الموقعتحقيقات وتقارير

مع ذكرى ثورة 23 يوليو .. “الموقع” يروى تفاصيل برلمان الثورة وانتخاب “السادات ” كأول وكيل له

 

كتبت- سمر المغربى

تعتبر ثورة 1919 نبراسًا وهاديًا لإرساء دستور 1923 والذى أقر عودة نظام المجلس ذو الغرفتين مرة أخرى ” مجلس الشيوخ والنواب ” لينتخب أول مجلسى نيابى حقيقى له سلطة سحب الثقة من الحكومة عام 1924 .

ومع ثورة 23 يوليو 1952 بدأت مصر فصلًا جديدًا من تاريخ الحياة النيابية بعد تحولها من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى والعودة إلى نظام المجلس ذو الغرفة الواحدة بإنشاء مجلس الأمة الأول عام 1957 بمقتضى دستور 1956 والذى تحول إلى مجلس الأمة للجمهورية العربية المتحدة بالتعيين عام 1960 حتى عام 1961 ليتشكل مجلس الامة الثالث عام 1964 بمشاركة نسائية ملحوظة .

ومع بداية السبعينات من هذا القرن وبموجب دستور 1971 شهدت الحياة النيابية فى مصر تطورًا ملحوظًا من حيث التشكيل والاختصاصات حيث تم إنشاء مجلس الشعب و الذى كان يتمتع بسلطات تشريعية ورقابية ومالية كاملة وغير مسبوقة بالإضافة إلى اختصاصات فى إقرار السياسة العامة للدولة وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة و يعد هذا المجلس الأطول عمراً والأكثر استقراراً فى تاريخ الحياة النيابية المصرية .

 

” السادات ” أول وكيل للبرلمان بعد الثورة

أصبح أنو السادات وكيلاً لأول برلمان بعد الثورة عام 1957م وكان السادات وزيرًا للدولة وله مكتب فى مجلس الأمة حتى تكون أول مجلس نيابى بعد الثورة وقد حدث ذلك بعد أن تولى عبدالناصر رئاسة الوزارة فى 17 ابريل 1954م ،وقد دخل بعض الضباط الأحرار هذه الوزارة مثل حسين الشافعي و كمال الدين حسين و عبدالحكيم عامر و جمال سالم.

وفى عام 1957م بدأت الاستعدادات لانتخابات مجلس الأمه الجديد وهو أول برلمان بعد الثورة، وحمل هذا البرلمان انتخابات جديدة منها حق اعتراض الحكومة على أى مرشح، و الثاني إغلاق 60 دائرة لصالح الضباط الأحرار الذين تركوا الخدمة و أرادوا الدخول فى الحياة السياسية و انعقد المجلس بعد خمسة سنوات كاملة من قيام الثورة ظلت فيها مصر بدون مجلس نيابي.

وقد حدث أنه قبل اجتماع المجلس الجديد بثلاثة أيام، كان السادات مع عبدالناصر فى برج العرب فإذا بعبدالناصر يطلب من السادات أن يستعد ليكون رئيساً لأول مجلس نيابي بعد الثورة، ولكن قبل افتتاح المجلس بليلة واحدة، دعا عبدالناصر أعضاء مجلس الثورة إلى اجتماع عاجل فى القاهرة، وفى هذا الاجتماع أعلن عبدالناصر ترشيح البغدادي ليكون رئيساً للمجلس بصفته أقدم الموجودين فى الخدمة العسكرية .

وقال السادات عن هذا الموقف “إن الذى يعرف عبدالناصر يعلم تماماً أنه كان ممكن أن يغير رأيه فى اخر لحظة، ولذلك كنا نحرص على ألا نذيع رأياً او قراراً لعبدالناصر إلا بعد أن يعلنه هو بنفسه “.

وقد ذكر السادات كذلك أن عبدالناصر عرض منصب وكيل المجلس على أكثر من واحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة فرفضوا جميعاً، ولم يجد عبدالناصر مفراً من عرض الأمر على السادات و طلب منه قبول منصب وكيل مجلس الأمه .

وقد تعجب بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة من قبول السادات لمنصب وكيل مجلس الأمه و موافقته أن يعمل تحت رئاسة البغدادي، ويرد السادات على ذلك بقوله: أنه لم يحدث فى حياتي أن ميزت عملاً على اخر ، فمادام العمل من أجل مصر فالعمل عندي يتساوى و العبرة بالعمل و ليست بالمنصب .

و مع انعقاد أول جلسة لأول برلمان منتخب بعد الثورة، تم إعلان انتخاب السيد عبداللطيف البغدادي رئيساً للمجلس، ثم فتح باب الترشيح لمنصب الوكيلين فتقدم كل من :أنور السادات، محمد فؤاد جلال، منصور مشالي، حسين عبدالسلام الجعرانى، محمد محمود جلال، اسماعيل نجم، عبدالعظيم الدفراوى، وطلب رئيس المجلس من الأعضاء انتخاب أثنين فقط من بين المرشحين و قد أسفرت الانتخابات عن حصول أنور السادات أعلى الأصوات التى تصل إلى 313 صوتاً ومحمد فؤاد جلال حصل على 269 صوتاً.

نرشح لك

بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وذكرى ثورة 23 يوليو .. زيارتين استثنائيتين لجميع نزلاء السجون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى