أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» شمس المحبّة

هناك شمسٌ عظيمة لا يحظى بها الكثيرون، هي شمس المحبة التي لا تعرف الغروب ولا انطفاء لها.محرومون جدًا هم أولئك الذين خلت سماؤهم من وهجها ، وحُجبت مدارتهم عن جريانها ، وأظلمت حيواتهم عن ضيائها وأنسها ودفئها.

للمحبة سلالم تعرج بالمرء نحو المحامد ومراتب يسمو بها عن هفوات النفس وسفاسفها.انظر إلى أولئك الذين يشرقون بالمحبة ويتدثّرون بفيضها، تأمّلهم عن قرب.

ستجدهم حتمًا أكثر الناس اكتمالًا وطمأنينةً، وستجد أبناءهم أكثر الأبناء اعتدالًا ونجاحًا. ستجد في حياتهم ما يدفعهم نحو المزيد من التقدم والنجاح لأنهم مسكونون بالشغف والطاقة الجميلة النقية والإيجابية.وهذه الطاقة هي من أثر المحبّة في القلوب، فالمحبّة حين تطرق باب القلب تملؤه شغفًا وحياةً ودفقًا وسعادة وطاقةً معدية..

هذه الطاقة هي من النوع المشعّ الذي يغري من حوله بالتقرّب منه واكتسابه..أما أولئك الذين لا يجدون في بحر المشاعر سوى الكراهية والبغضاء ويتخذونها وقودًا لمشاعرههم وحياتهم، فستجدهم أكثر الناس قلقًا واضطرابًا وستجد أبناءهم أكثر الأبناء فشلًا وتشتتًا وضياعًا…

‏إذ إن للكراهية طاقةً سلبية وشعلةً ملتهبة محرقة تعمي القلوب والألباب والأبصار، فيعيش المرء في احتراقٍ دائم وفي احتطابٍ لنفسه وصحته وحياته وعمره، فهو من احتراقٍ إلى احتراقٍ، ومن كراهيةٍ إلى أخرى حتى إذا ما أكمل كوكب الكراهية دورته حول نفسه قضى على صاحبه واتجه نحو آخر…ذلك لأنّ الكراهية أيضًا مُعدية، تجذب أشباهها، وتجوع على لحم الناس الطريّ لتنهشه بحقدها وتبثّ فيه سمومها وتقضي عليه بخبثها!

بين المحبّة والكراهية حبلٌ يسمّى الإرادة.. نحن نختار ماذا نريد.. ونحن نختار كيف تكون حياتنا..فالقلب إناء يحتاج أن نملأه كلّ فترة..وبأيدينا نحن نقرّر كيفيّة امتلائه ونحدّد الصيغة والأشخاص والأفكار…

فاملأوا قلوبكم بالحب والرحمة وتجاوزوا ولا تكرهوا…

فالكره يورث الغمّ والوجع والخيبة والكآبة..

أمّا الحبّ فإنّه يورث الطمأنينة والسعادة والخير والسلام لذا أحبّتي كونوا من أهل السلام.. كي تسلموا وتغنموا الراحة والسكينة والطمأنينة وسلامة الصدر وراحة القلب ونقاء الذهن وطيب العيش في دينكم ودنياكم وآخرتكم

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» طهارة الحب قديما

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لا تكبر..إنه فخ!!

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» هذا ما وجدنا عليه آباءنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى