اقتصادالموقع

مهندس زراعي لـ “الموقع”: من الضروري تطبيق برنامج خدمة متكاملة لأشجار الزيتون للتربع على عرش الإنتاج كما حدث في 2020

كتبت – ندى محمد أيوب

وتسعى الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة لتنفيذ خطة طموحة لسد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وخاصة زراعة الزيتون وبعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنسيق مع الجهات المختصة للتوسع في المساحة المنزرعة وتعزيز الناتج المحلي من هذا المحصول وتحقيق الاستفادة الكاملة من مقومات الدولة في هذا القطاع.

وقال المهندس أحمد صيام، مهندس زراعي ومؤسس مبادرة سطح أخضر لـ ” الموقع” إن شجرة الزيتون تتميز بأنها شجرة معمرة ولها قدرة على الصمود ضد الظروف الطبيعية مثل تحملها للعطش وتحمل الجفاف وملوحة مياه الرى بدرجة كبيرة مما يجعلها ملائمة للزراعة وخاصة في المناطق الصحراوية مثل شمال سيناء والواحات ومناطق الإستصلاح الجديدة كما يمكن زراعتها أيضا بمناطق أخرى تجود فيها مثل مطروح والضبعة، ومختلف أنراع التربة بشرط أن تكون جيدة الصرف وألا تكون غدقة.

المهندس أحمد صيام

أنواع الزيتون

وأضاف صيام، أن الزيتون يزرع لعدة أغراض والتي يتم بناءًا عليها اختيار الصنف، فهناك أصناف المائدة مثل العجيزى الشامى الدولى والتفاحى، والبيكوال، والكلاماتا، وهناك أصناف خاصة بإنتاج الزيت مثل الكروناكى والأربيكوين وصنفى المراقى والشملالى، وهناك أصناف ثنائية الغرض.

القيمة الغذائية لمحصول الزيتون

وأوضح المهندس الزراعي، أن ثمارالزيتون لها قيمة غذائية عالية حيث تحتوي علي مواد كربوهيدراتية وبروتين والأملاح المعدنية والسليلوزوالفيتامينات المختلفة بالإضافة لمحتواها العالى من الزيت والذي تتعدد فوائده الصحية والغذائية.

المساحات المنزرعة بمحصول الزيتون

قال صيام، إن مساحة زراعة الزيتون فى مصر تطورت في الآونة الأخيرة، حيث بلغ إجمالي المساحة المنزرعة من الزيتون بعدد من المحافظات من بينها الوادي الجديد وسيناء والجيزة والفيوم والبحيرة وأسيوط والإسماعيلية والمنيا، بنحو 240 ألف فدان، من بينهم 200 ألف فدان أشجار مثمرة، كما تقدر عدد أشجار الزيتون حاليا بنحو 65 مليون شجرة، ممثلة 13% من إجمالي أشجار الفاكهة في مصر تقريبا، 80 % منها زيتون مائدة و20% أصناف زيتون زيتية.

وأشار أحمد صيام، إلى أن مصر حققت المركز الأول عالميًا في إنتاج الزيتون خلال عام 2020، إلا أن العام الماضي 2021 قد تراجع الإنتاج بشكل كبير جدا علي عكس المتوقع بسبب تعرض الأشجار لتكرار حالة التذبذ الشديدة في الحرارة بين الارتفاع والإنخفاض المفاجيء خلال فترة الإزهار والعقد والتي تبدأ من مارس، مما يؤدى إلى جفاف الأزهار وعدم اكتمال عمليتى التلقيح والإخصاب ويتبعه تساقط الثمار بدرجة كبيرة.

عوامل التحكم في إنتاجية محصول الزيتون

وأكد صيام، أن إنتاجية اي محصول تتوقف على عدة عوامل منها ما لا يمكن التحكم فيه مثل درجة الحرارة، ومنها ما يمكن التحكم فيه ويجب ان يكون هناك عناية بها كإختيار المحصول أو السلالة المناسبة وتقديم الخدمة المثلى للنبات، حيث يؤدى تطبيق برامج الخدمة الجيدة والمتكاملة لأشجار الزيتون إلى رفع إنتاجيته، ومن المتوقع هذا العام بمشيئة الله أن يتم تحقيق انتاجية عالية.

معوقات تواجه محصول الزيتون في مصر

أكد المهندس أحمد صيام، على ضرورة السعي دائما لمواجهة أي معوقات أو تغيرات للعمل علي زيادة الانتاج والتربع على عرش الإنتاج كما كان في عام 2020 ومنها تقديم الدعم الفني للمزارعين والتنبيه بالتغيرات المناخية المفاجئة قبل حدوثها وكيفية التعامل معها اضافة لاستنباط اصناف جديدة تتلائم مع تلك التغيرات، كما يجب العمل على إيجاد نظام تسويقي للمزارعين يشجع علي زيادة المساحة المزروعة.

استشاري لـ“الموقع”: شتاء هذا العام مناسب لزراعة الزيتون ونتوقع انتاجية عالية

وقال المهندس صبحي ليلة استشاري زراعة الزيتون خلال حديثه لـ “الموقع”، إن الزيتون يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية الهامة جدا على مستوى العالم، حيث أنها لا تزرع إلا في دول حوض البحر الأبيض المتوسط لمناسبة مناخرها.

وأضاف ليلة، أن هناك حوالي 21 دولة من إجمالي دول العالم الـ193 تقوم بزراعة هذا المحصول بما يعادل نسبة 1إلى %20، ومن هنا تنبثق أهمية الزيتونة ذات الزيتون، لأن المطلوب هذه الدول القليلة تغذية العالم أجمع، إضافة إلى أن الزيتون ينج منه الزيت وهو ما له أهمية علاجية واقتصادية عالية جدا.

وتابع اسشاري زراعة الزيتون لـ“الموقع” أن مصر تختلف عن دول العالم أجمع، حيث يتركز فيها زراعة زيتون المائدة بشكل كبير، بخلاف باقي دول العالم فإنها تزرع زيتون من أجل الزيت، مضيفًا أن هناك 3 أصناف من الزيتون أولها زيتون المائدة فقط، وزيتون ثنائي الغرض، زيتون من أجل الزيت فقط أحادي الغرض.

موسم قطف الزيتون

وأشار ليلة، إلى أن مصر أخفقت في إنتاجية الزيتون خلال شتاء 2021 بسبب التغيرات المناخية واختلاف درجات الحرارة، فنتيجة دفء الشتاء وحساسية شجرالزيتون للمناخ، فهي تحتاج درجة برودة عالية جدا، مضيفًا أن شتاء 2022، مناسب جدا لزراعة الزيتون ونتوقع إنتاجية كبيرة هذا العام.

وأكد استشاري زراعة الزيتون، أن المحصول في مصر تواجه بعض التحديات، من أهمها التسويق، حيث تصدر مصر الزيتون خام، وتستورده الدول الأوروبية وتعيد تعبئته وتصديره إلى جميع دول العالم، هذه الخطوة تعزز قيمة المنتج المحلي، وتحتاج إلى تدخل من الدولة بفرض قانون يمنع تصدير المنتج الخام، فضلاً عن التقلبات المناخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى