الموقعتحقيقات وتقارير

مفاوضات إسرائيل وحماس «يا صبر أيوب».. متى تنتهي حرب غزة؟

تقرير: محمود السوهاجي

يبدو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة يستغرق وقتًا طويلاً، في سياق المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة “حماس”.

واشترطت “حماس” الإفراج عن أسماء كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بعضهم مُتورّط في قتل مسؤولين إسرائيليين.

وتشير الأسماء التي تصرّ “حماس” على إطلاق سراحها إلى أن قادة الحركة يتطلعون إلى ما بعد الحرب ومشاركتهم المستقبلية في القيادة الفلسطينية.

وتضم القائمة التي ستقدّمها “حماس” شخصيات مؤثرة، منها مروان البرغوثي الذي يقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة، وأحمد سعدات العقل المدبر لعملية اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي، في عام 2001، وسبق أن رفضت إسرائيل إطلاق سراحه هو والبرغوثي كجزء من أي صفقة، وعبدالله البرغوثي، وكان قائدًا كبيرًا في الجناح العسكري لحماس في الضفة، ويقضي عقوبة غير مسبوقة تتمثل في 67 حكمًا بالسجن المؤبد.

ورغم محاولة “حماس” الفاشلة لتأمين إطلاق سراح عبدالله البرغوثي في صفقة التبادل عام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته “حماس” لمدة 5 سنوات، فإن الحركة تصرّ الآن على إدراجه في صفقة التبادل التالية.

ومن بين الأسماء الأخرى التي تبرز كمطالب محتملة في صفقة الرهائن، حسن سلامة، المعروف بارتباطه الوثيق بالقائد العسكري لحركة حماس (المُغتال) يحيى عياش، وعباس السيد، العقل المدبر الثاني وراء التفجير الذي وقع في فندق بارك في نتانيا عام 2002، وهو محكوم عليه بالمؤبد أيضًا.

نرشح لك : «مش بس غزة».. عضو المجلس الثوري الفلسطيني يكشف لـ «الموقع» جرائم العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية

ويتوقع مراقبون أن تطالب “حماس” بالإفراج عن إبراهيم حامد، الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني والمهم داخل حركة حماس، وتتهمه إسرائيل بالتورط في عمليات قتل فيها إسرائيليين.

يشير الخبير في الشأن الفلسطيني جمال سالم إلى أن كلا الطرفين سيضطران للدخول في مرحلة التنازلات، حيث تزداد الضغوط على الجانبين.

في هذه المرحلة، يقول سالم في تصريحات له، إن الحديث سيكون “مختلفًا وأكثر تعقيدًا”، و إسرائيل رفضت أكثر من مرة إطلاق سراح القادة الكبار مقابل إطلاق سراح أسراها، لكن في المستقبل قد تقبل التفاوض بشأن ذلك مقابل إطلاق سراح جنودها.

وعلى الرغم من ذلك، لن يحدث ذلك في المفاوضات الجارية حاليًا، ويتوقع أن يتم التوصل لصفقة جزئية، وأن الأسرى الكبار والجنود سيكونون ضمن صفقة شاملة في وقت لاحق.

من جهتها، تصر “حماس” على الإفراج عن الأسرى الكبار، مؤكدة أنها ما زالت موجودة على الأرض وترغب في استغلال هؤلاء الشخصيات في خطط ما بعد الحرب.

المحلل السياسي الفلسطيني نزار جبر يتفق مع سالم في أن الإفراج عن الأسرى الكبار لن يكون في المرحلة الحالية من المفاوضات، والهدف الآن هو وقف إطلاق النار لفترة طويلة تسمح لـ “حماس” بترتيب صفوفها، وستكون المفاوضات بشأن الأسرى الكبار آخر مرحلة من هذه الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى