الموقعتحقيقات وتقارير

ما بين تشكيك في نزاهتها وبين تداعيات سد النهضة..ماذا يجري في انتخابات إثيوبيا 2021 ؟

كتبت – علا خطاب

شهدت أول انتخابات عامة تجري في عهد الرئيس الأثيوبي، آبي أحمد، العديد من الانتقادات والتشكيك، رغم وصفها بـ التاريخية، حيث قاطع أغلبية المعارضون هذه الانتخابات، بينما تأجل التصويت في بعض الدوائر الانتخابية لسبتمبر المقبل،ذلك تزامنا مع تداعيات أزمة سد النهضة والخلافات مع دول الجوار.

وتجري عملية فرز الأصوات في إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، بعد يوم من انتخابات حاسمة ولكنها غير مكتملة ،إذ ستحدد هذه الانتخابات التي يحق لـ 36 مليون ناخب التصويت فيها، مستقبل النظام الفيدرالي ومدى شعبية آبي أحمد وحزبه الحاكم في البلاد.

انتخابات تاريخية
وقد انطلقت الانتخابات البرلمانية الأولى في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد الذي وصل لسدة الحكم في 2018،أمس الأثنين،التي تأجلت بسبب تفشي فيروس كورونا في العام الماضي ومن ثم وضع الأمني في البلاد.

وهنأ آبي الشعب الإثيوبي باكتمال الانتخابات في أجواء سلمية،قائلا” فازت إثيوبيا اليوم لأن الإثيوبيين اختاروا من يريدون دون خوف أو إحراج، ورغم الظروف الصعبة، فقد فازت إثيوبيا في هذا اليوم التاريخي.. تهانينا”.

وكان قد وعد آبي أحمد بأن تكون الانتخابات التشريعية والإقليمية “الأكثر ديمقراطية” في تاريخ إثيوبيا.

وتنافس أكثر من 40 حزبًا و9500 مرشح في هذه الانتخابات الوطنية والمحلية، باستثناء إقليم تيغراي والإقليم الصومالي، بسبب الأوضاع الأمنية، ومقاطعة عدد من أحزاب المعارضة هناك للانتخابات، لا سيما في أوروميا، المنطقة الأكثر تعداداً بالسكان في البلاد والتي يتحدر منها أبي، ويعتزم حزبان من المنطقة الاحتجاج على سجن قادتهما والتنديد بعدم الانصاف.

لم يُجر الاقتراع في 20% من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547 دائرة حيث تأجلت إلى 6 سبتمبر بسبب أعمال العنف والتمرد المسلح في بعضها أو لمشاكل لوجستية في البعض الآخر.

تعد هذه الانتخابات، السادسة في تاريخ البلاد منذ الإطاحة بنظام حكم منغستو هيلا ميريام العسكري في عام 1991، كما أنها الأولى منذ حل الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية في عام 2019، وتأسيس آبي أحمد لحزب الازدهار الذي سعى من خلاله إلى تقليص الفيدرالية العرقية في البلاد.
مراقبة دولية

ومع بدأ التصويت، وصلت بعثة مراقبة الانتخابات إلى أديس أبابا لمراقبة سير العملية الانتخابية.

فيما استبعدت الحكومة الإثيوبية مراقبين سودانيين كانوا ضمن بعثة المراقبة، مما دفع السودان إلى الاحتجاج رسمياً على ذلك.

بالمقابل،شكك بعض المراقبين في مدى مصداقية هذه الانتخابات وسط مقاطعة الأحزاب المعارضة لها، وسجن المعارضين الرئيسيين، وتأجيل الانتخابات في بعض الدوائر الانتخابية، خاصة تيغراي،وهو ما دفع بالبعض للقول إن هذه الانتخابات ليست إلا وسيلة لإضفاء الشرعية على سلطة آبي أحمد وحزبه.

وذلك وسط تهجير الآلاف من تيغراي إلى السودان المجاور، وتقارير عن انتهاكات الجيش الأريتيري إلى جانب الجيش الإثيوبي، لحقوق الإنسان في الإقليم والتي شملت عمليات قتل وتهجير واغتصاب.

وعليه، يتابع المجتمع الدولي نتائج الانتخابات بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعربت عن قلقها إزاء استبعاد هذا العدد الكبير من الناخبين من العملية واحتجاز قادة معارضين.

وتأتي أهمية هذه الانتخابات في أنها جاءت في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات عرقية ونزاعاً عسكرياً داخلياً في إقليم تيغراي الشمالي، وفي وقت تدهور رصيد أبي كإصلاحي وصانع للسلام أمام المجتمع الدولي.
حزب الازدهار

ويأمل أبي” الحائز على جائزة نوبل للسلام 2019 في أن يحصل على الشرعية الشعبية التي يفتقد إليها من خلال هذه الانتخابات.

ما يبقي حزب الازدهار الذي يتزعمه والذي رسخ قواعده هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بغالبية مقاعد البرلمان الفيدرالي الإثيوبي الذي ينتخب نوابه رئيس الوزراء.

وقال أبي أحمد في الأسبوع الماضي إن التصويت سيكون “أول محاولة لانتخابات حرة ونزيهة” في إثيوبيا التي تضرر اقتصادها جراء وباء فيروس كورونا والصراع في تيغراي بعدما سجل نموا سريعا في السابق.

بالمقابل، لم تحدد السلطات موعدا للانتخابات في تيغراي حيث تقاتل الحكومة الحزب الحاكم السابق للإقليم منذ نوفمبر. وتقول الأمم المتحدة إن الجوع يهدد زهاء 350 ألف فرد بالمنطقة.

وسيتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات خلال 10 أيام.
تداعيات سد النهضة

وبشأن سد النهضة، وفي حال فاز آبي أحمد فإن مشاكل إثيوبيا مع مصر والسودان حول ملء سد النهضة ستتفاقم أكثر،بحسب المراقبين، حيث تبذل مصر كل جهودها لتوظيف التحديات الداخلية والضغوط الدولية على إثيوبيا بسبب أزمة تيغراي.

كما تقوم مصر بتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة لإثيوبيا مثل السودان وجيبوتي، اذ أجرت مصر والسودان مؤخراً ثلاثة تدريبات عسكرية مشتركة حملت أسماء: “نسور النيل 1″ و”نسور النيل 2” و”حماة النيل”، ما يؤشر على التوتر الكبير بسبب عدم التوصل لتفاهم بشأن قضية الملء الثاني للسد التي تصر إثيوبيا عليها.

ذلك بجانب،التوتر المتنامي بين السودان وإثيوبيا بشأن النزاع الحدودي حول المنطقة التي تعرف باسم “الفشقة”،وهو ما جعل السودان أقل ميلاً للجانب الإثيوبي.

نرشح لك

عمرو موسى: قضية سد النهضة حياة أو موت . ويوجه رسالة إلى إثيوبيا

وزير الري يتهم إثيوبيا باستخدام أزمة سد النهضة لأغراض سياسية 

السودان يقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إثيوبيا بسبب سد النهضة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى