فن وثقافة

“لا تقف حائرًا في العَتَمة”..ديوان جديد لمحمود شرف

صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان جديد للشاعر محمود شرف، بعنوان “لا تقِفْ حاءرًا في العَتَمة”، الذي يُعدُّ الديوان السابع في مشوار “شرف” الشعري، الذي بدأه بديوانه الأول “هوَّات طبيعية” الذي صدر عام 1997.

الديوان يضم خمسًا وعشرين قصيدة، ويقع في مائة صفحة من القطع المتوسط، من بين هذه القصائد: خلل بيولوجي، مقولات أمي الخالدة، قصيدة لمحمد فوزي، أثر الظلال، وعربة مؤيد، وغيرها من القصائد، التي تنتمي جميعها لقصيدة النثر، وتمثل في مجملها تجربة جديدة في مشروع “شرف” الشعري، الذي يمتد عبر سبعة دواوين، والذي اتَّسم بوضوح الرؤية، وتمحورها حول الذات كمرتكز فلسفي وجمالي لتلقي والتعاطي مع العالم بتعقيداته الحادة. كما تتسم قصائد الديوان بالقِصَر النسبي على مستوى الشكل؛ ما استتبع أن يلزمها التكثيف العالي الذي ربما لا يتوافر عليه هذا الشكل الشعري في العموم، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نحسبه على اتجاه الكتابة الخاطفة، أو الومضيَّة؛ إذ يحافظ كثير من نصوص الديوان على الحس الحكائي أو البعد الدرامي في الكتابة في ذات الوقت.

محمود شرف شاعر مصري ينتمي لجيل التسعينات، ولد عام 1975، ويعمل مذيعًا بقناة النيل الثقافية، بخلاف أنه أسس ويرأس مهرجان طنطا الدولي للشعر، الذي انطلق قبل ست سنوات في مدينة طنطا بدلتا مصر، وقد شارك في عديد الفعاليات الشعرية والأدبية، ومثَّل مصر في كثير من المهرجانات بالداخل والخارج عبر أكثر من خمسة وعشرين عامًا.

من قصيدة “خلل بيولوجي”:

أعمل… كحِمارٍ ربطوه في الساقية،

ونسوه،

ربَّما منذ قَرنٍ، أو أكثر قليلًا

حمارٌ بأُذُنَيْن قصيرتَيْن ،

قياسًا إلى طبيعة الحمير…

أدور حول السَّاقية،

حالِمًا بتشكيلة من الأعشاب

يضعونها على مائدتي

في نهاية نهار طويل،

طويل جدًّا

لا ينتهي…

■■

 

(سأعود لاحقًا لوصف اللون الأخضر لتلك الأعشاب)

 

■■

 

أكثر ما يصيبني بالهلع

أن يعلِّقوا «النَّاف» برقبتي لجرِّ الساقية

ليلًا…

عندَها لا أجِدُ ما يستحقُّ إصاخةَ السَّمع،

على عكس النهار…

فقط نَقيقُ الضفادع على شاطئ التُّرعة،

أو في خطوط الحقل التي تبدأ في الامتلاء بالمياه…

■■

 

يعنفونني دائمًا،

كلَّما مَدَدتُ رقبتي -جائعًا-

لالتقاط أعواد الذرة،

يُعنِّفونني

(لا أقول يضربونني؛

حفظًا لماء وجهي أمام الجمهور،

الذي أُسجِّل مُذكِّراتي أمامه… هُنا).

رغم أنني شَريكٌ أساسيٌّ في هذا العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى