أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» حواشي عدم الوعي

يتكون ‏وعي الجموع والجمهور بحسب ما يتم ضخه وزرعه به يتشكل وبحسب ما يتم توجيهه وحقنه من معلومات وبرمجيات تكون الشعوب اما مكبوتة، متوحشة، ذكية، مسالمة، بناءة او حضارية الخ… ‏الفرد ضمن الجماعة كالمُنَوَّم عند المُنَوِّم لتبدأ عملية تشكيل وهندسة الفكر بل وتصل لمرحلة غسلٍ عميقٍ للدماغ ليصبح هذا المرء (بلا هوية) اي ان يفقد هويته وحكمه وعقله بأراء غيره وهذا ما نراه حولنا ان رأينا شيئا يمس قناعات ضخمه او مقدسة لبعض الجماعات، ‏فتبدأ افراده تهاجم بشراسة ومن غير وعي وبشكل نمطي مكرر ومفتَعِل وتظن انها بذلك تدافع عن شيء عظيم وما هي الا منومة وتُساق كما يُساق القطيع.. ‏وهذا لأن الرؤية المتأنيه والحُكم السليم والهوية الذاتية لهذا الفرد تم حذفها ضمن محيط وعي الجموع ليتم حذف كلمة (فرد) ولا يصبح لاراءه وذكاءه وقراراته اي وعي خاص بل هو يتجه يمينا ويسارا بحسب ما يتوجه اليه من يقوده… جماعات وفصائل تتصارع وحواشيها أو هوامشها تدفعُ الثمنَ.وهذه الحواشي والهوامشِ عندما تدفعُ هذا الثمن فإنها تدفعه صاغرةً وأيديها فوق رؤوسها الراكعة. أفيالُ تتصارع وعندما تتصارعُ هذه الفيلةِ الجامحة ، فإنّ العُشب وحدهُ هو الذي يدفعُ الثمن، ‏نحنُ في هذه الصراعات كلّها لسنا أكثر من هذا العشب اليابس الجاهز أبداً للسَحق بل وهذا العَصْف المأكول الذي تتركهُ وراءها أفيال تلك الفصائل بعد كلّ معركةٍ حاسمةٍ تنشبُ بينهما، هذه الأمبراطوريات الزائفه ما هم إلا “مُتطرّفون وحمقى ومخابيل”… أناس لهم مزاج إنتحاري ، يقفونَ دائماً على حافّة الهاوية في سياستهم وتعاملهم وإدارتهم للصراع مع كل من يخالفهم .. ولولا هؤلاء الفيله لما نشأتْ وأمتدّتْ وأزدهرت وتوسّعتْ تلك الجماعات ، ثمَّ سَقَطَتْ كلّ أمبراطوريّة لجماعه معروفة أو فصيل على إمتداد التاريخ الدموي لهذه الأرض.من بينهم متطرفون ذبحوا آباءهم وامهاتهم بحجة بعدهم عن الدين، وارهابيين وضعوا الأحزمة الناسفة على اطفالهم وارسلوهم للانتحار. ومن بينهم ‏انصاف المثقفين وهم اخطر من الجهلة لأنهم يمتلكون القدرة على التبرير واستعمال المرادفات والاحتيال على معاني الكلمات وتوظيف العلوم…..
‏علاقتهم بالدين ليست ذات حمولة أخلاقية أو شحنة روحانية أو حتى حافزا للوحدانية، إعتقادهم بأنهم أقرب إلى الله من غيرهم و أنهم فضلهم الله على جميع الكائنات البشرية و غير البشرية. ‏ويضيعون وقتهم الثمين في تصنيف تريليونات من الأحياء ليفصلونهم على مقاسهم.
‏مؤسف ومؤلم ان تفوتك الحياة بسبب ولادتك بموقع جغرافي عقائدي متخلف مستبد يسلبك حريتك وانسانيتك وارادتك.

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع».. ما تطبعوا فلوس وتوزعوها علينا

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن هوس الشهرة وسقوط الأخلاق

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» لوعة الفقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى