الموقعتحقيقات وتقارير

“كليات مظلومة”.. طبيبات بيطريات يروين رحلتهن مع الثراء والعالمية في “عالم الحيوان”

*غادة عفيفي: التنسيق دخلني الطب البيطري.. وحققت حلمي فيها

*منى بدر: أحبطت في البداية.. والآن أتعامل مع مختبرات عالمية

*منى جمال: الطب البيطري مظلوم.. والمشكلة في التكليفات

كتبت- دعاء رسلان

في مجال الطب البيطري، تعددت حكايات الفتيات مع هذه الدراسة، نتيجة للروايات التي استمعن لها وأثرت في أنفسهن كثيرًا قبل الالتحاق بهذه الكلية، التي ظن البعض منهن أنها نهاية للحلم الوردي الذي حلمن به في الالتحاق بكلية الطب البشري.

الموقع” يتحدث مع طبيبات بيطريات عن عالمهن قبل وبعد التخرج.

التنسيق السبب

قالت غادة عفيفي، استشاري التشخيص المعملي البيطري، إنها تخرجت في كلية الطب البيطري ٢٠٠٩ طبي بيطري من جامعة السادات، مبينة أنها لم تكن تتمنى في البداية الالتحاق بكلية الطب البطري، وأنها كانت أخر رغباتها في تنسيق الجامعات، حيث كان السبب في ذلك تقديرها في الدارسة.

لم يكن العمل في هذا المجال أحد أهداف أو طموحات خلال سنوات الدراسة قبل الكلية، ولكن هذا الأمر تحول بشكل كامل مع الدراسة منذ الأيام الأولى لها، مبينةً أن طبيعة الدراسة في الطب البيطري والتنوع والشمولية في الدراسة، وهو ما جعلها تشعر بالاستمتاع في التأهل لشريحة واسعة من التخصصات في سوق العمل، حيث كانت دراستها تشتمل على مواد إكلينيكية خاصة بالباطنة والجراحة والتخدير والأمراض الوبائية والمعدية وكذلك مواد خاصة بوسائل التشخيص كالميكروبيولوجيا بأقسامها والباثولوجيا الأكلينيكية والتشخيص الجزيئي وغيرها من المواد الداعمة للعمل بمجال التحاليل الطبية وكذالك المواد الخاصة بالأدوية والمستحضرات العلاجية، بالإضافة لدراسة الأقسام الخاصة بجودة الأغذية ذات الأصل الحيواني وسلامة الغذاء والذي يحتل الصدارة خلال الأعوام الماضية.

وأوضحت “عفيفي” أن استمتاعها بالدراسة دفعها للتفوق وتصبح من الأوائل على دفعتها، مضيفةً أن من مميزات المجال البيطري، هو اتساع مجالات العمل بعد التخرج والسائد عن هذا المجال أنه للشباب أكثر من الفتيات، إلا أنها تمكنت من إثبات ذاتها بالسعي الدائم واقتناص الفرص والعمل على رفع مهاراتها الفنية والإدارية، حيث بدأت كطبيب بيطري بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، وهو ما أهلها للعمل بإدارة البحث والتطوير والمعامل بأحد أكبر مزارع الأبقار الحلابة في أفريقيا والشرق الأوسط لمدة ١٢ عاما، حتى تخصصت في مجال المزارع الحلابة كمدير ثم استشاري تشخيص لأمراض المزارع النظامية المنتجة للألبان وهو مجال عالي التخصص.

وأشارت إلى أن الصعوبة التي واجهتها كانت في الطبيعة الصعبة لأعمال المزارع، ولكنها كونت مجموعة من الخبراء في هذا المجال شركة استشارات فنية لدعم كل ما له علاقة بمجال الإنتاج الحيواني والألبان، وتنوعت مشاركات الفرق الاستشارية داخل وخارج مصر، حتى تمكنت وفريقها من تقديم خبرات كثيرة للطبيبات البيطريات للعمل على نفس المنوال، حول تحسين صحة وإنتاج القطعان الحلابة ووقايتها من الأمراض وإنتاج ألبان خام عالية الجودة تطابق أعلى معايير التقييم لسلامة الغذاء.

وتمنت الدكتور غادة عفيفي أن يتم تعزيز التعاون بين الهيئات البحثية وسوق العمل، وتعزيز الاستعانة بخبراء المجال من غير الأكاديميين لتوجيه الموضوعات البحثية لطلاب الدراسات العليا عن طريق قائمة مقترحات لأهم المشكلات، وزيادة في الندوات للخبراء الحقليين في الجامعات، بالإضافة إلى دعم المناهج الأكاديمية بمهارات السوق مثل التسويق وإدارة المشروعات والبحث والتطوير والتعامل مع البرامج المتخصصة.

واستكملت: “أتمنى تعزيز دور الطبيبات من خلال زيادة كثافة برامج التدريب الحقلي لهن خاصة في المجالات التي يندر فيها تواجدهن، ووضع رؤية واضحة لتشغيلهن في الأماكن التي تتلاءم مع طبيعتهن، مثل دفعهن فى وظائف الأمن الغذائي وجودة التصنيع.. ودعم مشاركتهن المجتمعية للقضاء على فكرة ان امتهان الطب البيطرى هو فى الأصل للذكور، ولا نغفل أن أكثر من ٧٠ ٪ من خريجي هذا المجال هن فتيات”.

أحبطوني في البداية

تستمر حكايات الطبيبات البيطريات، حتى جاء الدور على الدكتورة منى بدر، مديرة المختبرات البيطرية في إحدى شركات الدواجن، التي تخرجت في عام 2011 من جامعة السادات، مبينة أنها عندما علمت بالتحاقها بكلية الطب البيطري لم تكن تصدق من شدة الصدمة، كونها كانت تأمل التحاقها بكلية الطب البشري.

في بداية الأمر، شعرت “بدر” بالحزن والضيق نتيجة لما كانت تسمعه من المحيطين بها، من أقوال مثل: “إنتِ بنت هتتعاملي إزاي مع الحيوانات.. وممكن متلاقيش مجال تشتغلي فيه”، وهو ما جعلها تشعر بالخوف وتفكر في الالتحاق بمجال أخر نتيجة لتفكيرها عن عدم وجود عمل تلتحق به فيما بعد، ولكنها فور التحاقها بكلية الطب البيطري، شعرت بانجذاب كبير وتشوق، لأنها كانت تدرس التخصصات التي كانت تحلم بها.

وأوضحت دكتور منى بدر أنها فور تخرجها من كلية طب بيطري توجهت للعمل في المعامل البشرية، ولكنها لم تستمر طويلاً نتيجة لشغفها في العمل بدراستها، وبدأت بالعمل في تخصص الطب البيطري فيما يتعلق بالدواجن، وتوجهت إلى إحدى شركات الدواجن المعروفة واستمرت بها لمدة 6 سنوات، وخلال هذه الفترة حصلت على مكانة رفيعة في عملها، ومنها تعلمت أن صناعة الدواجن تعتبر واحدة من أكبر الصناعات الموجودة على مستوى مصر.

لم تكتفي “بدر” بعملها في إحدى شركات الدواجن ولكنها توجهت لدراسة الماجستير لتتخصص أكثر في الثروة الداجنة، وتركز اهتمامها على فيروسات الدواجن، وعند التحاقها في شركة أخرى معروفة في صناعة الدواجن، تولت منصب مدير مختبرات

ووجهت الدكتورة منى بدر رسالتها للفتيات بالالتحاق بكلية الطب البيطري، لأنها أصبحت لها نظام عمل عالمي، وضرورة استغلال الفرص في السؤال والتعلم من أجل الوصول إلى أرفع المناصب، والاستعانة بالدراسات العليا والتخصص في مجالات محددة والعمل عليها، والإيمان بأن العلم لا يتوقف عند لحظة معينة ولكنه مستمر ومتواصل وكل يوم في جديد وتطور متواصل.

البيطري مظلوم

فتحت الدكتورة منى جمال، طبيبة بيطرية الباب للحديث عن جانب أخر في عالم الطب البيطري، قائلةً: “بصراحة الطب البيطري حلو جدا بس مظلوم في موضوع التكليف ومش بس كده لا كمان المسابقات متوقفة من 2015 وكل اللي بيشتغل بيشتغل شغل حر.. وبالرغم من وجود عجز كبير في الوحدات البيطرية ولكن ما زالت المسابقات والتكليفات متوقفة”.

وبينت “جمال” أن العمل بالنسبة للفتيات في الطب البيطري يحتاج لمجهود عضلي كبير لذلك يتركز العمل فيه على الشباب ويكون العمل بالنسبة للفتيات محدود”.

واستكملت: “أنا من قرية في محافظة قنا يعني في العمل بالطب كتير يكون للشباب وخصوصًا في تخصص التلقيح الصناعي لأنه يحتاج إلى حركة كبيرة ويبقى أغلب اللي بيشتغل بيفتح عيادات للدواجن ونسبة كبيرة تتجه للميدكال ريب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى