الموقعتحقيقات وتقارير

مملكة أصحاب السبوبة و”الكرامات” بالفضائيات.. عمرو خالد.. عمل في المحاسبة ثم انتقل للدعوة من بوابة نادي الصيد ليختفي بريقه بعدها لسنوات (ملف خاص)

أجور فلكية.. تقاضي مليون جنيه في البرنامج الديني الواحد وصافي ربح بملايين الدولارات والثاني مشاهدة علي اليوتيوب

تزوج وهو في الرابعة والعشرين من عمره وله ولدان.. هجر تنظيم الإخوان واتجه للدعوة بأسلوب مسرحي

وقفته مصر مرتين وبريطانيا كانت ملاذه في المنفي..ليعود بعد ثورة يناير

عاد بعد سنوات بإعلان “الفراخ” الشهير واختفي سريعا من هول الانتقادات

خرج من عباءته مسعود ومصطفي حسني.. وأولاد الذوات الأكثر بين مريديه

كتبت – علا خطاب 

لم يكن يعلم طالب كلية تجارة جامعة القاهرة بأنه سيصبح من أشهر الدعاة في جيله بل سوف يؤسس نهج خاص به يتبعه في أثره العديد من الدعاة الجدد والشباب، فالداعية عمرو خالد، والذي لم يدرس العلم الشرعي منذ صغره بل جاهد إليه في الكبر، أصبح في خلال بضعة سنوات من مؤسسين ما يمسي بـ”الدعاة الجدد أو الكاجوال”.

فهو لم يخرج إلينا بالعمة والجلباب كما دعوتنا من المشايخ والدعاة بل ظهر حليق الذقن، ببدلة وكرافت، يتحدث بأسلوب سلسلس قريب للقلب، إلى أن وصل صداه لخارج مصر والبلاد العربية، ولكن رغم ذلك لا يزال “عمرو خالد” حالة خاصة في ظهوره واختفائه لسنوات مضت دون تفسير أو قدرة علي التوضيح، فهل فعلا الدعوة كانت بمثابة “سبوبة” اختفي بريقها سريعًا أم أن هناك في الكواليس ما لا يعرف بعد !.

نادي الصيد
فى ذروة سيطرة دعاة السلفية الجدد، ظهر شاب أنيق يرتدى الزى الأفرنجى، اسمه بالكامل عمرو محمد حلمي خالد، مواليد 5 سبتمبر 1967 بمدينة الإسكندرية، تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة، وعمل بأحد مكاتب المحاسبة لمدة سبع سنوات، ثم افتتح مكتب محاسبة خاصا به في العاصمة القاهرة.

بعدها اتجه للدعوة بالقاء محاضرات ودوروس دينية للشباب، إذ حصل على دبلوم الدراسات الإسلامية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية بميت عقبة، وبعدها حصل على درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية تحت عنوان “الإسلام والتعايش مع الغرب” من جامعة ويلز ببريطانيا 2010.

فيما تزوج عندما كان عمره 24 سنة.

وبالنسبة لبداية مشواره في الدعوة، فقد استخدم عمرو خالد الذى هجر الإخوان وتنظيمها بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، أسلوبا مسرحيا فى إقناع جمهوره، حيث ابتعد عن “الزعيق” وأهوال عذاب القبر، وتحدث عن سيرة النبي وقصص الصحابة.

إذ بدأ بإلقاء الدروس في نادي الصيد في حي الدقي، ثم انتقل إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة حتى ازدحم المسجد ولم يتحمل، حيث وصل إعداد الحاضرين إلى 35 ألف بعد سنتين فقط من إلقائه للدروس الدينية.

لينتقل بعدها إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، حيث ذاعت شهرته بقوة، وبدأ الشباب يحضر دروسه قادمين من أماكن بعيدة، ثم انطلقت نجوميته في الوطن العربي عبر الشاشات الفضائية من خلال قناة اقرأ الفضائية.

المشايخ الكاجوال

ومن رحم الألفية الثالثة، برز عمرو خالد كظاهرة للدعاة الجدد، تزامن ذلك مع رغبة الكثيرون في تغير لغة الخطات الديني، بعد سيطرة السلفييين والمتشددين من المشايخ في التسعينات من القرن الماضي علي القنوات الفضائية وحتي شرائط الكاسيت، ولكن مع الوقت كانت الصدمة فقد حمل عمرو خالد ومن اتبعه من الشباب الدعاة كمعز مسعود ومصطفي حسني وغيرهم، تغير في الشكل دون المضمون، واعتمد علي أسلوب التنمية البشرية والسرد القصصي بعيدًا عن مناقشة قضايا جادة وشائكة من جوهر الإسلام.

ولكن رغم سطحية الطريقة إلا أنها جذبت ملايين من المشاهدين، لاسيما الشباب، وأصبح لهم تابعون ومريدون، فقد بلغت جاذبيته حدا، حذا بمجلة “تايم” الأمريكية، إلى إدراجه في المرتبة الثالثة عشرة في لائحة الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم، بحسب إذاعة الـ”بي بي سي”.

ففي عام 2007، أعلنت المجلة الأمريكية عن قائمتها السنوية للمئة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، تم اختيار الداعية عمرو خالد ضمن هؤلاء الأشخاص، معللة ذلك بتأثيره على المجتمع بنشاطاته الدعوية التي تخطت نطاق الوطن العربي، ولدعوته المستمرة لنبذ العنف والطائفية والالتزام بالمنهج الوسطي في الدعوة.

وقد حضر عمرو خالد حفل التكريم الذي يضم المائة شخصية التي تم اختيارها لذلك العام، وألقى هناك كلمة قصيرة.
ومع بداية عام 2000، احتلت شرائط عمرو خالد المجانية وعلي أجهزة الدي في دي، مكانا بارزا ضمن المنتجات الأكثر مبيعا في العالم ضمن بين أفلام بروس ويليس وتشارلي تشابلن العالمية.

لينتقل بعدها للشاشة الصغيرة، وظهوره في الفضائيات، ليوسع بذلك نطاق جمهوره بأكثر مما لو ظل محصورا في مسجد أو قاعة للممحاضرات، ليشبه البعض أسلوبه المودرن ببعض المبشرين الإنجيليين في الولايات المتحدة، ما عرضه لكثير من الانتقادات والمعارك التنافسية.

شكلت ظاهرة عمرو خالد، خطراً على ممثل الإسلام الرسمي في البلاد الذي يمثله في مؤسسة الأزهر، بجانب ممثل التدين الشعبي وألهة الدعوة السلفية، سواء في مصر، أو في أي قطر عربي إسلامي؛ فوقف ممثل الأزهر بعيداً، وانغمس التيار السلفي في معركة تنافسية مع الدعاة الجدد، بهدف جذب الأتباع إلى مساجدهم، ولم يكفهم هذا، فانتقلت المعركة إلى الفضائيات، وانشغلوا بجذب أكبر عدد من المشاهدين، وما بين القنوات السلفية وبرامج الدعاة الجدد دُفن مشروع تجديد الخطاب الإسلامي من جذوره.

أولاد الذوات

وبفعل الأسلوب السلس والبعد عن التعقيد، خطف الداعية قلوب المناطق المودرن ومرتادى النوادى الذين وجدوا ضالتهم فى خطاب لا يذكرهم بالفقراء ولا ينكد عليهم بأحوال البلد والسياسة، ويحدثهم عن بناء الإنسان ودوره الإيجابى فى المجتمع دون الإلحاح على الآخرة وحسابها، فصار نجمًا ساطعًا وظاهرة توقف عندها الباحثون بالنسبة لتأثيره في طبقة “أولاد الذوات”، كما يطلق عليها.

وفسر الباحثين تأثير عمرو خالد في الطبقة البرجوازية وأولاد الذوات،التي وصلت إلى قمة الشخصيات السياسية في عصره، إلى أن هذه الشرائح تريد تدينًا بدون كلفة سياسية، لا يتصادم مع النظام السياسى القائم، ونمط التدين الذى يقدمه الدعاة الجدد هو نمط مرتبط بهذه الشرائح التى لديها رغبات وطموحات فى الصعود الاجتماعى، وفى ذات الوقت تريد تدينًا يشبع حاجتها الروحية دون خسارة مكاسبها وامتيازاتها الاجتماعية، لذا فوجدت فى خطاب هؤلاء الدعاة النموذج المناسب.

ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وتحولها إلى قوة تنافس الإعلام التقليدى، لعب عمرو ورفاقه من الدعاة الشباب بهذه الورقة جيدًا، ليتمكنوا فى فترة وجيزة من حجز مساحات من بوستات وتعليقات متابعى “السوشيال ميديا” لا تقل عن المساحة، التى يحظى بها نجوم الفن، حتى تحولوا مع الوقت إلى “تريند” .

وبعد أن صار عمرو خالد نجم شباك، كما أطلق عليه، جذب عددا آخر من الدعاة المودرن، وبرزت أسماء جديدة وضعت نصب أعينها عمرو ونجاحه الساحق فى تحويل “الدعوة” إلى نجومية وحسابات بنكية فلكية، فحجز معز مسعود ومصطفى حسنى موضعًا فى هذه السوق الفاخرة، وجذبوا إليهم جمهور الفضائيات الباحث عن التدين الخفيف.

توقف ومنفي

رغم كل هذا النجاح والشهرة، أُبعد عمرو خالد عن مصر مرتين دون إعلان رسمي، الأولي كانت في العام 2002 فقد غادر مصر في 30 أكتوبر 2002 متجهاً إلى بيروت وظل هناك حتى مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير 2005، حيث قرر المغادرة إلى بريطانيا، لأنها أكثر أمانًا، ثم عاد لمصر مرة آخري.

بينما في مايو 2009 م أصدرت السلطات المصرية حينها قراراً بمنع عمرو خالد من بث برامجه من مصر وعدم عرضها على القنوات الفضائية المصرية كقناة المحور والحياة.

وقبلها في نوفمبر2008، أعلن “خالد” عن توقفه عن مشروع مواجهة الفقر والتسرب من التعليم “مشروع إنسان” في مصر فقط وأنه سيكمل المشروع في الدول الأخرى، وقد وجه الدعوة للشباب إلى التوجه إلى الجمعيات الخيرية المسجلة لدى وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، ما فسره البعض حينها من أنه السبب جاء لـ ضغوط أمنية.

ليعود قبيل ثورة يناير عام 2011، ليعلن بعدها بعام عن تأسيسه لحزب جديد باسم “مصر المستقبل” يركز على قضية التنمية في مصر، ألا أن سرعان ما قام بتنحي عن رئاسته، مبررًا ذلك بأنه سيركز علي العمل الدعوي.

إعلان الفراخ
ورغم ذلك اختفي عمرو خالد من الظهور، إلا من برنامج ديني كل عام في شهر رمضان، ليطل علينا في عام 2018، بإعلان “الفراخ” الشهير، الذي تعرض للكثير من النقد بسببه.

وظهر عمرو خالد مع خبيرة التغذية آسيا عثمان، في إعلان لشركة “الوطنية” للسعودية للدواجن، ليدعو الناس للأكل الصحي، وهو ما اهتبره البعض استغلال للدين في أعمال تجارية.

وبعد عشر دقائق فقط من إذاعة الإعلان قامت الشركة بحذفه من صفحتها، بسبب رفض الجمهور لمحتواه، وحملات المقاطعة التي دشنها الكثيرون لمقاطعة الشركات التي تستغل المشاعر الدينية فى أعمال تجارية، ليقدم عمرو خالد بعدها اعتذاره للشعب المصري، مؤكدًا أنه يتحمل المسئولية كاملة عن ذلك الخطأ.

وبحسب مصادر مطلعة في الشركة، كشف وقتها بأن “خالد” حصل على مبلغ مائتي ألف جنيه مقابل ظهوره فى الإعلان، ومقابل نشر الإعلان على صفحته على فيسبوك.

أجور فلكية

ومع شهرة أسماء الدعاة الجدد، وعلي رأسهم عمرو خالد، ارتفعت أجور المشايخ الكاجوال إلى أرقام خيالية، فمع زيادة حصيلة الإعلانات، تزداد بالتابعة عدد الأتباع والمشاهدين.

ففي عام 2008، أعلنت مجلة “فوربس” أن صافي ربح الداعية عمرو خالد بلغ 2.5 مليون دولار خلال العام السابق فقط، مؤكدة أن مصادر دخل الدعاة تأتي بالدرجة الأولى من الإنتاج التليفزيوني والبرامج التي تبثها عديد من المحطات في العالم العربي ويتابعها ملايين المشاهدين.

بينما في عام 2017، أشارت مصادر إلى أن عمرو خالد حصل على مليون جنيه مقابل برنامجه “نبي الرحمة والتسامح”، الذي يعرض على “أم بي سي”، وينافسه آخرون مثل معز مسعود، الذي كان يتقاضى نفس الأجر تقريبًا.

بينما في العام الحالي، فقد كشف تقرير “موقف السوشيال ميديا بالشرق الأوسط 2021″، الصادر عن مؤسسة “كراود أنالايزر” العالمية أن هناك وجودًا مكثفًا من الداعية مصطفي حسني، والداعية عمرو خالد على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خلال الفترة الماضية.

وبحسب التقرير، فقد جاءت الصفحة الرسمية للداعية الإسلامي مصطفى حسني، في المركز الأول والأكثر مشاهدة على “فيسبوك”، بينما جاءت صفحة الداعية عمرو خالد في المركز الثاني.

كاشفة أن أرباح الداعية عمرو خالد سنويًا، والتي وصلت إلى 187.9 ألف دولار، والتي تقدر قيمتها بـ3 ملايين جنيها، بعد تحقيقه لـ 3 ملايين و914 ألف مشاهدة على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” فقط.

نرشح لك

رئيس الجمعية المصرية للتخطيط العمراني لـ الموقع : تعديات حرم السكة الحديد في كل موقع إنذار مبكر بحادثة قادمة

داعية إسلامي يكشف عن مهر السيدة فاطمة الزهراء

داعية: مقولة من يؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال باطلة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى