الموقعتحقيقات وتقارير

لعنة الأسعار تضرب منافذ البيع الحكومية..والمواطن الضحية

مواطنون: السلع بالمنافذ الحكومية مولعة نار ويجب تدخل الحكومة لتوفيرها بأسعار مناسبة

الفلاحين: ارتفاع أسعار اللحوم يرجع لاستعداد معظم المربين والتجار لشهر رمضان

شعبة القصاصين: مصر تستورد 90٪ من احتياجاتها من الأعلاف واللحوم المستوردة

تقارير: محمود السوهاجي

ارتفعت أسعار اللحوم سواء كانت البلدي منها أو المستوردة، بمتوسط 80 جنيها في الكيلو الواحد في جميع المنافذ الحكومية التي تعتبر ملاذاً للفقراء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع معدلات التضخم المصحوب بزيادة كبيرة في جميع أسعار السلع.

وتراوحت أسعار لحوم الكندوز ما بين 300إلى 320جنيه للكيلو الواحد، بعدما كانت الأسبوع الماضي تباع بـ260جنيه للكيلو، فيما يباع كيلو المفروم المنافذ الحكومية بـ290جنيه للكيلو، وكانت تباع منذ ثلاثة أيام بـ240جنيه.

ويعود ارتفاع أسعار اللحوم إلي العديد من الأسباب من بينها زيادة الطلب مع اقتراب شهر رمضان بالإضافة إلي ارتفاع أسعار الاعلاف.

كما ساهم الشتاء في ارتفاع أسعار اللحوم، حيث ينتشر في هذا الفصل بعض الأمراض التي تصيب المواشي و الأبقار.
يذكر أن أسعار اللحوم والمواد الغذائية في مصر ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة معاناة المواطنين.

وتشير بعض التقارير إلى أن أسعار اللحوم في مصر ارتفعت بنسبة 50% خلال العام الماضي، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل عام بنسبة 30%.

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية خانقة، أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل كبير.

وتحاول الحكومة اتخاذ بعض الإجراءات للتخفيف من حدة الأزمة، لكن هذه الإجراءات لم تنجح حتى الآن في خفض أسعار السلع والخدمات بشكل ملحوظ.

اللحوم الحية ارتفعت بشكل كبير:
قال حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن أسعار اللحوم الحية ارتفعت بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو لحم عجول الجاموس الحي إلى 130 جنيه، وسعر كيلو لحم عجول البقر الحي إلى 150 جنيه، وسعر كيلو الضأن الحي إلى 170 جنيه.

وأضاف أبو صدام أن هذه الزيادة الكبيرة في أسعار اللحوم الحية تمثل تهديدًا لمستقبل الثروة الحيوانية في مصر، حيث تؤدي إلى تراجع قدرة المربين على الإنتاج، وبالتالي تقليل المعروض من اللحوم في السوق، كما أن هذه الزيادة تمثل عبئًا كبيرًا على المستهلكين، حيث تؤدي إلى ارتفاع تكلفة المعيشة، وزيادة معدلات الفقر.

وأشار أبو صدام إلى أن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحية ترجع إلى عدة عوامل، منها ما يتعلق باستعداد معظم المربين والتجار لموسم شهر رمضان المبارك بشراء أكبر قدر ممكن من المواشي وعدم الرغبة في البيع.
ارتفاع أسعار الأعلاف الخضراء والمصنعة، وارتباك حركة النقل عالميًا وارتفاع تكلفة النقل عالميًا في ظل التوترات الدولية والحروب المشتعلة.

وأكد أبو صدام أن الحل لأزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يكمن في عدة نقاط، منها:« دعم المربين ماديا وارشاديا، وتوفير الامصال واللقاحات والأدوية البيطرية بكميات كافية وبأسعار مناسبة، وتوفير مستلزمات الأعلاف باسعار مناسبه وبكميات كافيه، واستيراد كميات لحوم تسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك، واستيراد أنواع من المواشي ذات المميزات في إنتاج اللبن واللحم لتحسين السلالات المحلية وتطويرها، ودعم مزارعي المحاصيل العلفية، وتسهيل إنشاء حظائر المواشي ودعم المستثمرين في هذا المجال، وزيادة الرقابة على الأسواق ومحلات الجزارة لمنع الاستغلال والحد من انتشار الأمراض».

أسباب زيادة أسعار اللحوم:

سعيد زغلول، عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالجيزة، كشف عن أسباب زيادة أسعار اللحوم التي اقترب سعر الكيلو منها ل 400 جنيه، وذلك نتيجة لزيادة سعر الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية والذي يتجاوز ال 60 جنيه مما انعكس على ارتفاع تكلفة الإنتاج الحيواني؛ لأن مصر تستورد نسبة 90% من احتياجاتها من الأعلاف، وكذلك اللحوم المستوردة من الخارج.

وأضاف زغلول، أن أسعار اللحوم زادت بنسبة 70% خلال آخر 6 شهور نتيجة غياب الرقابة على التجار المتحكمين في أسعار الأعلاف، وربط زيادة سعر اللحوم سواء البلدي أو المستوردة خلال الفترة المقبلة بسعر الدولار في السوق الموازية.

وقال إن مصر تستورد 45% من احتياجاتها من اللحوم الحمراء من الخارج من دول مختلفة أبرزها السودان، مضيفاً أن الاستيراد تراجع منذ اندلاع الحرب هناك، كما تستورد من الصومال، وكينيا، وتنزانيا، وتشاد، والهند والبرازيل.

وطالب عضو شعبة القصابين بضرورة زيادة إنتاج الأعلاف محليا، والاهتمام بمشروعات الثروة الحيوانية، لزيادة حجم الإنتاج المحلي من اللحوم لتلبية طلب السوق.

نرشح لك : ساندوتش الفول على «شواية الأسعار» .. واتهامات للحكومة: «بتوع مبررات فاضية»

وأشار زغلول إلى أهمية التوسع في دعم مشروعات تربية صغار المزارعين لسلالات من الأبقار بجودة وكميات ضخمة، والتوسع الأفقي والرأسي في زراعة الأعلاف التي تكلف الدولة ملايين الدولارات.

مواطنون ساخطون:

وعبر مواطنون عن استيائهم من ارتفاع أسعار اللحوم والمواد الغذائية في المنافذ الحكومية، مؤكدين أن ذلك يمثل عبئًا كبيرًا على كاهلهم.

ومن جانبه، قال سامح السيد، موظف، إن أسعار اللحوم والمواد الغذائية في المنافذ الحكومية مرتفعة للغاية، وكيلو اللحوم البلدية وصل سعره إلى 330 جنيهًا، بعدما كان الأسبوع الماضي يباع ب260جنيه وهذا يمثل عبئًا كبيرًا على الأسرة ودخلها الضعيف.

وأضاف السيد أن أسعار المواد الغذائية بشكل عام مرتفعة، حتى السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت ارتفعت أسعارها بشكل كبير في ظل رقابة ضعيفة.

وفي سياق ذاته، قال عبد الله محمد:«أنا طالب جامعي، ولا أملك دخلًا ثابتًا، ولا أستطيع شراء اللحوم من المنافذ الحكومية، لأن أسعارها مرتفعة للغاية»، متسائلاً عن دور الرقابة في ظل هذه الأسعار المبالغ فيها.

وأضاف محمد، أن المنافذ الحكومية كانت عبارة عن أسواق لبيع المواد الغذائية واللحوم وغيرها من متطلبات الأسرة بأسعار تقل عن نظيراتها بالأسواق ومواجهة جشع التجار، لكن الآن أصبحت كغيرها من المنافذ الخاصة التي تنهش في جسد المواطن البسيط.

أما عبد الرحمن خالد، موظف حكومي بيقول: «راتبي لا يكفي لتوفير احتياجات أسرتي من اللحوم والمواد الغذائية، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير»، مضيفا أن المنافذ الحكومية تقوم ببيع المنتجات التي من المفترض أن تكون مخفضة بأسعار تفوق السوق السوداء، رغم أنه وضعت خصيصا لرفع كاهل المعاناة عن المواطن البسيط في ظل ارتفاع أسعار جميع السلع.

وطالب الحكومة بضرورة التدخل لخفض أسعار اللحوم والمواد الغذائية في المنافذ الحكومية، حتى يتمكن المواطنون من شراء احتياجاتهم الأساسية.

وقال إن الحكومة يجب أن تدعم المنافذ الحكومية حتى تتمكن من توفير اللحوم والمواد الغذائية بأسعار مناسبة للمواطنين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى