أراء ومقالاتالموقع

محمود مناع يكتب لـ”الموقع” محطات في الصراع الإثيوبي

منذ إندلاع الحرب الداخلية في إثيوبيا بين الحكومة المركزية و”جبهة تحريرتيجراي” في الرابع من نوفمبر الماضي والأمور تسير علي نحو مغاير لما أراد رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” حيث لم يستطع تحقيق النصر الحاسم والسريع الذي كان ينشده من حملته العسكرية علي الإقليم من أجل ارساء القانون والدستور والحفاظ علي الفيدرالية الإثيوبية كما يدعي

والتي أصبحت تعاني الآن أكثر من ذي قبل وأصبح الطريق للحفاظ عليها هو الاندماج القصري ونظرا لقلة المعلومات الواردة إلينا من إقليم “تيجراي” منذ بداية الصراع علي خلفية انقطاع وسائل الاتصال عن الإقليم إلا من بعض التصريحات علي لسان زعيم “جبهة تيجراي” “دبرصيونجبرميكئيل التي تؤكد تضارب المعلومات بين ما تقوله الحكومة المركزية وما يحدث علي الأرض ، ويشير أيضا ألي استمرار المقاومة حتي مع دخول “ميكلي” عاصمة الإقليم من جانب القوات المركزية ، ويعلن عن اسقاط طائرة تنتمي لتلك الحكومة وبالتالي لا يمكن الاعتماد علي التصريحات من الجانبين لاستشراق الحقيقة ، ولذلك يمكن تناول تلك الحرب من خلال المحطات التالية:

* الحرب في إثيوبيا في جوهرها صراع علي السلطة والهيمنة السياسية ولا شئ آخر والخوف من امتداده علي خلفية الخلافات الإثنية والولاءات دون المركزية وهذا يعني المزيد من الدماء والفوضي حتي مع التوقف النسبي لتلك الحرب لأن تداعياتها تكون ممتدة.

* ممارسات رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” أظهرت محاولاته لاقصاء إثنية التيجراي التي حكمت البلاد لمدة ثلاث عقود من مفاصل الدولة وذلك لتدعيم وتكريس البقاء في السلطة ويدعم ذلك مواجهة مظاهرات الأورومو عليه في منتصف هذا العام بل وصل الأمر إلي اعتقال “جوهر محمد” صديق الأمس وزعيم المعارضة الأورومي.

* الصراع امتد إقليميا من خلال تدخل “إريتريا” نظرا لتراث الكراهية بين “إريتريا” و “جبهة تحرير التيجراي” والتي خاضت معها حربا شرسة استمرت لمدة عامين 1998- 2000.

* استمرار الصراع يؤدي إلي المزيد من الدماء والفوضي وكوارث إنسانية عديدة منها النزوح الجماعي لسكان إقليم “التيجراي” إلي دول الجوار مما يؤدي إلي المزيد من المشاكل والأزمات بمنطقة “القرن الأفريقي” ودول جوار إثيوبيا.

* مازال حتي تاريخه “آبي أحمد” يرفض كافة الوساطات والمبادرات الإقليمية والدولية لوقف الحرب والعودة إلي المفاوضات ويقترب من السيطرة الكاملة علي الإقليم وفقا لتصريحاته والتي تقابلها تصريحات تؤكد علي استمرار القتال حتي مع سقوط عاصمة الإقليم في يد الجيش الإثيوبي ، وربما يكون استسلام “كريا ابراهيم” أحد القادة التسعة في اللجنة المركزية لجبهة تحرير تيجراي أحد مظاهر هذا النصر المزعوم * تحاول الولايات المتحدة الأمريكية اسكات الرصاص والبدء في عملية تفاوضية للحفاظ علي استقرار إثيوبيا التي تعتبر حليف وشريك هام لها في المنطقة.

* تحقيق النصر من جانب القوات المركزية دونما حسم قد يؤدي إلي بداية جديدة لحرب العصابات التي يجيدها سكان إقليم “التيجراي” ، وقد يكون الحل بالضغط من خلال دول الجوار والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية للحفاظ علي استقرار تلك المنطقة لأنها تمثل أهمية كبري لتلك الدول وخاصة للحفاظ علي الاستثمارات الغربية في إثيوبيا خاصة والقرن الأفريقي بوجه عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى