هلال وصليب

ماذا تعني كلمة “ناقصات عقل”؟.. “الإفتاء توضح

كتبت – أميرة السمان

تساءل الكثيرين عن كلمة تنطق دائما عندما تدخل المرأة في نوبة عصبية أو أزمات نفسية ألا وهي “ناقصات عقل”.

وبدورها قالت دار الإفتاء المصرية، إن هذه الكلمة “ناقصات عقل” لابد من فهمها في سياقها الذي قيلت فيه، فهي في النهاية كلمة توصيفيه لعارض يمر بالمرأة وليست صفة ملازمة للنساء على الإطلاق وهذا بالتأكيد أمر لا يؤثر أبدًا على قيمتها الدينية أو المعنوية بأي شكل من الأشكال.

وجاء تفصيل ذلك، عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها» متفق عليه.

أولًا: لا بد لنا من فهم هذا الحديث فهما صحيحًا في سياقه ووقته ومناسبته

من أوضح ما يدل عليه سياق الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه كلامه من أجل المباسطة “نوع من أنواع الدعابة والمرح” التي يمارسها كل منا في المناسبات، وليس أدل من ذلك من أنه جعل الكلام عن نقصان عقلهن توطئة وتمهيدا لما يناقض ذلك من القدرة التي أوتينها، وهي سلب عقول الرجال والذهاب بلب الأشداء من أولي العزيمة والكلمة النافذة منهن فهو كما يقول أحدنا لصاحبه: “يضع سره في أضعف خلقه” وهو لون من الدعابة والمباسطة؛ فالحديث هنا لا يركز على قصد الانتقاص من المرأة بمقدار ما يركز على التعجب من قوة ورجاحة عقلها التي قد تغلب قوة عقل الرجال في مواقف كثيرة.

فنقص العقل ليس نقصًا في قدراتهن وليس معناه أن المرأة أقل عقلًا وفكرًا من الرجل فهذا يتناقض مع واقع الحديث نفسه وذلك لما يلي:

فكلمة نقص الواردة في الحديث ليست إهانة وإنما هي توصيف كونها نقصت في مواضع ما بسبب عاطفتها الشديدة أو اختلاف آلية عمل عقل المرأة عن عقل الرجل وتعامله مع الأمور.

ومعنى هذا الكلام أن طبيعة عمل العقلين ليست متشابهة، وبالتالي لو أخدنا في هذا السياق الحديث موضع النقاش “ناقصات عقل ودين” وحاولنا فهم التفسير النبوي في السياق نفسه لما قال: ” أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها”، نفهم أن القصد هنا فقط هو اختلاف التعامل العقلي مع أمور معينة وليست دائمة، مثل موضوع الشهادة التي يكون بعض مواضعها متطلب لرجل أكثر من أنثى لانخراط الرجل مع المحيط الخارجي والإجرائي أكثر من الأنثى وبالتالي إلمامه بصورة أفضل، لكن في أمور أخرى يتم فيها شهادة المرأة مثل الرجل، أو تكون شهادتها هي أفضل من شهادة الرجل، كل يتقرر بحسب سياقه، وليس على التعميم.

وأبسط دليل على ذلك أن حوالي 2000 حديث نبوي يُشَرَّع بهم للمسلمين من رواية السيدة عائشة (رضي الله عنها).
من ذلك أيضا رجاحة عقل السيدة أم سلمة رضي الله عنها في حديث البخاري؛ ففي صُلح الحديبية “لما فَرَغَ رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم من كتابة المعاهدة، قال للمسلمين: (قوموا، فانحروا، ثم احلقوا) وقالها ثلاثًا، فلم يقُم أحد، فغضب الرسول صلَّ الله عليه وسلَّم ودخَل على أم سلمة، فذكر لها ما لَقِيَ مِن الناس، فقالت: يا رسول الله، أتحبُّ ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلِّم أحدًا كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حَالِقَك فيحلقك، فقام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وخرج فلم يُكلِّم أحدًا حتى نحر بُدْنه، ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأى الناسُ ذلك قاموا فنحروا إبلهم، وجعَل بعضُهم يحلق لبعض، حتى كاد بعضُهم يقتل بعضًا غمًّا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى