الموقعرياضة

كيف عرت كأس الرابطة فلسفة «كارتيرون» مع الزمالك ؟

تعرض للهزيمة مرتين، وتعادل مرة وحيدة ولم يحقق أي فوز، إلى جانب استقباله خمسة أهداف دون تسجيل أي هدف، هكذا كانت وضع الزمالك في انطلاقة كأس الرابطة التي تقام للمرة الأولى في تاريخها.

بدا «الملكي» في أضعف حالاته، مرماه مستباح، وهجومه عاجز، ومديره الفني عقيم، محدود الفكر، وقليل الحيلة، فكانت النتيجة كارثية، لا تتوقف على مجرد هزائم وتزيل المجموعة فحسب، بل فقدان الزمالك لأي شخصية أو هوية تعبر عن كون هذا الفريق بطل النسخة الأخيرة من بطولة الدوري العام.

لا عذر للفرنسي باتريس كارتيرون، عن الجريمة التي ارتكبها بحق نادٍ كبير اسمه الزمالك، فما يقدمه الفريق من نتائج ومردود لا يليق بفريق ناشئين داخل ميت عقبة.

على خلاف الأهلي يلعب الزمالك بعدد كبير من ذوى الخبرات واللاعبين الأساسين، فالاعتماد على محمد عبدالشافي وعبدالله جمعة وشيكا بالا وعمر السعيد ويوسف أوباما وحازم إمام ومحمد عواد، لا يعبر أبدًا عن أنك تلعب بالشباب أو حتى بالصف الثاني.

الغريب في الأمر أن الفريق البطل الذي يريد المنافسة على بطولة الدوري العام، يجب أن يكون الصف الثاني لديه لا يختلف عن الصف الأول كثيرًا، وأن يكون بمقدوره الحفاظ على القمة في حال تعرض للغيابات.

لكن أن تهبط من قمة القمم، إلى قاع القيعان، وأن يحدث هذا التحول الكبير في شكل ونتائج الزمالك، فإن الأمر يعكس فجوة ما، وكارثة كبيرة .

الحقيقة الكاملة وراء سقوط الزمالك، هو رهانه مع كارتيرون طوال الوقت على الجوانب الفردية، فالفرنسي لا يمتلك فلسفة لعب هجومية تقوم على أسس وأفكار يتنفذها جميع العناصر.

اعتمد كارتيرون طوال مسيرته مع الزمالك على الدفاع المنظم واللعب بكثافة تحت الكرة، على أن يعول هجوميًا على المهارات الفردية، والعمل الكبير الذي يقوم به أشرف بن شرقي مرات، وبن زيزو آخريات، كان أوباما كذلك في وقت استفاقته، وقبلهما مصطفى محمد.

كارتيرون ليس مدرب صاحب فلسفة هجومية، فلا هناك أفكار، ولا حلول، وبدون عمل فردي كبير، ومهارة استثنائية، أو كرة ثابتة أو ضربة جزاء، يجد نفسه عاجزًا.

تلك الفلسفة ربما تكون صالحة للمواجهة الاقصائية في بطولة مثل أبطال إفريقيا، ونجاحها مرهون أيضًا بحالة الأفراد الذي يصنعون الفارق، بينما حينما يتعلق الأمر بمنافسات مستمرة ستجد صعوبات كبيرة، وما جرى في دوري الموسم الماضي كان نتاج تعثر الأهلي المتكرر في مناسبات غير منطقية، سواء بفعل الضغط والإصابات، أو بفعل خرافات بيتسو موسيماني، أو بفعل الأخطاء الساذجة التي لا تحدث سوى كل سنوات طويلة.

غياب بن شرقي، وأحمد سيد زيزو عرى بشكل كبير أفكار الفرنسي، وأوضح إلى مدى كان هذا الرجل فقير جدًا في الأفكار الهجومية، وغير قادر على تطبيق فلسفة مقنعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى