الموقعتحقيقات وتقارير

 لطلاب الثانوية العامة.. رجل أعمال التحق بالهندسة بشهادة فقر حتى اصبح وزيرًا واحد أثرياء العالم 

كتبت- منار إبراهيم

أيام قليلة، وتظهر نتيجة شهادة الثانوية العامة تلك المرحلة الفارقة في حياة الشباب التي يبني عليها حُلم الالتحاق بالكلية التي تحقق طموحهم، وبين قلق المجموع وقيمة المصروفات الجامعية يعيش الأهالي في رعب شديد، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي ربما تجعل حُلم الالتحاق ببعض الكُليات صعبًا لتكاليفها الباهظة أو عدم القدرة على مصاريفها الدراسية، وخلال السطور القليلة القادمة يروي الموقع قصة كفاح رجل أعمال كان لا يملك ثمن الذهاب للجامعة…

انه رجل الأعمال “عثمان أحمد عثمان”، التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة بشهادة فقر حيث كان لا يملك ثمن المصروفات الدراسية والتي بلغت 40 جنيه حينها، وكان يذهب للجامعة مشيًا على قدميه حيث كان لا يملك ثمن المواصلات.

رغم معاناة رحلته التعليمية إلا أن “عثمان” تمسك بحُلمه رفض ان يستسلم، وفي محاولة من شقيقته لمساعدته جمعت له مبلغ 120 قرش ليدفع اشتراك “الترماي” لمدة ثلاثة أشهر، إلا أنه استطاع بعبقرية شديدة أن يجمع عجلة من الخُردة كلفته 60 قرش وكانت وسيلة تنقله إلى الجامعة لمدة 5 سنوات، وعند تخرجه عام 1940 منحها هدية ل “فراش” الكلية.

تخرج “عثمان” فى كلية الهندسة، وعمل مع عمه المقاول لمدة عام ونصف، وفى تفكيره حلم تأسيس شركة مقاولات تنافس الشركات الأجنبية التي كانت مسيطرة على المقاولات فى مصر وفى الدول العربية، وعندما ادخر 180 جنيها، أنشأ شركة مقاولات، وأسماها شركة عثمان أحمد عثمان للهندسة والمقاولات، التى تحول اسمها فيما بعد إلى المقاولون العرب.

بدأ “عثمان أحمد عثمان” شركته بفرد واحد، وبتنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة، واعتمد فى عمله على 3 قواعد، هى العمل بجدية، والذكاء، والتنظيم، وهو ما جعل شركته تنافس الشركات الأجنبية.

ومن أقواله، تمكنت من بناء المقاولون العرب ، ليس بالمال ، ولكن بالعلاقات الإنسانية الطيبة التي جعلت قلوب الناس كلها معي ، فحولتها من مجرد فكرة إلي كل هذا الكيان العملاق الذي تجسد بهذا الحب .

صنع “عثمان” اسمًا كبيرًا في عالم المقاولات، ثم سافر للسعودية عام 1953 وقت ظهور البترول، و استطاع أن يوطد علاقته مع الملك عبدالعزيز آل سعود، ونفذ مشروعات كبيرة فى المملكة العربية السعودية، وانتقلت أعماله إلى جميع دول الخليج.

 عاد “المهندس المصري” إلى بلده مرة أخرى، لإعادة إعمار بورسعيد بعد عدوان 1956، وكان له دور بارز في بناء السد العالي، وتم تأميم شركته لتصبح شركة المقاولون العرب.

أصبحت “المقاولون العرب” أكبر شركة مقاولات عربية في الستينيات وحتى الثمانينيات، وكانت مجلة فوربس في عهد السادات أوردت اسم “عثمان أحمد عثمان” ضمن أكبر 400 ثرى في العالم.

اختير “عثمان” وزيرا ثلاث مرات، ونقيبًا للمهندسين في عامي 1979 و 1983، ومنحته “جامعة ريكر” بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتوراه الفخرية عام 1976.

 وفي النهاية، رحل “عثمان أحمد عثمان” عن عالمنا يوم الجمعة 30 أبريل في مستشفى المقاولون العرب، وشُيع في جنازة مُهيبة إلى مثواه الأخير يوم الأحد 2 مايو 1999.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى