أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن المحبة بين الحقيقة والزيف

حين سُئلت امرأةً لماذا أحببتِ فلانًا قالت : لأنني شعرت معه بالأمان . بالنسبة لنا الحب هو المنطقة الآمنة التي نتحصن بها من مدلهمّات الحياة، هو المنطقة الوجدانية في أقاصي الروح والتي نذهب إليها بداخلنا رفقة من نحب. الحب هو تلك الشمعة الصغيرة والتي لا تخبو ولا تنطفئ، تقاوم الوحدة والليل والبرد ورجفة النوافذ، يظلُّ يوقدها شغفها الصغير طيلة الليل .. كذلك في دواخلنا شموعٌ مضيئة هي كلمات أحبتنا، أصواتهم، ضحكاتهم، أياديهم الناعمة وهي تتلمس تعب وجوهنا الخشنة .‏الحب هي اللحظة الخالدة التي يتحدثون عنها في الروايات والكتب والأفلام، اللحظة التي يتوقف فيها كل شيءٍ بالعالم ليرقص قلبان رقصة العشق الخالدة،هي تلك اللحظة التي تتخيل أن العالم توقّف فقط لأجل مشاهدة أجمل لقطة في الفيلم وهي توائم الأرواح وتحليقها إذ لا يراها حينها إلا ذو البصيرة. ‏الحب نهرٌ عذب تسبح فيه القلوب المتحابة، ويغدو العالم حينها وديعًا ولو للحظات رغمًا عن بؤسه المرير…أتخيل مشهدًا لجنديٍ في وسط المعركة رغم جراحه المتعبة ورغمًا عن الخوف والهلع وصعوبة اللحظة يُخْرجُ صورةً من جيبه ليقبل فيها وجه زوجته وطفله .ماذا أسمّي هذا !!؟؟؟
‏المحبة هي أكثر وأعمق وأقوى قوةٍ رقيقة على وجه الأرض،لن تجد محبًا صادق ضيعفًا!!!
حين تهاجم قطةٌ صغيرةٌ كلبًا ضخمًا لأنه اقترب من صغارها هنا تعلم أن الحب قد ملأ قلبها وجعلها أقوى مما تبدو عليه .‏
المحبة هي الجسر الذي يسلكه العشاق نحو الأبد ولو للحظات، هي النور الذي يلمع آخر النفق،المحبة سترة النجاة التي تلقى لنا في آخر لحظة،اليد التي تمتد لنا من العدم .
‏وماذا يحدث إذا زُيّف كل هذا !
كيف تصبح المنطقة الآمنة في داخلنا والتي كنا نهرب إليها كلما شعرنا بالخوف إلى أكثر الأماكن ظلمةً، وخوفًا، ورعبًا
لماذا يظلم العالم رغم شمسه المشرقة حين يُخذلُ أحد الطرفين .‏ماذا عن ادعاء الحب وفعل نقيضه بداعي المصلحة…. بماذا ترد لمن جعلوا الحب مجرد نزهة لبعض الوقت، ماذا عن الأوقات التي مرّت بهم سويًا ؟
ماذا عن الذكريات عن المواقف عن الأحلام التي رسموها معًا….الهزيمة في الحب مريرةٌ وقاسية ولكن ما هو أمرُّ منها هي أننا بعدها نعيش ولكننا لا نثق بأحد.
المحبّة هي من أجمل مصادر الطاقة للإنسان.الطاقة لا ترتبط بالضوء والنار والوقود والحركة فحسب،بل إنّها تتجلّى باستخراج الذات المحبّة فيك أيضًا كي تغدو مشبعًا بشرارات الجمال.حين ترى أثر المحبة على الإنسان ومفعولها السحري، تدرك حقًا أي قوةٍ حقيقيةٍ تبعثها المحبة في قلوب من حولنا.‏هل تأمّلت قبلًا ارتعاش الطفل فرحًا بعد احتضان والدته له من بعد غياب؟أم رأيت كيف ترفرف قلوبنا كلما حدثنا من نحب؟!
الحبّ أشدّ بلاغةً من لغات الأرض وأكثر عمقًا من كلامنا المنثور أو المقفّى.المحبّة هي اختصار الحواس وما لا يُدرك ولا يُقال.للمحبة طاقةٌ وقدرة لن تجدها في أي شيء آخر.
‏المحبّة فعل قبل أن تكون شعور ..طهّر قلبك وصدرك من مشاعر الكره والحسد والحقد واملأهما بالتّعوّد على سلامة الصدر والقلب من تلك المشاعر.كونوا مثل حمائم السلام التي لا تتقن إلا لغة البياض المطلق.
أخيرًا :إن لم تستطع أن تحب من أساء إليك فكن حذرًا من أن تكرهه حتى لا تتلوث من الداخل.

نرشح لك 

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن المحبة بين الحقيقة والزيف

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن دروس الحياة

‏ نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» تسلحوا بالرّضا والقناعة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى