تحقيقات وتقارير

لم يراه الترند ولن يسمع به العوضي.. قصة عامل نظافة نعته الجماهير في المنيا

مات بأزمة قلبية وهو يجمع القمامة وترك 5 أبناء بالمنيا

كتب _ سامي جاد الحق

على مدار أسابيع كاملة والسوشيال ميديا لا تنقطع عن نشر يوميات “عامل النظافة المزعوم” في شوارع الجيزة، ليحوله الترند إلى نجم بين عشية وضحاها وبدأ يتصرف كأنه شخصية مهمة ويحضر المناسبات الهامة و اخرها حضوره عزاء المحامي الراحل فريد الديب باعتباره القدوة والرمز بالنسبة له، لكن لم يسمع أحد عن عامل النظافة الحقيقي الذي مات وهو يكد في الشارع .

عصام راضي مقلد، 41 سنة يقيم بقرية “سلاقوس” التابعة لمركز العدوة بالمنيا، ويعمل بديوان مجلس مدينة العدوة في وظيفة “عامل نظافة” منذ أكثر من عشر سنوات متنقلاً بين الوحدات المحلية، ولدبه من الأبناء 5 ولدين وثلاثة بنات أصغرهم ابنه “راضي” الذي لم يتجاوز العشر سنوات،

الموقع” قام بجمع المعلومات حول ظروف وفاة “عصام راضي” عامل النظافة الحقيقي من خلال شهادات عدد من أبناء قريته ” سلاقوس”.

المهندس “صلاح أحمد كامل” أكد أن الموظف الراحل لم يخجل من وظيفته أبداً بل بالعكس كان مكافحاً وظل يٌسٌخر كل معارفه في مجلس المدينة لخدمة أهل بلده ومن يلجأ له.

يضيف المهندس “صلاح” إن الموظف رحل أثناء قيامه بأداء عمله حيث كان يرفع “مخلفات المواطنين” في عربات النظافة التابعة لمجلس مدينة العدوة، وأثناء رفع “الكرلك” مع زملائه داهمته “أزمة قلبية” حادة نقل على أثرها لمستشفى “العدوة العام” لكنه توفى على الفور.

وبخصوص جنازة الموظف الراحل وعلاقته بزملائه يقول “صلاح احمد كامل” إن الموظف الراحل كان محبوباً من الجميع سواء في قريته و في محل عمله، وتنقل ما بين ثلاث وحدات محلية منها مجلس قروي “صفانية”، ومنه انتقل لمجلس قروي “عطف حيدر” وبعدها وبسبب تميزه تم اختياره للعمل بديوان مجلس مدينة “العدوة” ليكون رحيله وبالمدينة أثناء جمع “مخلفات الأهالي” من القمامة وهو أعلى مراتب الكفاح.

وعن جنازته قال إنه شدة حب الناس له حضر جنازته عدد كبير من زملائه ورؤساء وموظفي الوحدات المحلية التي عمل بها وجمع كبير من ديوان مجلس المدينة بينما دخلت القرية في حالة حداد على رحيله.

أما “حسن محمد” محامي وأحد أهالي القرية فأضاف بأن الموظف الراحل كان معروفاً بين أهل قريته بحسن الخلق لأنه كان يصلح بين الناس ويسعى لحل مشاكل القرية مع أهل الخير، وكان معروفاً بهدوئه وأدبه، لدرجة أنه عمل في أكثر من مكان، وفي كل الأماكن التي عمل بها ترك “سمعة طيبةً” فانطبق عليه المثل القائل ” السيرة أطول من العمر” .

وقال ” عبد الله نور” موظف بشركة مياه العدوة وأحد أصدقاء الموظف الراحل إن رحيله صعباً عليهم وعلى كل من يعرفه ويكفي أن ما قام به “عصام راصي” بإذن الله سيكون في ميزان حسناته حيث رحل وهو في محل عمله.

وتحولت صفحات السوشيال ميديا لسرادق عزاء في عامل النظافة الراحل فكتب أحدهم قائلاً: يا ترى الفنان أحمد العوضي هيسأل على ولاد عامل النظافة الحقيقي علشان يكرمهم بجد ولا لاء؟، وسأل متابع آخر قائلاً” هل السوشيال ميديا هيهتم برحيل العامل ده بدلاً من حد تاني غيره؟ .

كان محافظ المنيا اللواء أسامة القاضي قد نشر على الصفحة الرسمية للمحافظة عزائه وعزاء كل العاملين في المحافظة والوحدات المحلية في رحيل ” عامل النظافة” واصفاً إياه بالموظف المكافح الذي مات وهو يؤدي عمله خادماً لابناء مدينته تاركاً سيرة طيبة بين زملائه جميعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى