أراء ومقالاتالموقع

محسن سميكة يكتب لـ«الموقع».. عن «أوراق الرئيس»

في حالة نقاش، تحدُث كل مساء مع زملاء موقع «الموقع» عن مختلف الموضوعات خاصة التي تحتاج لمعالجة صحفية نراها وندعو دائما الشباب في فريق موقع الموقع أن تكون مختلفة، كان الحديث عن «المحروسة» وحارسها، عما ستصل إليه، وكيف وصلت إلى ما هي عليه، عن اللحظات الأولى للمشهد قبل أن يتغير من منطلق “ذكر فإن الذكرى تنفع”.. عن معارضه كانت منقسمة ومازالت ويبدو أنها ستظل، عن ائتلافات شبابية تجمد حصرها عند 516 ائتلافا، عن بلد الحضارات في ذلك الوقت اسما وليس فعلاً.

عن كلمة أغضبت البعض حينما صدرت عن «شبه دولة» لا دولة ، عن رموز معارضة لم يتفقوا وأقسموا أن يتنافسوا في الانتخابات الرئاسية  في مشهد عبثي لم تكن تحتمل فيه البلاد هذا الفعل الصبياني، تذكرنا في المناقشة والعصف ونحن نبحث عن ملف متميز ومختلف في موقع «الموقع» أصوات شبابية ومعارضة ومن مختلف الاتجاهات وهي تطالب الحارس الأمين ببرنامج مكتوب، يحمل كأوراقهم عبارات إنشائية تفتقد للتطبيق، صرخات حنجوريه كالتي نشاهدها في أفلام ودراما التسعينات ويعاد تكرارها كل موسم انتخابي.

نظرت إلى الزملاء وطرحت عليهم السؤال، أي أوراق وكم حافظة ملف وما هو عدد الأسطوانات المدمجة التي كانت ستحوي هذا البرنامج بعد سبع سنوات خضر، وإذا كان علم كتابة البرامج خاصة الانتخابية يحمل عنصرًا ثانيًا أساسيًا عن كيفية تحقيق العنصر الأول، فاذا ذكر عنصر الطاقة وتوافرها، فعلى الذاكر أن يأتي بالمعالجة القابلة للتطبيق، من أين سيأتي، وكيف سيفعل؟

جاوبت على سؤال لم أجهر به فاندهش البعض، قلت وإذا أطلعهم – كل من سأل عن البرنامج – على ربع ما نحن عليه هل سيحمل طموحهم الربع الباقي أي نصف عدد الإنجازات التي تحققت، في الحقيقة طالب الرئيس أكثر من مرة الإعلاميين بأن يشرحوا للناس الحكاية «حكايتنا» كيف كنا وعلى ماذا أصبحنا، حتى إنني أقدمت على تجربة تقديم برنامج تليفزيوني اسمه «الحكاية وما فيها قدمت» بالفعل أعددت منه عددا من الحلقات على إحدى المحطات.

ولكني لم أستطع مثل غيرى في شرح الحكاية، في ذكر أبعادها، وعرض ولو جزء مبسط من تفاصيلها، كيف كنت سأشرح حلف شرق المتوسط مثلا ويضم مصر وقبرص واليونان وأثره على توفير الطاقة وتأثيره على غلق منافذ معاديه لمصر وإجبار عدو ظاهر إلى طلب التقارب، كيف كنت سأشرح ضرورة التسليح وأنه سيمنحنا قوة الردع التي أوقفت العابثين بأراضي ليبيا عند سرت الجفرة ومنعت اللصوص من الاعتداء على الاكتشافات البترولية في عرض البحر.

لم أستطع أن أتحدث عن حكاية الطرق وعن دورها في الاقتصاد والاستثمار وعن القرارات الجريئة التي لم تتخذ ولن تتخذ إلا من رئيس اسمه السيسي، فمن كان يجرؤ أن يخلي مثلث ماسبيرو ليصبح منطقة تكون عنوانا للجمال، من كان سيتخذ قراراً بإخلاء سور مجرى العيون ومن كان سيعمل على إنشاء 22 مدينة جديدة وزراعة مليون ونصف المليون فدان، من كان سيضاعف المساحة المأهولة للسكان من 7% إلى 15% تقريباً من أصل مليون متر مربع، من كان سيتيح كل تلك المساحات من الاستزراع السمكي.

من كان سيحول سكان عزبة خير الله وإسطبل عنتر إلى الأسمرات حيث الحياة الكريمة، من كان سيقدم نحو تأسيس الجمهورية الجديدة مع إنشاء عاصمة إدارية جديدة للحكم أقل ما يذكر من فوائد لها لسكان القاهرة هو القضاء على التكدس بقلب العاصمة وإخلاء الوزارات والسفارات والمكاتب الحكومية والرسمية.

أما عن حديث البعض ومنهم أصدقاء أعرف ما أتفق فيه معهم وما أختلف حوله ويتعلق بما يطلقوا عليه حالة الانسداد السياسي وضعف المشاركة وما يسمى أيضا غلق المجال العام ، فالحقيقة أن رؤية المشهد تختلف من شخص لأخر بحسب مقتضياته ومتطلباته ولكن المشهد هنا لبلد بحجم مصر.

هل تريد أن يثبت لك رئيسها أن الديمقراطية تعنى أن يطرح ملف البناء والتشييد للمناقشة العامة والحوار المجتمعي، أم تريد أن يدعوك رئيس الجمهورية لأخذ الرأي في ضرورة إنشاء قواعد لحمايتنا في الجنوب والغرب، هل كان القضاء على العشوائيات وما صورته أفلام خالد يوسف يلزمه حوارًا مجتمعيًا، وهل كان ملف حياة كريمة يحتاج تدويل واستماع للآراء.

وهنا أقسم بالله العظيم أن ملف تطوير المدن وفى مقدمتها «العلمين» لو دخل حيز مناقشة الأحزاب والمنظرين لخرج منها بعد انتهاء عمر ابني البالغ من العمر 8 سنوات من جميع مراحل التعليم،  واذا كانت الصين استطاعت بناء نهضتها وقوتها الاقتصادية الضخمة وهى على مشارف المليار و600 مليون نسمة بالأحزاب والحلقات النقاشية وطرح ملفاتها للحوار المجتمعي فعلينا أن نسير في اتجاهها.

أوراق السيسي لم تنتهى والحبر الذى يكتب به صلاح الحال لن يجف وسيتحول الإصلاح من حال البلاد الى العباد.. والحديث متصل

إقرأ أيضًا: الموقع يجيب.. كيف استعادت مصر قوتها وثقلها في عهد الرئيس السيسي؟

رافال وخطوط حمراء.. كيف أنقذت مطرقة السيسي ليبيا من الخراب والمرتزقة؟.. الموقع يجيب

مصر فى عهد السيسي.. 7 سنوات من الإنجازات .. نقلة كبيرة فى ملف الصحة..ومبادرات رئاسية يشهد لها العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى