الموقعتحقيقات وتقارير

«ميمون» و«النشال».. من أدخل القرود مصر؟.. ولماذا أطلق عليه الفراعنة قردوح؟.. «الموقع» يكشف التفاصيل

استخدمها المصريين القدماء في الزراعة وجمع المحاصيل والفاكهة والرقص والموسيقي

كتب- أسامة محمود

شهدت الأيام الماضية زيادة فى عدد الإصابات بفيروس جدرى القرود وتحديدا في مناطق خارج غرب ووسط أفريقيا، حيث يستوطن الفيروس، وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلال الساعات الماضية أن جدرى القردة حالة طوارئ صحية عالمية، وهو أعلى مستوى من التنبيه لدى المنظمة، ويتم ذلك بناء على توصيات لجنة الطوارئ.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية تفشي جدري القرود وأمراضا معدية أخرى عن طريق الحيوانات التي اختلطت بالفيروسات داخل النفايات الطبية البشرية والصرف الصحي.

وفى التقرير التالى يرصد “الموقع” تاريخ ظهور القرود فى مصر ومن أدخلها وأشهرها فى الأعمال الفنية والأفلام السينمائية المصرية .

كان للقرد دور مهم في حياة قدماء المصريين، وهو ما كشفته مقابر أثرية كثيرة عثر عليها في مصر مؤخرا، منها مقبرة السيدة “حتبت” التي تم اكتشافها، خلال الفترة الماضية، وكانت القرود تشارك المصريين في الزراعة وجمع المحاصيل والفاكهة والرقص والموسيقي.

وفي موسوعته التاريخية “مصر القديمة”، كشف سليم حسن أن المصريين القدماء كانوا يألفون ويستأنسون نوعين من القردة، أولهما لونه أخضر كلبي الرأس، أطلقوا عليه اسم ميمون أو قردوح، والثاني رسم بلون أصفر، ولوحظ في مقبرة “تسن” من الأسرة الخامسة أن المصري القديم كان يصطحب القرد للصيد مع كلابه.

واعتبر القدماء المصريين القرد رمزًا، ووجدت تماثيل ومومياوات لهم في العديد من المقابر الملكية الفرعونية كاملة، ووجدت رسومات أخرى لقرد يقف وحيدا أمام عازف.

نرشح لك : من أين جاء فيروس جدرى القرود؟..«الموقع» يجيب

وظهرت القردة ممثلة فى مشاهد عديدة فى النقوش الفرعونية، ليس كمعبود فقط، بل فى الحياة اليومية لمصر الفرعونية، ومن أشهرها القرد الذى يساعد الشرطة فى إلقاء القبض على مجرم فى العصر الفرعونى.

وحسب الموسوعة التاريخية أن فى الزمن القديم لم يكن ظهر مرض جدري القرود الذى ظهر فى عالمنا الحديث فقط منذ 10 سنوات فقط، وهو سلالة غرب إفريقيا وسلالة الكونغو، ويرجعه البعض لتجارب علمية أجريت أدت لظهوره فى إفريقيا، والبعض يرجعه للاحتكاك المباشر مع الحيوانات، وهو مرض جلدى وتبدأ أعراضه بارتفاع درجة الحرارة وصداع وتورم فى الغدد الليمفاوية، وظهور طفح جلدى تتحول إلى فقائع مائية، ويبدأ الظهور للمرض مع الاحتكاك المباشر مع الشخص المصاب أو الاتصال الجنسي المثلي، أو اللعاب ورذاذ الحيوانات .

ويتابع أن مهنة القرداتي ظهرت فى مصر، بل إن الرحالة المصريين فى إفريقيا دونوا حالات لبعض قبائل تقوم بآكل القرد والتهامه.

نرشح لك : المثليون في الصدارة.. “الموقع” يكشف الفئات الأكثر عرضة للإصابة بجدري القرود

وقد كان القرداتى في مصر يعطى دائما للقرد اسم “ميمون”، ويؤكد أنه كان للقرداتية قواعد، فأغلبهم يعيشون في مساكن عشوائية سواء فى الإسكندرية أو القاهرة، وقد كانوا دائمى الترحال في كافة المحافظات، حيث توجد لهم صور فوتوغرافية في أسيوط وأمام دار الأوبرا وغيرها، وانقرضت مهنة القرداتي في مصر في عصرنا، وتظهر الصور الفوتوغرافية النادرة في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تقاليد القرداتي الذي يحمل قردا يقوم بإرقاصه، وهي مهنة كانت أقرب للتسول.

وشمل الأرشيف المصري، الكثير من القصص الغريبة لـ “القرداتية” منها القرد النشال الذى أدخل صاحبه السجن، كما مثلت السينما المصرية الكثير من الأفلام التى تحدثت عن عالم الأنسان مع القرد منها فيلم اليوم السادس إخراج يوسف شاهين عام 1986م ولعب الفنان محسن محيي الدين دور “عوكة القرداتي” في حيث كان عوكة يتعامل قردة أنثي وأطلق عليها اسم روز، وظهرا في أحد المشاهد، داخل الكوخ الذي يسكنه، ليبدأ في محادثتها قائلًا: “انتي فين يا ولية.. حضرتي العشا؟”، وبعدها ببرهة تقفز روز عليه، متسببةً في سكب عبوة الصبغة، ليمسكها عوكة غاضبًا: “أنا حارمك من حاجة.. أرميكي من الشباك.

كما مثل فيلم 4 فى مهمة رسمية للفنان الراحل أحمد زكي عام 1987 م عالم القرد حيث لعب الفنان الراحل الكبير دور أنور عبدالمولى، ورافقه طوال الأحداث أنثى القرد، اسمها دلال، وحمار وعنزة، أما في الفيلم الشهير “القرداتى” بطولة الفنان الراحل فاروق الفيشاوى وسُمية الألفي، يقوم فتوح بعد خروجه من السجن بالتدريب على مهنة القرداتى، وينجح في تدريب قرد فنون السرقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى