الموقعتحقيقات وتقارير

كلبش وجرافيتي ووسام.. حكايات من أوراق صاحب الشفرة السرية في حرب أكتوبر الصول إدريس

كتبت أميرة السمان

رحل الصول أحمد إدريس، صاحب “الشفرة” النوبية المستخدمة فى حرب أكتوبر المجيدة، والتي حيرت العدو الإسرائيلي، عام 1973، عن عمر ناهز 84 عامًا.

ورحل البطل ابن النوبة تاركا إرثا عظيما من البطولات، فمصر ولادة بالأبطال والعظماء، وفيها الكثيرين من عشاق ترابها والذين أقسموا بأن يفدونها بكل غالي ونفيس.

الصول أحمد محمد أحمد إدريس، من مواليد قرية توماس بالنوبة، وتطوع في الجيش كجندي في قوات حرس الحدود عام 1954، وحتى عام 1994، وأثناء خدمته في وتحديداً عام 1971 عرض على الرئيس الراحل محمد أنور السادات استخدام اللغة النوبية التي لا يعرفها أحد غير النوبيين كشفرة تستخدم فى الحرب مع العدو الإسرائيلي.

شارك “إدريس” فى جميع الحروب، وأبرزها حرب أكتوبر المجيدة، التى كان له دوراً بارزاً وهاماً ساهم فى إنجاح حرب 73 علي اليهود، وتحقيق أعظم إنتصار للمصريين.

الشفرة:

وفي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ26 وبمناسبة ذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة، والتى تم تنظيمها فى 10 أكتوبر عام 2017 تم عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان “الشفرة” وتضمن شرح من البطل أحمد إدريس لطرق التغلب على أعمال التنصت اللاسلكي أثناء حرب أكتوبر.

فكرة الشفرة

أعلن الصول أحمد إدريس صاحب عن فكرة الشفرة النوبية المستخدمة فى حرب أكتوبر المجيد خلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: لما سلمت عليه قولتله: أنا كاتم سر الشفرة بقالى 40 سنة، ليرد الرئيس السيسي: “أنا عارف وهكافائك على دورك”.

البداية:

خلال الفيلم التسجيلي الذى تم عرضه خلال الندوة التثقيفية قال الصول إدريس لقائد اللواء ورئيس الأركان عندما كانوا يتحدثون عن موضوع الإشارات التي يتم التعرف عليها، بأن السيطرة على موضوع الشفرة يمكن أن يتم من خلال التحدث باللهجة النوبية لأن ليس لها حروف ويتم التحدث بها، فرئيس الأركان اتصل على الفور بالرئيس الراحل محمد أنور السادات ونقل له ذلك ، فقال له “السادات” من قال لكم ذلك فأوضح بأن هناك شاويش هو الذي قال ذلك، فأعطى أنور السادات أوامره بأن يتم تواجده فى اليوم التالى لمقابلته، ويتم وضع الكلبشات بيده لعدم الإفصاح عن هذا الموضوع ويتم فى سرية، فجاء قائد الأركان ونقيب وشاويش وتم وضع الكلبشات فى يده وتم أخذه لمكتب الرئيس السادات وجلس منتظر لنحو ساعة ونصف، وتهيأ له بأن هذه المدة مسافة 3 سنوات .

وأضاف الراحل: أول ما جاء الرئيس السادات أعطيت له التحية، فوضع الرئيس السادات يده على كتفى، فشعرت وقتها بأنه أبى، ووجدت راحة ، واستفسر عن اللغة النوبية منى ، فقلت له بأن الإرسال والاستقبال يكون باللهجة النوبية فى الشفرة ، فقال لى ماشى كلامك ، فقلت له بأن يتم الاستعانة بالناس الذين تربوا فى بلاد النوبة القديمة ، فقال لى بأن أقرب الناس إليك لا تقول لهم بذلك ، والسر ده يعرفه 5 أفراد ولو خرج سأضربكم بالنار.

ورجعت بعد أجازة وجدت جواب لى بأن يحضر الرقيب أحمد محمد أحمد إدريس إلى قيادة الجيش بكامل مهماته، فذهبت لقيادة الجيش وجدت 344 فردا نوبىا، وتم إدخالنا إلى صحراء سيناء ، ودخلنا فى معسكرات، وكان عملنا أن نحدد عدد المركبات الموجودة فى المنطقة، والرئيس السادات حدد لنا محطات وقال: بأن يتم تسميتها بأسماء نوبية، ومع كل واحد من رئيس العمليات وقائد اللواء والكتائب والفصائل وغيرهم يوجد واحد نوبى، وكنا متواجدين حتى الهجوم وكان كل الكلام باللغة النوبية، وكان الضرب يوم السبت يوم عيد الغفران للعدو ، وقال إن مؤسسته هى القوات المسلحة وعاش فيها أكثر مما عاش فى خارجها .

النجمة الذهبية:

تقديراً لدوره الوطنى، صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على منح الصول أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية، لما قدمه من خدمات للوطن وقت حرب أكتوبر المجيدة، وأجهش البطل أحمد إدريس فى البكاء فور إعلان حصوله على النجمة العسكرية، وذهب الرئيس السيسى لتهنئته وقام باحتضانه .

جدارية في مسقط رأسه:

تقديرًا لدوره البارز قام عدد من أبناء محافظة أسوان، برسم جدارية جرافيتي، تحمل صورة الصول أحمد إدريس، أحد أبطال نصر أكتوبر 1973، وصاحب فكرة الشفرة النوبية، ليكون ذلك بمثابة لمسة وفاء لابن النوبة، ووسام شرف وعزة لكل مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى