عباده .
الباطل ساعه والحق إلي قيام الساعه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى