الموقعخارجي

محلل سياسي أردني يكشف لـ”الموقع” أسباب زيارة الملك عبدالله إلى مصر للقاء الرئيس السيسي

كتب- أحمد إسماعيل علي:

قال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن زيارة الملك الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مصر، لعقد قمة مع أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في إطار تنسيق مستدام ومشترك بين الدولتين، مع امتلاك كل منهما لرؤية استراتيجية تجاه الآخر.

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”: الأردن ينظر إلى مصر على أنها الحاضن الحقيقي لأي صعود أو استقرار أو موقف عربي، قادر على مواجهة الصعوبات الإقليمية والعالمية، وبالتالي يرى الأردن علاقته مع مصر في إطارها الاستراتيجي من هذا الجانب.

وتابع: لذلك نرى أن الزعيمين ينسقان مع بعضهما البعض بشكل كبير ومشترك.

ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار واقع إقليمي ودولي معقد جدا، فعلى الصعيد الدولي توجد الحرب في أوكرانيا والتي تلقي بتداعيات خطيرة متفاقمة كل يوم على صعيد الطاقة والغذاء والأمن، وبالتالي الجانبان في حاجة لنقاش مستفيض ومشترك.

وقال “الحوارات”:  هناك أيضا خطر ما يتعلق بالمصلحة المشتركة للبلدين في إطار القضية الفلسطينية، فالانتخابات الإسرائيلية أدت لنتيجة كارثية بصعود اليمين المتطرف الذي يدعو لإنهاء القضية الفلسطينية بطرد الفلسطينيين، ويدعو للمزيد من الاحتلال وإنهاء الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، ويحاول كل لحظة تهويد المدينة، وكذلك حسب “بن غفير” سيستخدم وسائل أخرى للقوة تجاه الفلسطينيين دون أي رادع أو وزاع.

وواصل المحلل السياسي الأردني، قائلا: هذه الزيارة تأتي في إطارها التنسيقي المشترك حول كيفية مواجهة الخطر الذي يتهدد الفلسطينيين، وبالتالي الاستقرار في المنطقة.

وبين أنه ليس هناك أفضل بين مصر والأردن من أن ينسقا سويًا في هذا المسار والاتجاه، بالإضافة إلى القضايا البينية بين الدولتين في الاقتصاد والأمن المشترك والمصالح الأخرى المتبادلة.

وأضاف الدكتور منذر الحوارات: صحيح أن التبادل التجاري بين البلدين في حدوده الدنيا، ولكن نأمل أن تترجم العلاقة السياسية إلى علاقة اقتصادية أكثر متانة، وحتى الآن في انتظار هذا الطريق.

ونوه إلى مشروع مشترك قاده القائدان مع العراق، لكن بعد انتهاء ولاية رئيس الوزراء العراقي “الكاظمي” واستلام محمد شايع السوداني رئاسة الوزراء، فهذا المشروع الثلاثي بحاجة لإعادة التنسيق والإحياء من جديد وإتمام المشروعات التي تمت.

كما أشار إلى الحروب الإقليمية كما يحدث في اليمن وليبيا والاضطرابات في الشمال السوري والتي تقوم بها تركيا في عمليات تصعيد خطيرة، متوقعا أن تكون مثل تلك الملفات على أجندة القمة الأردنية المصرية.

واختتم  الكاتب الأردني  منذر الحوارات، حديثه لـ”الموقع”، قائلا: دائما الزيارات بين البلدين تنتج عنها تفاهم مشترك عميق في قراءة الواقع الإقليمي والدولي.

ونوه إلى أن الرؤية المصرية الأردنية، المشتركة تمكنت خلال السنوات الماضية تجنيب المنطقة الكثير من المخاطر، “لأنه عندما تدرس تلك القضايا على طاولة العقلاء خير من أن تدرس على طاولة من يوترون المنطقة ويدفعونها نحو الاحتراب الأهلي والداخلي”.

وأكد “الحوارات” أن الأردن ومصر قاعدة ارتكاز حقيقية للاستقرار في المنطقة، وتفهمهما للقضايا المشتركة يسهم دائما في حل الكثير من القضايا وإنهاء الكثير من الأزمات والصراعات.

وكان قد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، في قصر الاتحادية، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة أخيه جلالة الملك عبدالله إلى القاهرة، مشيدا بالعلاقات الأخوية المتينة بين مصر والأردن، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة.

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعه لتعزيز هذه العلاقات بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع العراق الشقيق، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، كما ثمن الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية في إطار رعاية الجالية المصرية المتواجدة في الأردن.

من جانبه؛ أعرب ملك الأردن عن التقدير العميق الذي تكنه الأردن لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وكذلك مسيرة العلاقات على مستوى آلية التعاون الثلاثي مع العراق الشقيق، مؤكدا حرص الأردن على الاستفادة من جهود مصر التنموية في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء قد شهد التباحث حول مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصة تطورات القضية الفلسطينية، حيث تم التوافق حول تعزيز جهود مصر والأردن نحو تقديم الدعم الكامل للأشقاء في فلسطين، ومن أجل العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

كما تم التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الجانبان أهمية تكاتف وتضافر جهود الدول العربية للتصدي للأزمات القائمة ببعض دول المنطقة، وذلك في إطار من احترام سيادتها ووحدتها وبهدف إنهاء المعاناة الإنسانية لشعوبها الشقيقة.​

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى