الموقعتحقيقات وتقارير

من أغلق الباب الوحيد للنجاة؟.. «الموقع» يحقق ويكشف مفاجآت فى حادث الكنيسة

كنيسة أبو سيفين كانت بيتا صغيرا مساحته 150 مترا وتحولت لدار عبادة

الوصول إلي الكنيسة عبر حارات مغلقة.. والمداخل الضيقة ساهمت في حصار الضحايا

الكاهن الراحل أغلق باب النجاة الوحيد أمام الضحايا قبل صلاة القداس

باب السطوح كان الأمل الوحيد للضحايا وأغلق خوفا من صعود الأطفال وسقوطهم أثناء اللهو

مولد الكهرباء وضع في مكان مغلق فى الطابق الثاني وبجواره جركن بنزين!

النائبة نشوى الديب: أطالب المحليات والحماية المدنية بمراجعة كل دور العبادة ووسائل الأمان والسلامة

خبير: حدوث «قفلة» ينتج عنها تيار عالى يحرق أي جهاز يمر به

مهندس كهرباء: المولدات التى تعمل بالوقود لا توضع داخل الشقق لخطورتها.. والسطوح المكان الطبيعى

توصيات: عدم وضع الأطفال فى الأدوار العلوية.. مع وجود متطوعين أيام التكدس

تحقيق – محمد فتحى عبد العال

باتت مصر كلها حزينة ليلة أمس، على حادثة كنيسة أبو سيفين بإمبابة، فلا شىء يصف الألم والحزن الذى عاشه الجميع بعد الحادثة المروعة، والتى راح ضحيتها 41 حالة وفاة و14 مصابا.

لكن بعض النقاط تحتاج منا إلى تسليط الضوء، لضمان عدم تكرار المأساة.. “الموقع” يفتش في هذا التحقيق عن الأسباب والمعلومات والتي قد تكون سببا فى إنقاذ حياة العشرات فيما بعد.

الملاحظة الأولى، ما فجرتها النائبة البرلمانية نشوى الديب وهى عضو مجلس النواب عن الدائرة التى تقع بها الكنيسة، حيث قالت إن الكنيسة لم تكن فى الأصل كنسية، وإنما كانت بيتا عاديا، ثم تم تحويله لكنيسة، وهو ما يفسر تصميم المبنى من حيث ضيق المدخل والسلم الذى يسع شخص واحد أو اثنان بالكاد، وحتى الممرات التى تؤدى لخارج الكنيسة ضيقة جدا.

هذه المعلومة التى أكدها عددا من جيران الكنيسة، تدفعنا للتساؤل عن العشوائية فى بناء بعض الكنائس، فتجدها داخل شوارع ضيقة أو حارات مغلقة، فهل هذا خوفا من إغلاق التصاريح التى منحها الرئيس عبد الفتاح السيسي للكنيسة بالبناء والترميم، ولم يكن هذا معمولا له من قبل، أم أنها العشوائية؟، فكل مجموعة تريد بناء دار عبادة بجوار أقرب نقطة سكنية لهم.
-1800 كنيسة تم توفيق أوضاعها منذ ثورة 30 يونيو”

الديب قالت لـ “الموقع” إن الأب عبد المسيح نجيب كان صديقا شخصيا لها وهى فى أشد حالات الحزن عليه وعلى فراقه، وللأسف ما قام به من إجراءات لحماية الأطفال كانت سببا فى وفاته شخصيا ووفاة الأطفال.

نرشح لك : شجاعة شباب إمبابة تتصدر الموقف.. «الموقع» يرصد محاولة الأهالي لإنقاذ ضحايا حريق “أبو سيفين”

وكشفت البرلمانية الأب نجيب قام بإغلاق باب السطوح بقفل، حتى لا يصعد إليه الأطفال وقت الصلاة، ويسقط أحد أو يتعرض لأى أذى، لكن إرادة الله كانت هى الحاكمة.

وأضافت الديب، أن الكنيسة للأسف غير مجهزة بأى وسيلة من وسائل الأمان والحماية، فقد كانت فى الأصل بينا عاديا وفى حارة ضيقة للغاية، ومسألة الحضانة كانت لأن كثير من الأمهات كانت تأتى بأطفالها يوم الصلاة، ومع الأسف كان المولد فى هذا الطابق وبجواره الوقود الذى يعمل به.

وأكدت الديب، أنها ستطالب جهتين هما الحماية المدنية والمحليات بإعادة الرقابة على كل دور العبادة سواء مساجد أو كنائس، والتأكد من السلامة وطرق الأمان فيها، خاصة التدابير اللازمة للحرائق.

النائبة أشارت أيضا أنه لا صحة لتأخر المطافى أو الإسعاف، وهو ما تعلمه شخصيا، لأن هناك نقطة مطافى وإسعاف قريبة جدا هناك، وتوالت بعد ذلك سيارات الإسعاف والمطافى.

– حضانة.. فر من الموت وفى الموت وقع!

الملاحظة الثانية، في الحادث المأساوي هي افتتاح حضانة داخل الكنيسة وهو تصرف عشوائى أيضا، لكن لن يتحدث أحد بسبب وجود الحضانة داخل الكنيسة، وهو ما يفسر لك وجود مواد سريعة الاشتعال ككتب الأطفال والأبلكاش وأنواع من الألعاب، وهو ما يدفعنا للتساؤل هل من الطبيعى أن تكون هناك حضانة فى طابق علوى مثل الثالث أو الرابع، فهل توفرت وسائل الأمان؟.

وبحسب المعلومات التى حصل عليها الموقع، فإن الباب المؤدى للسطح كان مغلقا بقفل؛ كنوع من أنواع الحماية للأطفال من الصعود لأعلى وقت انشغال من فى الكنيسة بالصلاة، وتعرضهم للسقوط أو الإصابة، وبالتالى وجد المتواجدون داخل الكنيسة أنفسهم محاصرين بين النار والدخان فى الأسفل والذى صعد إليهم.

المولدات.. القاتل السريع

الملاحظة الثالثة حول المولدات الكهربائية وطريقة عملها، ومدى الأمان في تشغيلها خاصة طريقة الفصل أو التحكم عند عودة تيار الكهرباء العادى، خاصة أن هناك أسواقا شعبية تبيع هذه المولدات مستعملة بل وبعضها به أعطال، وأغلب هذه المولدات تعمل بالوقود سريع الاشتعال، بل وبحسب مصادر فإن جركن الوقود (البنزين) كان بجوار المولد وقت الحادث وهو ما السبب الرئيسي فى اشتعال النار بهذا الشكل أول الأمر.

نرشح لك : وكيل لجنة الإسكان : حريق كنيسة إمبابة فاجعة هزت المصريين جميعا والدولة تعاملت معها

المهندس أحمد إبراهيم مهندس كهربائى، يؤكد أن هذه النوعية من المولدات الأصل أنها تعمل فى الأماكن المفتوحة، كقطعة أرض زراعية محدودة، وحتى لو تم وضعها لإنارة منزل فالأولى وضعها فى أعلى المنزل لأن الوقود سريع الاشتعال ومن الوارد خروج شرارة هنا أو هناك، وحتى لو احتجت لإضافة الوقود لا يجب وضعه بجوار الآلة، لذا لا توضع المولدات داخل الشقق أو الأماكن المغلقة.

أضاف ابراهيم، أن هذه المولدات معروف أنها توصل لإنارة لمبات ويمكن مراوح ولكن لا يوصل عليها المكيفات أو الأجهزة ذات الأحمال العالية، وإلا ستتحول لقاتل سريع.

التوصيات المعمول بها وفقا للكود المصرى والأكواد العالمية .

المهندس إبرام سعد مهندس انشاءات بشركة اوراسكوم، يقول إن هناك توصيات لدور العبادة القائمة سواء الكنائس أو الجوامع لعدم تكرار مأساة حريق كنيسة أبو سيفين، منها مراجعه جميع التوصيلات الكهربائية وحساب الأحمال الكهربائية الصحيحة بناءا على الأجهزة المركبة.

مع وجود قواطع و electrical load calculations، ووضع generator في مكان بعيد عن دور العبادة وإذا كان داخل مبانى دور العبادة لابد من وضعه داخل غرفة مغلقة إغلاقا تاما ( مع الأخذ في الاعتبار وسائل التهوية المطلوبة) وإن أمكن بأبواب مقاومة للحريق وتكون غرفة مخصصة فقط للمولد أي أنها غير مخصصة للتخزين….

يضيف إبرام أنه يجب عمل صيانة دورية لكل الأجهزة الكهربائية مثل التكييف سواء DX أو مركزى و المولدات، وتركيب طفايات حريق في كل مكان بدور العبادة وتدريب العاملين بدور العبادة على استخدامها.

أيضا يراعي فصل الإشغالات المختلفة بحوائط مقاومة للحريق، مع تركيب تشطيبات فى مسالك الهروب طبقا لمتطلبات نوع الاشغال ولا يسمح بتركيب أي تشطيبات قابلة للاشتعال مثل الأخشاب وغيره وفى حالة تركيب تلك التشطيبات القابلة للاشتعال لابد من ازالتها.

نرشح لك : مصدر كنسي لـ«الموقع»: جثامين ضحايا “أبو سيفين” وصلت الكنائس والصلاة بدأت

وأشار إلى ضرورة عمل دراسة محاكاة الدخان وفي عدم كفاية الوقت اللازم للهروب الآمن، لابد من تركيب إحدى وسائل التحكم في الدخان، مع أهمية وجود خطة إخلاء واضحة فى حالة الحريق وتدريب المختصين عليها.

ويجب تركيب fire alarm system لدور العبادة، وعدم وجود أي إشغالات أو معوقات في السلالم ومسارات الهروب.

وشدد إبرام، على ضرورة أن تكون أماكن خدمات الاطفال في نفس مستوي الشارع وليس الأدوار العليا، وفي حالة وجود أكثر من مخرج للمبنى يجب التأكد أن جميعها صالحة للاستخدام في حالة الطوارئ دون تأخير من أي نوع.

وفى أثناء الخدمات الأسبوعية و المواعيد المتوقع فيها تكدس يجب أن يقوم بعض المتطوعين بوظيفة Fire Watch بعد تدريبهم، وتللك التوصيات لا تغني عن الالتزام بجميع متطلبات الحماية من الحرائق المذكورة في الأكواد العالمية مثل NFPA , IBC وغيره وأيضا الكود المصري.

“القفلة” تحرق الأجهزة

المهندس حامد بركات المهندس الاستشاري فى قطاع الكهرباء، يقول إنه بعد التقرير المبدئي الذى تحدث عن أن الحريق نتيجة تشغيل مولد كهربي أثناء انقطاع التيار ثم في نفس اللحظة عادت الكهرباء مرة أخرى، فاشتعلت النيران، كان يفترض وجود لوحة ATS لافتا أنه للتنقل بين الكهرباء العمومية والمولد بشكل آلى ولا تسمح أبدا بدخول الخطين معا، أو على الأقل بلغة الصنايعية مفتاح قلاب يقبل وضع واحد فقط يا كهرباء عمومية يا مولد.

إنما دخول الاثنين معا يسبب تيار قصر أو قفلة بلغة الصنايعية، والقفلة لو لم تفصل بمفتاح كهربائى بشكل آلي ينتج عنها تيار كهربائي عالى يحرق أي جهاز يمر به،ومن ثم اشتعال النيران.

يضيف بركات، أنه من الطبيعي أن ينتج عنه شرر عالي لمفاتيح قديمة غير مؤهلة للفصل في حالة مرور تيار عالي وأيضا مولد صغير يعمل بالبنزين مما يسهل اشتعاله، مما أدى إلى حدوث الحريق.

الكنيسة.. والاسعاف

مصدر مسؤول بهيئة الإسعاف، قال لـ” الموقع“، لا صحة مطلقا لتأخر سيارات الإسعاف، فقد وصلت أول سيارات الإسعاف بعد أقل من 5 دقائق، وتم الدفع تباعا بسيارات الإسعاف من محافظة الجيزة والقاهرة وأقرب الأماكن حتى وصلوا لأكثر من 30 سيارة إسعاف.

نرشح لك : مصدر مسؤول: جثامين ضحايا حريق الكنيسة لم تتفحم.. وأغلب الوفيات بسبب الاختناق

وأوضح المصدر أن هناك نظاما إلكترونيا معروفا يوضح وقت تلقي البلاغ ثم وقت تحويله لأقرب سيارة إسعاف، ووقت الوصول.
لكن “الموقع“، وبعد التحقيق وتبين أقوال شهود العيان، فإن أول من دخلوا لإنقاذ الناس أكدوا فى شهادتهم أنهم كانوا ينزلون سواء الجثث أو المصابين لسيارات الإسعاف وهو ما يؤكد أن سيارات الإسعاف كانت فى الموعد ولم تتأخر.

جورج من جيران الكنيسة، يقول إن الكنيسة كانت بيتا عاديا مساحته 150 متر، وللأسف فى شارع ضيق ” التروسيكل” نفسه، يجد صعوبة فى دخوله، ومن ثم هناك إهمال بصراحة فى المبنى نفسه من حيث أنه غير مؤهل، والمولد العشوائى وطريقة تشغيله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى