الموقعتحقيقات وتقارير

قرى «الدم والنار».. في «حمردوم» لكل مواطن رصاصة (ملف خاص)

كتبت – منة وهبه

تعد ظاهرة “الأخذ بالثأر” من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري، وخاصة في صعيد مصر الذي يسيطر عليه الطابع القبلي.

ولظاهرة “الأخذ بالثأر” أثارا اجتماعية واقتصادية وأمنية وإنسانية ونفسية سلبية بالغة على الفرد والمجتمع بصفة عامة تمتد لعدة أجيال ولا تقتصر على جيل واحد ويكون لها أثار سلبية على حياة الأجيال المقبلة.

ويعيش غالبية مواطني قرى محافظة قنا خاصة من الأطفال والنساء على أمل أن يجد حياة خالية من القتل والدم المصحوب بمشاعر الحزن والخوف من ذويهم وعشيرتهم، وسجلت الأعوام العشرة الأخيرة جريمة ثأر علي الأقل شهريا.

نرشح لك : 17 قتيل بسبب  كارت شحن .. «الموقع» يرصد أبشع حوادث الثأر في صعيد مصر

ويرصد “الموقع” في التقرير التالي أبرز المعلومات عن قرية “حمردوم” والتي تعد من أشهر القرى التي تحدث فيها جرائم ثأر بمحافظة قنا ، وهى عبارة عن منازل صغيرة محاطة بالحقول الزراعية من جهة والصحراوية من جهة أخرى، بالإضافة إلى الجبال، ويغلب عليها طابع الخوف والفزع التي تؤرقها أعمال الثأر والعصبية ودماء تُهدر بين الحين والأخر وهى قرية” حمرا دوم” التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، والتي اشتهرت إعلاميا بقرية “الدم والنار” نتيجة لكثرة عمليات القتل والثأر فيها خلال الفترة السنوات الماضية.

وعلى مدار سنوات من الثأر والمشاجرات بين العائلات ، أصبحت الجبال خنادق وحصون “للمطاريد” والخارجين عن القانون ومن صخورها دروعًا واقية، ضد ضربات الأجهزة الأمنية المتوالية منذ عهود، وكانت لهم ثورة 25 يناير، فرصة للسيطرة على القرية بشكل شبه كامل، وتفشي تجارة المخدرات والسلاح فيها.

نرشح لك : عضو هيئة كبار العلماء لـ«الموقع»: الثأر بدعة جاهلية ومحرم شرعا

وتكررت الحملات الأمنية عامًا بعد عام، فتنجح مرات ويعود المجرمون إلى عادتهم من جديد مرات أخرى، متخذين من الجبال قلاعًا لهم، يختبئون فيها مسلحين بأسلحة متنوعة، بين البنادق الآلية والمدافع الرشاشة ومدافع الجرينوف وغيرها.
وتسعى الأجهزة الأمنية من خلال حملاتها المستمرة القضاء على هؤلاء الخارجين عن القانون، وإنهاء قوتهم وخلعهم من أحضان الجبل، وبالفعل ضبطت قوات الأمن 510 مسجل خطر خلال الفترة الماضية، ومئات الأسلحة غير المرخصة، ونجحت في إعادة الحياة إلى طبيعتها في القرية الدامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى