هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكاراستشهاد القديس إيلياس الإهناسى 

يذخر ” السنكسار ” بالعديد من سير الآباء الشهداء بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،والذين دافعوا عن الإيمان ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد وتركوا مناصبهم وحياتهم الأرضية ،فنجد الشهيد مارجرجس يترك منصبه فى الجيش ،ونجد كذلك الأمير فيلوباتيرا المعروف بـ”أبو سيفين ” يتنازل عن قلادة الأمراء ولم ينكر إيمانه ،ولم يختلف الأمير تادرس المشرقى عنهم كثيرا بل نال الكثير من العذابات حتى استشهد ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 15 برمهات قبطيا 24 مارس ميلاديا بتذكار استشهاد القديس إيلياس الإهناسى.

نشأ القديس إيلياس الإهناسى في قرية قرب أهناس “مدينة تقع في محافظة بني سويف”، وكان يعمل فلاحاً في بساتين الأمير كلكيانوس والي أهناسيا الوثني ،وكان شاباً تقياً محباً لله، وله خال يُدعَى أنبا يعقوب متوحد بالصحراء القريبة من أهناسيا ، فكان يذهب إليه القديس إيلياس الإهناسى كثيراً يتعلم منه العبادة والنسك، وكان خاله يوصيه أن يحفظ نفسه بالطهارة قائلاً:” إن الطهارة تجعلنا نتشبه بالملائكة الروحانيين ” .

نما القديس إيلياس الإهناسى في الفضيلة وسكنت فيه مخافة الله ،وكان أميناً في كل ما لسيده في حقله وبيته كيوسف الصديق في بيت فوطيفار ، فأحبه الأمير وكل أسرته ،وكان يأتي بالفواكه إلى دار الأمير، فتعلقت به ابنة الأمير، فصارت تلاحقه تريد أن تسقطه معها في الخطية ،أما هو فعندما شعر بذلك، كان يلقى بالفاكهة داخل الباب ويهرب كمن يبتعد من النار ، وكان يشتكى لخاله يعقوب، فكان يحذره بشدة من الاستماع أو النظر إليها .

ولما ظلت الفتاة تطارد القديس إيلياس الإهناسى بشدة، ولبساطته مضى وخصى نفسه، لينزع عنها كل أمل، ومرض بسبب هذا العمل مرضاً شديداً ، ولما علمت الفتاة بذلك اغتاظت جداً وشكته لأبيها قائلة إنه مسيحي ويريد الاعتداء عليها ،فغضب الأمير واستحضر القديس إيلياس الإهناسى وصار يوبخه، ولكنه أثبت براءته .

طلب الأمير من القديس إيلياس الإهناسى أن يذبح للأوثان فيعفو عنه، فرفض بشدة، فأمر الأمير بتعذيبه بعذابات شديدة، وكان الرب يخلصه منها، وأخيراً أمر بقطع رأسه، ففرح إيلياس وقال ” هذه هي الساعة التي كنت أطلبها ” ،وطلب من الجنود أن يمهلوه حتى يصلى ،وبينما هو يصلى ظهر له ملاك الرب قائلاً ” الرب قد قبل طلبتك وهوذا يوليوس الأقفهصي بالقرب منك، يكتب سيرتك، وهو سيُكفِّن جسدك ويوصله إلى خالك فيحفظه إلى اليوم الذي يُريد الرب ظهوره فيه وسيُظهر الرب من جسدك آيات وعجائب كثيرة “.

وعقب ذلك مدّ القديس إيلياس الإهناسى عنقه للجنود فقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، وتمت أقوال الملاك، وبُنيت له كنيسة في أهناسيا ووضع جسده فيها وظلت هذه الكنيسة قائمة إلى أوائل القرن الثالث عشر، ثم اندثرت.

ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى