الموقعخارجي

مفاجأة.. تطور جديد يهدد بانهيار سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، عن تراكم الطمي حول خزان سد النهضة، ما يهدد بتناقص مخزونه المائي الحالي والمستقبلي، وقد يتسبب بقصر عمره الافتراضي.

وقال “شراقي” إن جميع الأنهار التي تنبع من إثيوبيا تتميز بكميات طمي هائلة، وتترسب كميات من هذا الطمي في حوض النيل الأزرق، وتصل إلى حوالي 200 مليون متر مكعب كل عام ولهذا سمي بالأزرق.

وأكد أن هذا الطمي سيتسبب عند انتهاء اكتمال سد النهضة في تناقص السعة التخزينية له والتي ستقل تدريجيًا كل 5 سنوات بمقدار مليار متر مكعب.

ولفت إلى أن كميات الطمي المترسبة ستؤدي لتوقف التوربينين الحاليين عند مستوى منخفض 565م بعد حوالي 17 عاماً، ثم باقي التوربينات عند مستوى 595م بعد 70 عاماً وهو العمر الافتراضي للسد، مشيرًا إلى أن الطمي ربما يعجّل بانهيار السد وربما أسرع من هذا الوقت.

وأشار “شراقي” إلى أن الهضبة الإثيوبية تتكون من جبال بركانية بازلتية تشكلت في العصور الجيولوجية القديمة نتيجة وجود الأخدود الإفريقي العظيم، الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، ومع ارتفاع الجبال إلى أكثر من 4620 مترا فوق سطح البحر، فقد أدى ذلك لتساقط الأمطار بغزارة في موسم قصير من يوليو إلى سبتمبر مندفعة من أعلى الجبال، موضحا أن ذلك الأمر يعمل بشدة على تعرية الصخور البازلتية وانهيارها ومن ثم تراكم الطمي.

وقال إن الصخور البازلتية تتكون من أضعف المعادن، وهي الأولوفين والبيروكسين إضافة إلى العناصر الكيميائية وهي السيليكون والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والماغنسيوم والمنجنيز، وهي من المعادن الضرورية للنباتات، ولذا فإن البازلت يكون أخصب للأراضي الزراعية، موكدا أن حوالي 95% من التربة الزراعية في السودان ومصر تزودت بالرواسب والطمي القادم من إثيوبيا.

وأوضج أن كميات الطمي في إثيوبيا ترتفع سنويا وفي نحو من 3 إلى 4 سنوات يتراكم حوالي مليار متر مكعب طمي، وبالتالي ستكون كمية الطمي المترسبة في خزان سد النهضة خلال 45 عاما نحو 14 مليار متر.

وبين أنه لذلك السبب تعتزم إثيوبيا بناء 3 سدود أخرى على مجرى النيل الأزرق ليتراكم فيها الطمي وتمنع وصوله لسد النهضة حتى يستمر الأخير في عمله.

وكانت دراسة حديثة أعدها فريق بحثي مصري قد كشفت تفاصيل جديدة حول السعة الحقيقية للتخزين المائي لسد النهضة.

وذكرت الدراسة التي أجريت تحت عنوان: “تقييم سد النهضة الإثيوبي باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية”، ونشرت في مجلة المياه العالمية، أن التخزين الأول للسد جرى في يوليو من العام 2020، وبلغ حوالي 5 مليارات متر مكعب، وجرى الملء الثاني في يوليو من العام 2021، وبلغ حوالي 3 مليارات متر مكعب، فيما بلغ الثالث والذي جرى في الفترة من 11 يوليو إلى 11 أغسطس الماضي، حوالي 9 مليارات متر مكعب، حتى بلغ الإجمالي 17 مليار متر مكعب، مخالفة بذلك ما أعلنت عنه إثيوبيا، بأن التخزين الثالث وصل إلى 22 مليار متر مكعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى