أراء ومقالاتالموقع

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن هوس الشهرة وسقوط الأخلاق

“من لا يمارس الفضيلة إلا لاكتساب الشهرة كان أقرب الى الرذيلة” (نابوليون بونابارت).

‏أكتبُ وأنا أتألّم وأحزن …أكتبُ في زمنٍ تقلّبت فيه المفاهيم، وتغيرت فيه كراسي الحياه، لمن تساقطت مبادؤهم وهَوت أخلاقهم، أضحت الدنيا وبريقها ولوثة الشهرة جلّ همّ الناس واهتمامهم ..‏تلك الشهرة التي كانت في السابق تاجًا يوضع على رؤوس النبلاء والأبطال والكرام ليعرفوا بين الناس ببطولاتهم وأخلاقهم، وليخلد تاريخهم بالنّبل والمروءة والأفعال والأقوال الحميدة ..في عصرنا الحاضر ومع تقدّم التقنية وتقارب الناس فيما بينهم ودور مواقع التواصل، أصبحت الشهرة لدى البعض من الناس غايةً بحد ذاتها.. شهرةً بلا مروءة ولا كرامة ولا فضيلة..أصبح السباق نحوها سباقًا يبعث في النفس الكآبة،لما نراه اليوم من سقوط الأخلاق وتردّي الفضائل.

‏لوثة الشهرة والأضواء أو ما يسمّى بالـ”ترند” أصبحت هاجسًا يطارد الجيل الجديد من أبنائنا وبناتنا بعد كلّ ما عُرِض أو ما يشاهدونه يوميًا على وسائل التواصل من عرضٍ لحياة الخزي والعار لبعض المشاهير التّافهين

تلك الحياة الخدّاعة البرّاقة التي لا تمتّ للواقع ولا لديننا أو قِيمِنا بصلة..‏إذ لا يهمّهم سوى حفنة من المال،وبريقٌ زائف ورديء لشهرةٍ خليعة …لا الكرامة تعنيهم ولا المروءة تهمّهم فلقد خلعوا رداءهما عند أول “ترند” قصدوه.. وهنا أقصد تحديدًا بعض المشاهير الذين يظهرون بمظاهر لا تمّت لديننا ولا لعروبتنا ولا لأصالتنا ووطننا وقِيمِنا بأي صلة..

‏أصبحت مهمّة تربية الأبناء في هذا الزمن مهمةً صعبةً جدًا
إذ لا بدّ أن تزرع في أبنائك مكارم الأخلاق وفضائل الأديان ،أن تعلّمهم أنّ الحياة بلا كرامة هي سقوط مخزٍ وأنّ الشهرة بلا أدبٍ ولا أخلاقٍ هي نقيصة وعيب، وأنّ الأضواء الحقيقية تكمن في حفظ دينك قولًا وعملًا والتحلّي بالعلم والأدب. ‏أمّا ما دون ذلك ليس سوى هباء يجذبك بريقه ويوقعك في رماله المتحرّكة حتى يسيطر على عقلك وقلبك وسلوكك ويفقدك ما تبقّى عندك مما تحمله من دين أو مكارم وشهامة وكرامة وإباء!
‏هؤلاءِ هم المشاهير حقًا.
علموا أولادكم أنّ المرء بلا علمٍ ولا أخلاق لا قيمة له وأن العلم والأدب ما اجتمعا في امرئٍ إلا ساد قومه، وعلا شأنه،وخلّد اسمه بين الناس
العلم يرفع بيتًا لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرفِ

اقرأ ايضا للكاتب

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لوعة الفقد

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الحنين إلى الأوطان

‏ نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن صناعة عدم الانتماء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى