الموقعتحقيقات وتقارير

منظومة تداول القطن الجديدة بين سندان النجاحات ومطرقة العقبات

«الزراعة»: المنظومة تعتمد على نظام المزاد في مراكز للتجميع بكل مركز إدارى في المحافظات حسب المساحات المنزرعة

«مزارعون»: نظام التسويق الجديد يمثل خسارة كبيرة.. وتكلفة فدان القطن تخطت الـ12ألف جنيه

تقرير: محمود السوهاجي

تستمر الحكومة المصرية في تطبيق منظومة تداول القطن الجديدة للعام الخامس على التوالي، حيث تعتمد هذه المنظومة على نظام المزاد في مراكز للتجميع بكل مركز إدارى في المحافظات حسب المساحات المنزرعة.

توفر هذه المراكز أكياس الجوت والدوبارة القطنية للمزارعين لتعبئة الأقطان بها وتسليمها للمراكز مرة أخرى للمزايدة عليها بين شركات التجارة.

تهدف المنظومة إلى تنظيم وتحسين عملية تداول الأقطان والحفاظ على نظافتها وجودتها، وبالتالى زيادة تنافسيتها عالميا، مع تحقيق أعلى عائد للمزارع مقابل أقطانه من خلال المزايدة.

وحققت المنظومة نجاحًا كبيرًا في السنوات الماضية، حيث شهدت حقول محافظة الشرقية هذا العام إقبالا غير مسبوق على زراعة الذهب الأبيض؛ وذلك بعد نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، التي حققت طفرة هائلة وغير مسبوقة في أسعار القطن العام الماضي.

آخر موعد لتوريد القطن:

وأعلنت منظومة تسويق القطن عن آخر موعد لتوريد الأقطان لمراكز التجميع وهو 28 فبراير 2024.

وشددت المنظومة على أنه لن يتم استقبال أي أقطان بعد هذا التاريخ، سواء كانت داخل المنظومة في مراكز التجميع أو خارجها أو داخل المحالج.

من جانبه، ناشد الدكتور مصطفى عمارة، أستاذ المعاملات الزراعية والمنسق الإعلامي لمعهد بحوث القطن، جميع مزارعي القطن بسرعة التوجه وتوريد أقطانهم إلى مراكز التجميع الخاصة بمنظومة التسويق الجديدة، وذلك قبل نهاية مواعيد التوريد في 28 فبراير 2024 بالوجه البحري، حتى يمكن المزايدة عليها والحصول على سعر جيد لها.

وأكد الدكتور عمارة أن منظومة تسويق القطن الجديدة تهدف إلى ضمان حصول المزارعين على إجمالي عائد البيع وتحقيق عوائد مجزية لهم، مما يسهم في التوسع في مساحة زراعة القطن خلال الأعوام المقبلة.

كما أكد أن المنظومة تساهم في توفير مواد خام عالية الجودة لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة الوطنية، بما يسهم في الوفاء باحتياجات السوق المحلية.

مساحة محصول القطن في مصر:

بلغت مساحة محصول القطن في مصر خلال الموسم الحالي في الوجهين القبلي والبحري نحو 255 ألف فدان، بإنتاج متوقع يصل إلى 1.8 مليون قنطار.

وأوضح التقرير أن المحصول تم جنيّه بالكامل بمتوسط إنتاجية 9.5 قنطار للفدان من مختلف الأصناف.

ومقارنة بالموسم الماضي، فقد بلغت المساحة المزروعة بالقطن نحو 336 ألف فدان، معظمها في محافظات الوجه البحري، وحققت إنتاجية بلغت نحو 2.5 مليون قنطار.

شركة مصر لحليج الأقطان تفوز بأحدث مزاد للقطن في المنوفية:

فازت شركة مصر لحليج الأقطان بأحدث مزاد للقطن في محافظة المنوفية، حيث اقتنصت 1486 قنطارًا من صنف جيزة 97 بسعر 12160 جنيهًا للقنطار الواحد، وبلغت قيمة المزاد 18 مليون جنيه، وهو أعلى سعر مسجل للقطن في مصر منذ سنوات.

نرشح لك : «بعائد سنوي 75 ألف جنيه».. مدير بنك ناصر بالعلمين يوضح لـ «الموقع» تفاصيل حساب «يوم بيوم» وشهادة الـ 20%

يأتي هذا الفوز في إطار نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، التي تعتمد على نظام المزاد في مراكز التجميع، وتساهم هذه المنظومة في تحقيق عوائد مجزية للمزارعين، وتوفير مواد خام عالية الجودة لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة الوطنية.

تباين آراء المزارعون:

فيما أشاد مزارعون مصريون بمنظومة تداول القطن الجديدة، التي تم تطبيقها لأول مرة في موسم 2023-2024، مؤكدين أنها حققت لهم عوائد مجزية مقارنة بالمنظومة القديمة، فيما اشتكى آخرون من نظام التسويق الجديد الذي يتم تطبيقه الآن، مؤكدين أنه غير عادل، لأنه يعتمد على مزاد علني يحدد فيه سعر بيع الفدان وفقاً للسعر العالمي الذي يتغير سنوياً، ما يمثل أزمة كبيرة وخسارة بالنسبة لهم،من جانبه، قال أحمد عبدالحميد، مزارع قطن من محافظة الشرقية، إن منظومة تداول القطن الجديدة أسهمت في زيادة أسعار الأقطان، حيث وصل سعر القنطار من صنف جيزة 97 إلى 12160 جنيهًا، وهو أعلى سعر مسجل للقطن في مصر منذ سنوات.

وأضاف عبدالحميد أن المنظومة الجديدة ساهمت أيضًا في القضاء على جشع التجار، الذين كانوا يستغلون المزارعين ويبخسونهم حقهم في سعر القطن.

وأكد عبدالحميد أن منظومة تداول القطن الجديدة هي خطوة إيجابية نحو النهوض بزراعة القطن في مصر، وتحقيق عوائد مجزية للمزارعين.

من جانبه، قال محمد إسماعيل، مزارع قطن من محافظة الغربية، إن منظومة تداول القطن الجديدة سهلت على المزارعين عملية توريد الأقطان إلى مراكز التجميع، حيث تم إنشاء مراكز تجميع جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأضاف إسماعيل أن المنظومة الجديدة ساهمت أيضًا في توفير معلومات دقيقة عن أسعار الأقطان، مما أتاح للمزارعين فرصة أفضل للبيع بأسعار جيدة.

وأكد إسماعيل أن منظومة تداول القطن الجديدة هي منظومة ناجحة، ويجب استمرار تطبيقها في المواسم المقبلة.

المنظمة غير عادلة:

أما محمد علي، مزارع بالفيوم، فقال إن زراعة فدان القطن أصبحت عبئاً على الفلاح، لأنه يضطر في نهاية الموسم لبيعه بسعر أقل من تكلفة إنتاجه. موضحا أن تكلفة زراعة الفدان الواحد تتخطى الـ 10آلاف جنيه، بجانب تكلفة إيجار الأرض الزراعية نفسها التي تصل إلى 12 ألف جنيه سنوياً، في حين أن المحصول يضطرون لبيعه بحوالى 12 ألفاً فقط للفدان، أي أقل من تكلفة إنتاجه.

ويتفق معه أحمد عوض، مزارع من بنى سويف، قائلاً: «سعر البيع للقنطار لا يتوافق مع سعر تكلفته، ما يمثل بالنسبة لنا خسارة كبيرة، وفكرت كثيراً في التراجع عن زراعة القطن والاكتفاء بالقمح والبرسيم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى