الموقعمنوعات

مي.. فخر البنات تركت الشهادة لتعيش في جلباب أبيها بسوق السمك: «مرض أبويا كسرني وكان لازم أكون له سند»

عملت بالكثير من التخصصات منذ تخرجي ولحظة مرض والدي كانت بداية دخولي سوق السمك

أردت أن اثبت لمن يجرح أمي بـ « أم البنات» أن البنت بـ 100 راجل ولبست جلباب أبي وعملت بمحله

«بانيه أبو مي» أكله اخترعها أبي و سر الخلطة سبب تميزنا بالسوق

عملت على تطوير المحل بمساعدة أختي بإضافة خدمة “الدليفري” وعمل جروب على “الفيس بوك”

إذا نظرت إلى طلتها المبهجة وابتسامتها الجميلة، ستجد خلف هذا الوجه الرقيق فتاة قوية حملت مسؤولية الابنة الكبرى لتكون سند لأبيها في مرضه، تركت ليسانس الآداب قسم علم النفس في الدرج، لترتدي جلباب أبيها وتمتهن مهنته في سوق السمك …

إنها مي قطب، والتي تبلغ من العمر 28 عاما، وتروي قصتها لـ «الموقع»، قائلة: حصلت على ليسانس الآداب قسم علم النفس منذ 8 سنوات، وكنت يوميًا أذهب من طنطا إلى الجامعة في كفر الشيخ، وأحب تخصص علم النفس وأثرت دراسته كثيرًا على شخصيتي، وكنت أعمل منذ السنة الدراسية الثانية في الجامعة لمساعدة والدي الذين شقوا كثيرًا لتربيتنا وتعليمنا.

وأضافت مي : عملت في الكثير من المجالات منها مشرفة في مدرسة، ثم مديرة فرع بإحدى شركات السلع الغذائية وحصلت على تكريم أفضل مدير فرع رغم صغر سني على مستوى فروع الشركة، ورغم تفوقي في شغلي إلا أن لحظة مرض والدي وإجرائه جراحة بالقلب كانت اللحظة الفارقة في حياتي، حيث قررت أن أترك كل شيء وأنزل بمساعدة أختي الأصغر للعمل في مهنة أبي بسوق السمك.

وتابعت: حين مرض والدي بالقلب كانت تتردد على أذني بعض الكلمات الجارحة التي كان يلقيها البعض لأمي أنها “أم البنات” ومضايقتها أنها أنجبت خمس بنات ولم تنجب ولد، هنا قررت أن أثبت للعالم أن البنت بـ 100 راجل وأن أبي سيظل قوي ببناته ولأنني الكبرى قررت أن أرتدي جلباب أبي وأعمل معه في سوق السمك، لأنه يعاني من عدة أمراض أخرى بجانب القلب وهي السكر و ألم في العمود الفقري وأصبحت صحته لا تتحمل شقى السوق بمفرده.

واستكملت: من هنا فكرت بمساعدة أختي الأصغر “ليلي” أن نطور من إمكانيات محل أبي، وأن نضيف خدمة “الدليفري” لتوصيل الطلبات إلى المنازل، وأن نؤسس جروب على “الفيس بوك” نعرض عليه أسعار السمك يوميًا ونتلقى الطلبات، و نروج من خلاله لأكلة اخترعها أبي وهي “بانيه أبو مي” وهي سمك بلطي مقسوم نصين و متبل بتتبيلة خاصة ابتكرها أبي وهذه الخلطة هي سر المهنة الذي يميزنا بالسوق.

وعن متابعة الشغل، قالت: أقف في المحل بسوق السمك يوميًا منذ الصباح الباكر، وأخذ خطة الأسعار من أبي وأعمل بها طول اليوم، وتقوم أختي بمتابعة طلبات الزبائن على جروب الفيس بوك وتلقي الاتصالات، والتنسيق مع “الدليفري” و أصحاب محل الشوي لتصل الطلبات ساخنة للزبائن.

وأوضحت أنها شعرت بالفخر عندما طورت عمل ابيها وجعلت المحل مفتوحًا، قائلة: “لم أخش كلام الناس منذ البداية، وأن أعمل أي مهنة أحضر منها قوت يومنا أفضل من نمد يدنا للناس، الكثيرون حاصلون على شهادات ويجلسون على المقاهي، ولكني أفتخر بمهنة أبي وأني أعمل بها في رعايته وحياته”.

واختتمت حديثها معنا، قائلة: ” تجربتي في سوق كانت ممتعة رغم رهبة البداية إلا أن بساطة الناس و الطيبة جعلتني سعيدة، و أطمح أن أطور محل أبي، وأن يكون لدينا سلسلة محلات «اسماك أبو مي» بالمحافظات، وإضافة أصناف أخرى إلى التي يتاجرون بها، وهي: البوري، البلطي، القراميط، بليمي، زغدان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى