أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» التوقيت مهم

بعض البشر حين تمنحهم فرص متتالية يعتقدون أنك ضعيف لا تقوى على البعاد عنهم لا يدركون أنها فرص تمنحها لنفسك حتى تبتعد بدون ندم وتبتعد بقناعة.

بعض البشر لا يذيقونك عَلْقَم المرارة بصريح العبارة , ولا يلوذون بالفرار في وضح النهار ولا يقف أي منهم في وجهك ليواجهك ويصارحك، بل يدسون بين كلماتهم ما يؤذي قلبك ويتلف روحك ويكسر خاطرك ويُبكي عينك ثم يتسألون عن أسباب غضبك وحزنك وانكسارك .لم يكن هجرنا لهم من فراغ كان عن عمد نقصده وكنا نرتب له منذ فترة بعيدة، لعلهم يتعجبون من كلامنا وقت الهجر، ولعله ظنوا أننا لم يعتصرنا الصبر فترات وفترات. لقد التمسنا لهم جميع الأعذار وأرغموا قلوبنا على الأذى من أجلهم، وكنا نقول لأنفسنا غدا سيعرفون قدرنا أو بعد غد. ربما مر الغد وبعد الغد وهم كما هم لم يتغيروا ولم ينتبهوا!!

حقيقي إن مكانة الأشخاص لا تهدم إلا بأيديهم،فنحن لا نقضي أيامنا نخطط كيف نبعد هذا وكيف نتخلص من ذاك، ليس لنا علم متى مخزون الصبر والتغاضي ينتهي، مكانتهم ليست على حسب مزاجنا ولا إرادتنا، إنما بأيديهم أن يسكنوا القلب ولو كانوا في آخر الأرض وبأيديهم أيضا أن يدمروا صورهم ولا نراهم حتى ولو أنهم أمام عيوننا.

فمن المؤسف أن تموت المشاعر في المكان نفسه التي نبتت فيه، ويكون الأذى ممن كنت تُميزه وتصطفيه، ويكون الجُرح ممن ظننت أنه سيشفيه . من المؤسف أن يكون حصاد محبتك وثقتك واهتمامك دموع الحسرة والندم والخيبات والخذلان والألم .

احذروا التراكمات فهي لا تعرف عزيزاً، ‎يُهزمُ المرءُ بالأشياء التي يُحِبُّها،فألف عدُوٍّ لا يفعلون بقلبكَ ما يفعله حبيب واحد. لا قيمة لتلبية رغبةٍ دهسها الوقت ، ولا قيمة لأحد يصل متأخرًا بعد نهاية كل شيء، أهم ما في كل شيء هو توقيته، التوقيت الذي يضفي القيمة على الأشياء أو ينزعها. تفقد الأشياء قيمتها حين تأتي بغير وقتها.

حين تفقد بريقها…حين تخسر الشوق المصاحب لها… حين يفوتها أرق الانتظار والترقّب.‏‎‎الشعور بشيء واحد كفيل بجعلك تفقد بقية أحاسيسك ، فإذا استمر شعورك بالألم لوقتٍ طويل تفقد الأحاسيس بالحُب والشغف والمتعة الحياتية وبعد إقرارك بذلك يتبقى عليك القتال لاسترجاع تلك الأحاسيس مجدداً حتى لو كانت معركة خاسرة .

تفقد الأحاسيس قيمتها حين تصل متأخّرة من بعد استسلام القلبِ للخسارة!… وأيّ نصرٍ بعد ذلك . حتمًا سيكون باهتَ الملامح. فقيرًا وخاليًا من المشاعر كلهم.!

‏النصر الباهت الملامح لن يُعيد للقلب رقصة نبضاته الأولى .

ولن يشبع ويملأ الروح أبدًا بعد طول انتظار !

احضنوا القلوب عند أوّل ربيع لها.عند أوّل اخضرار وأوّل زقزقة، عند أول خفقة …لا تؤجّلوا المشاعر إلى الغد، لا تفوتكم لحظات الأولى من الدهشة .فإنّه إذا ما فات. مات!، ‏لا تتأخر … لأن القطار سيفوتك لا محالة …‏‎‎أخبروا الأشياءَ التي تأتي مُتأخرة بأن قُدومها لم يعد مُرحباً به فقد فاتَ أوان اللهفةِ ومجيئها الآن بعدَ انطفاء الشغف

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» سلب الحرية

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» شماعه الأخطاء

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» الجذور والأصول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى