أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» اللايك اللعين

‏اللايك اللعين الذي يكثر الحديث عنه في كلّ مرة، بل ويكثر فيه الجدال والشد و الجذب و الخصام و التباكي والتذمر حتى ليس له سبب واضح أو دلالة واضحة كما أنّه ليس معيارا قيميا , يكون هناك إبداعات مدهشة و تحصد ( تحصد هذه فعل مضحك في هذا السياق ) عددا ضئيلا من اللايكات.

‏إبداعات أخرى مدهشة بالمثل و تحصد عددا هائلا من اللايكات يكون هناك ابتذالات تُليّك كثيرا و ابتذالات لا تُليك أبدا .. الاحتمالات و التقاطعات كلها موجودة و مع ذلك هناك من يسارع في التعبير عن غيظه و سخطه مطالبا فورا بحقوقه المنهوبة من اللايكات!!
‏و هناك أيضا من يسارع في فخره بنفسه و لو بطريقة غير مباشرة : أنا مبدع ومهم و الدليل على عبقريتي هو هذا العدد الهائل من المتابعين واللايكات رغم أنّ اللايك ذاته أشبه كثيرا بالضحك ,هناك من يضعه بدافع الإعجاب آخر بدافع المجاملة ,أحيانا بدافع التّواطؤ أو من أجل شراء صديق أو حليف. ‏أحيانا أخرى لأنّ صاحب النصّ هو الّي يعجبك و ليس النص في حد ذاته أحيانا أخرى لأنّ سكران و قررت منح لايكات بالجملة, مرّات أخرى لا يكون صاحب الصفحة نفسه هو الذي على صفحته بل زوجته أو صديقته أو ابن أخيه الرضيع الذّي ضغط على الزر صدفة مرّات أخرى بسبب الشّفقة على متسوّل اللايكات.
‏أحيانا أيضا بسبب عدوى اللاّيكات , تضع لايك لأنّ صديقك وضع لايك أو بسبب عدد معيّن من اللايكات الذّي يؤثّر عليك مثلما تؤثّر عليك الشّهرة فتضع لايك غريزيّة و لا إراديّة و هكذا يتكاثر عدد اللايكات فجأة بطريقة جنونيّة أحيانا أخرى بدافع التّشجيع، أو لأنّ مزاجك جيّد.

‏و مثلما هناك أيضا ضحكات مكتومة هناك أيضا لايكات مكتومة لأنك مثلا تكره تكبّر صاحب النص و رغم أنك تحب نصّه تمتنع عن تلييكه, أحيانا أخرى بسبب صراع الأجيال أحيانا بسبب أنّ النصّ جميل لكنّه متكلف أحيانا أخرى بسبب أنّك تتفاعل مع نصوص أحدهم دون أن يتفاعل هو أبدا مع أنه ليس مجبرا أبدا

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الأرواح بين التآلف والتنافر

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» كن أنيسًا ذوّاقًا

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع»هل تعرفونهم؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى