حوادث

“محمد” ضحية لعب العيال في بولاق الدكرور.. ووالدته: حرقوا قلبي عليه|تفاصيل

لم يتردد “محمد” الشاب العشريني أن يقف مدافعا بكل قوة وشهامة عن زوجة ابن عمه وابنتها الصغيرة عندما حاول أحد الجيران التعدي عليهما بالضرب وتوجيه السباب لهما، بعد معاتبته على تعديه على أحد الأطفال بالضرب، حتى تجمع عليه 3 من جيرانه وأنهوا حياته بطريقة بشعة وسط الشارع في منطقة بولاق الدكرور.

كانت عقارب الساعة تشير نحو الخامسة مساءً يوم الثلاثاء قبل الماضي أخبر محمد والدته بأنه متوجها لشراء بعض الطلبات من أحد المحال بالقرب من المنزل على أن يعود سريعا بعد أن تكون أحضرت له الغذاء.

نزل محمد الشاب صاحب الـ23 عاما درجات السلم وبمجرد أن خرج من العقار وجد زوجة ابن عمه وابنتها الصغير صاحبة الـ8 سنوات في مشادة كلامية مع أحد الجيران الذي راح يكيل لها السباب والشتائم البشعة لمجرد معاتبتها له على تعديه على ابنها الصغير “أحمد” صاحب الـ4 سنوات بالضرب “ضربه بالقلم على وشه”.

استشاط المتهم غضبا بعد أن سمع الأم تسأل ابنتها “مين اللي ضرب أخوكي” فأخبرتها بأن “يوسف” جارهم هو من ارتكب الواقعة، وبمجرد أن سمع اسمه دون أن تسبقه الطفلة بكلمة “عمي” وقف يطرب آذنيهما بأبشع الألفاظ، وتصادف ذلك مع خروج الضحية “محمد” من المنزل”، ليقف للمتهم ويمنعه من مواصلة السباب وإنهاء تلك المهزلة.

“انت بتشتم ستات.. خلي كلامك مع الرجالة ولو ليك حق هتاخده” كانت تلك الكلمات أخر ما نطق به الشاب “محمد” قبل أن ينزل اثنين من أشقاء المتهم ليجتمع الثلاثة على المجني عليه ويدفعوه نحو جدار حائط ويمنعوا أحد من الاقتراب منه وانهالوا عليه ضربا على رأسه بـ”سنجة” حتى سالت الدماء من رأسه، ولم يكتف المتهمون بذلك حتى طعنه أحدهم بـ”مطواة” في قلبه وأصابه بجرح عميق وصل لـ10سم في الصدر وتسبب في قطع شرايين القلب، ليسقط على إثرها الضحية غارقا في دمائه وسط الجيران والحضور الذين شهدوا الحادث وفشلوا في إنقاذه من بين أيدي الجناة الثلاثة.

داخل شقة الضحية كانت والدته وشقيقته يجلسون حتى تنامى إلى سمعهما صوت شجار فأطلت والدته من الشرفة بعد سماع صوت ابنها معتقدة بأنها مشادة كلامية وستنتهي وهرولت للنزول بعد مشاهدتها الجناة الثلاثة يلتفون حول ابنها، وفور مشاهدتها تعدى عليها الجناة بالسب فدافع عنها ابنها “ما تشتمش أمي” لكنها تفاجئت بعد تلك الكلمة بمشهد لم تكن تعتقد بأنه موجود غير في الأفلام السينمائية، ورأت اعتدائهم عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء، وشاهدت ابنها وهو يسقط على الأرض والمطواة معلقة في صدره فانهارت مغشية عليها.

جلست الأم المكلومة بعد القبض على المتهمين ودفن جثمان ابنها تتذكر المشهد الأخير له أثناء دفنه، وشبهته بالزفة لكثرة المشيعين للجنازة دليل على حب الأهالي والجيران لابنها الذي كان يتمتع بحسن الخلق ومساعدة الجيران وكبار السن.

وقالت الأم إنها كانت تنتظر ابنها على الغذاء بعد أن أخبرها بنزوله لشراء بعض احتياجاته وعودته سريعا “حضريلي أكل أنا جعان هشتري حاجة وارجع”، لكنها سمعت صوت مشاجرة ولم تهتم كثيرا على اعتقاد منها بأنها مشادة وستنتهي حتى فوجئت بصوت ابنها وعند استكشافها الأمر فوجئت بلحظة الغدر به وقتله.

“حرقوا قلبي عليه .. كان سندي في الدنيا” واصلت الأم الحزينة حديثها بتلك الكلمات، متابعة أن محمد تربى يتيما فقد توفي والده وعمره 8 سنوات وكانت هي الأب والأم في وقت واحد، ونجحت في تربية أبنائها الأربعة على قدر استطاعتها، وكان محمد هو سندها بعد الله في تلك الحياة، فقد ساعدها في تجهيز ابنتها الكبرى، وكان يستعد لتزويج شقيقته الثانية من خلال العمل وتوفير طلباتها والإنفاق على المنزل.

وتوضح الأم في حديثها أن ابنها الضحية كان يقوم بمهام الأب في رعاية أشقائه الثلاثة، لكن الجناة غدروا به مستغلين وجوده بمفرده وسطهم، وأنه كان يعاتبهم على سب أحدهم زوجة ابن عمه بعد اعتدائه على ابنها الصغير بالضرب بسبب شجاره مع أبنائهم، فوجهوا السباب له وتشاجروا معه على الرغم من عدم وجود خلافات سابقة بينهم.

وأضافت أن أحد الجيران حاول إنقاذ ابنها بعد طعنه على يد الجناة وسقوطه أرضا، بأن أحضر توك توك وحاول حمل الضحية ونقله إلى المستشفى، لكن المتهمين منعوه من تلك المهمة الإنسانية، وطلبوا منه أن يتركه حتى يموت .. قالوله “سيبه يموت ولا يغور”.

وطلبت والدة محمد حق ابنها بالقانون “نفسي أشوف اللي عمل كدا متعلق من رقبته في ميدان عام”، مؤكدة أن قلبها يحترق كل لحظة على فراق ابنها الذي لم يمهله الجناة أن يفرح بشبابه وتكوين أسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى