هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار استشهاد القديس شنوده البهنساوى

يذخر ” السنكسار ” بالعديد من سير الآباء الشهداء بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،والذين دافعوا عن الإيمان ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد وتركوا مناصبهم وحياتهم الأرضية ،فنجد الشهيد مارجرجس يترك منصبه فى الجيش ،ونجد كذلك الأمير فيلوباتيرا المعروف بـ”أبو سيفين ” يتنازل عن قلادة الأمراء ولم ينكر إيمانه ،ولم يختلف الأمير تادرس المشرقى عنهم كثيرا بل نال الكثير من العذابات حتى استشهد ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 14برمهات قبطيا 24مارس ميلاديا بتذكار استشهاد القديس شنوده البهنساوي فى سنة 20 للشهداء ( 304م ) .

وُلِدَ القديس شنوده البهنساوى بمدينة البهنسا بمحافظة المنيا وكان مسيحياً تقياً ، فوشى به بعض الأشرار لدى الأمير مكسيموس المعيَّن من قبل دقلديانوس بأنه مسيحي، فاستحضره وسأله عن عقيدته، فأقر بإيمانه ولم ينكر، فأمر الجند بأن يطرحوه على الأرض ويضربوه بالمطارق حتى تهرأ لحمه وجرى دمه على الأرض ،ثم وضعوه في سجن كريه الرائحة فأرسل الرب رئيس الملائكة ميخائيل الذي أبرأه من جراحاته ثم شجعه ووعده بإكليل المجد بعد أن يحتمل ما سيحل به من عذابات.

وفي الصباح التالي أمر الأمير الجند أن يتفقدوا القديس شنوده البهنساوى فوجدوه واقفاً يصلى ،ولما أعلموا الأمير بأمره، أمر بإحضاره وأبصره سالماً معافى ، فبُهتَ وقال إنه ساحر ،ثم أمر الجنود، فعلقوه منكساً وأوقدوا تحته ناراً فلم تؤثر فيه، فعصروه بالمعصرة، وأخيراً قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة ،ثم أخذ المؤمنون جسده الطاهر ليلاً وسكبوا عليه طيباً كثير الثمن ولفوه بأكفان غالية، ووضعوه في تابوت، ثم دفنوه بإكرام جزيل.

ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى