هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار استشهاد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا

تذخر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعديد من سير الآباء الشهداء الذين دافعوا عن الإيمان ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد وتركوا مناصبهم وحياتهم الأرضية ،فنجد الشهيد مارجرجس يترك منصبه فى الجيش ،ونجد كذلك الأمير فيلوباتيرا يتنازل عن قلادة الأمراء ولم ينكر إيمانه ،ولم يختلف الأمير تادرس المشرقى عنهم كثيرا بل نال الكثير من العذابات حتى استشهد ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 29 أمشير قبطيا 8 مارس ميلاديا بتذكار استشهاد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا.

استشهد القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا الشهيرة بأزمير سنة 167م، وقد تتلمذ على يد القديس يوحنا الإنجيلي وهو الذي يعنيه الرب يسوع في سفر الرؤيا بقوله ” وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: «هَذَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضَِيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ وَتَجْدِيفَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُوداً، بَلْ هُمْ مَجْمَعُ الشَّيْطَانِ لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. ” ( رؤ 2: 8 – 10).

وفيما كان القديس أغناطيوس بطريرك أنطاكية ذاهباً إلى روما للاستشهاد، مَرَّ على مدينة سميرنا فخرج القديس بوليكاربوس لملاقاته وعانقه وقَبَّل قيوده.

وعندما وقع الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق بخصوص موعد عيد القيامة المجيد ذهب القديس إلى روما سنة 157 م، واتفق مع بابا روما بخصوص هذا الأمر، ثم عاد إلى مقر كرسيه وباشر أعماله الرعوية بكل هِمَّة وغيرة مقدسة. ووضع مقالات كثيرة وميامر عديدة عن الميلاد البتولي والموت والجحيم والعذاب، كما كتب عن القديسة العذراء مريم وعن تدبيرات الخلاص. وبذلك جذب نفوساً كثيرة بتعاليمه النافعة إلى الإيمان بالسيد المسيح.

ولما أثار الإمبراطور مرقس أوريليوس الاضطهاد على المسيحيين، قبض على القديس بوليكاربوس وحاول معه لكي ينكر المسيح، فأجاب بوليكاربوس ” ستة وثمانون سنة أخدمه ولم يسبب لي ضرراً فكيف أجدّف على ملكي الذي خلصني “. أجاب الإمبراطور: إن كانت الوحوش لا تخيفك فسأجعل النيران تلتهمك إلا إذا رجعت عن إيمانك.

أجابه القديس: إنك تهددني بالنار التي تشتعل ساعة ثم تنطفيء لأنك لا تعرف نار الدينونة العتيدة والقصاص الأبدي المعَّد للأشرار، حينئذ بدأ الإمبراطور يعذّبه بعذابات عديدة، ثم أمر بوضعه في النار فلم تؤذه، أخيراً أمر بطعنه بالحربة فتدَّفق دمه وأطفأ النار وفاضت روحه الطاهرة ونال إكليل الحياة. وأخذ المؤمنون جسده الطاهر وكفَّنوه وصلُّوا عليه كما يليق ثم دفنوه بإكرام جزيل.

ومن الجدير بالذكر ، تعد كلمة «السِّنْكِسارُ » هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى