قشة “قرداحي” التي قصمت ظهر لبنان.. سياسيون وخبراء لبنانيين يكشفون لـ “الموقع” أبعاد الأزمة.. (ملف خاص)
لولا مصر ودول الخليج لانهار لبنان منذ أمد بعيد
حزب الله الإيراني سبب كل الكوارث ولبنان يصارع منذ 100 عام
كوارث وانهيارات اذا استمرت الأزمة واستقالة الوزير لا تنهي الأزمة
كتبت – فاطمة عاهد
يعاني لبنان من أزمات متلاحقة، تخلف ورائها أعداد كبيرة من الضحايا، آخرها الظروف الاقتصادية الراهنة، التي تفتك بالمواطن، نتيجة ارتفاع الأسعار، في مقابل انخفاض الدخل، لتأتي المقاطعة الخليجية لتلوح بعصاها الغليطة في وجه اللبنانيين، وتتوعدهم بنتائج وخيمة، لوقوعها بعد عام تشير التقديرات خلاله إلى أن 78 في المئة من سكان لبنان يعيشون في فقر وسط انهيار اقتصادي يبتلع كل شيء، حيث اعتبرت الدول الخليجية حديث وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي مثير للجدل، واعترضت عليه، عن طريق استدعاء سفرائها بلبنان، وطرد سفراء الأخيرة، كما أصدار قرارات بوقف الاستيراد.
لا ينظر الخبراء لتصريحات قرداحي على أنها السبب الوحيد لإشعال الأزمة الأخيرة، إلا أنها كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، ولم يصفوها بـ”الأخلاقية” لأنه حينما تحدث عن حرب اليمن واصفا إياها بـ”العبثية” ورفض التدخل الخليجي للسعودية والإمارات، ذكر أيضًا الحوثيين بكونهم مدافعين عن اليمن، كما أثنى على حروب الأسد في سوريا.
بينما تسائل نشطاء متابعين للقضية على مواقع التواصل الاجتماعي عن ما إذا كانت استقالة جورج قرداحي قريبة، وقدرتها على إنهاء أزمة لبنان.
لا أزمات سابقة بين لبنان ودول الخليج
قال النائب في كتلة المستقبل النيابية، الدكتور محمد الحجار، إنه” يتمنى لو لم يكن هناك أي أزمات بين لبنان ودول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لأن هذه الدول كانت في كل الاستحقاقات الداعم الأول للبنان، المعتز بعروبته وانتمائه، في الكثير من الأزمات التي عصفت به، ولا ينكر ذلك إلا الجاحد الحقود الذي لا يعترف بفضل الخليج العربي دولاً وحكومة وشعباً علينا كلبنانيين، وأكرر قولي أنه لو لم يكن هناك دول الخليج وجمهورية مصر العربية بجانب لبنان لربما تعرض للإنهيار منذ أمد بعيد”.
وشرح سبب إدلاء “قرداحي” لتلك التصريحات قائلا “وفيما يخص الأزمة الراهنة فكلنا يعلم أن التصريح الذي أدلى به السيد جورج قرداحي كان بمثابة أوراق اعتماد لداعميه لكي يعين وزيرا للإعلام، ونتأمل بلدا وشعبا بأن لا نؤخذ بما فعله بعض الجاحدين، ونتمنى أن تنهي إستقالته الأزمة وإن كان بإعتقادي بأنها إن حصلت لن تشكل أكثر من مدخل لذلك”.
لماذا لم يقدم وزير الإعلام اللبناني استقالته ؟
وتابع النائب في كتلة المستقبل النيابية، في تصريحات خاصة لـ”الموقع”: “لكن بسبب ضغط حزب الله على الدولة اللبنانية لم تحدث الاستقالة حتى الآن ، لكن نتمنى أن يقدم الوزير قرداحي على الاستقالة ضناً بالمصلحة الوطنية كي تكون مدخلا لحل الأزمة بشكل كامل”.
اتفق الدكتور مصطفى علوش، نائب رئيس تيار المستقبل اللبناني مع “الحجار” في أن ما يحصل اليوم في تأزم العلاقة مع السعودية ودول الخليج هو مسالة تراكمية على مدى عقد من الزمن بسبب ارتباط حزب الله بالمشروع الايراني الاقليمي وتهجم حسن نصر الله المتكرر على دول الخليج، مضيفا “لكن الأهم بالنسبة للسعودية هو تدخل حزب الله في حرب اليمن”.
“علوش” يرى أن تصريح الوزير أتى ليكون الشعرة التي قسمت ظهر البعير وكان من الممكن أن تمت إقالته بشكل فوري تدارك تدهور الأمور إلى سحب السفراء، لكن بسبب استمرار سيطرة حزب الله على القرار السياسي بلبنان لم تتم.
اقتصاد لبنان يمضي نحو الهاوية
أكد “علوش” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن اقتصاد لبنان في اسوأ حالاته، والقطيعة اليوم ستزيد في عمق الأذية على الاقتصاد، بخسارة الصادرات اللبنانية من الخضار والفواكه وبعض المنتجات الأخرى.
بينما يرى النائب في كتلة المستقبل النيابية، الدكتور محمد الحجار تأثير عمق الأزمة الحالية على التحويلات قائلا “هناك تأثير للمقاطعة الخليجية على الاقتصاد اللبناني، متابعا “لا شك أن المساعدات الخليجية من هبات وودائع وقروض كانت الداعم الأكبر لاقتصاد لبنان، إذ بلغ حجمها عشرات مليارات الدولارات، دون الأخذ في الاعتبار تحويلات مئات ألوف العاملين اللبنانيين في الدول الخليجية وخاصة في السعودية، ولدينا مخاوف أن يحدث لا سمح الله تراجع في هذه التحويلات”.
هل الاستقالة الحل
اتفق الخبراء على أن الاستقالة ليست الحل الكامل للأزمة، لكنها قد تكون من بوادر التصعيد لتحسين العلاقات بين لبنان ودول الخليج.
وفي هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي اللبناني، فادي عكوم الأمر بحديثه مع “الموقع” “حتى لو استقال من المستبعد أن تحل للأزمة، كما أنها لا تزال بدايتها، كون تصريحات قرداحي بمثابة الطلقة الأخيرة في مسار التوتر بسبب سيطرة حزب الله على لبنان ومهاجمته المملكة العربية بشكل دائم، وهي بصدد تصعيد موقفها لحل الأزمة بشكل كامل”.
وأضاف “يعتبر لبنان منذ 100 عام محطة للصراعات وكثيرا ما تتكرر ويعاد صياغتها، لدفع حزب الله للقيام بدور سياسي بسبب سياساته الخارجية.
وكذا أكد الدكتور مصطفى علوش، نائب رئيس تيار المستقبل اللبناني، على أن “الاستقالة لم تكن لتؤدي الى اصلاح العلاقات بشكل تام بسبب سيطرة حزب الله”.
وضاح اليمن عبد القادر، صحفي يمني وباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أشار إلى أن موقف جورج قرداحي لا يمثل الشعب اللبناني ولكنه يمثل شخصه وتوجهات فصيل معين محسوب على لبنان، لكنه في حقيقة الأمر مجرد أداة إيرانية تمثل جزء من مشروع الفوضى الذي تتبناه ايران في المنطقة العربية ممثلا بحزب الله.
“عبد القادر”، أضاف في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن “تصريح جورج قرداحي هو إضافة لتراكمات أخرى سبقته، كان طرفها حزب الله ممثلا بتصريحات حسن نصر الله وموقفه من التحالف العربي في اليمن، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وأيضا تصريحاته الصريحة بتدخلات حزب الله ومقاتليه للقتال بجانب الحوثيين.
وتابع “وما يقوم به الحوثيين من استهداف المملكة أدوات وأسلحة إيرانية بإشراف خبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وهذا الأمر أيضا يمثل تحدي كبير لعودة العلاقات بشكل كامل وفاعل مالم يكون للحكومة اللبنانية موقف واضح وصريح من تدخلات حزب الله في الشأن اليمني والعربي”.
حزب الله والداخل اللبناني
الدكتور محمد الحجار أكد “نأمل أن يكون لبنان في أفضل حال مع كل الدول العربية متكافلا ومترابطا معهم في مواجهة المشروع الإيراني الذي يسعى إلى الإمساك بالمنطقة العربية والإستحواذ على مقدراتها وحزب الله أحد أذرع هذا المشروع.
وتابع “لقد أخلّ حزب الله بالتوازن الداخلي اللبناني لكن ذلك لن يدوم، ولن نسمح بجر لبنان إلى فتنة داخلية لكننا لا نقبل بهذا التفلت في السلاح غير الشرعي لدى الحزب والذي يجب وضع حد له في الدعوة إلى طاولة حوار يجب أن يطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون تضع حداً لتدخل حزب الله في الشؤون الداخلية للدول العربية ولإقرار إستراتيجية دفاعية تجعل قرار الحرب والسلم في عهدة الدولة وحدها ومؤسساتها الدستورية”.
نرشح لك
طاقات الاقتراع جاهزة .. رئيس ديوان القبائل الليبية يكشف لـ الموقع الاستعدادات للانتخابات المقبلة
