الموقعتحقيقات وتقارير

قرى الدم والنار.. في «أبو حزام».. من القاتل ومن المقتول؟.. ملف خاص

كتبت – منة وهبة

يعيش أهالى قرية “أبوحزام” مركز نجع حمادي بمحافظة قنا مأساة حقيقة مستمرة منذ سنوات نتيجة لانتشار ظاهرة “الثأر”، والعصبية والثقافات المتوارثة من العائلات والتى تقضى على الأجيال، وأصبح إطلاق النار يوميا سواء في المساء أو الصباح شيئا اعتاد عليه الأهالي.

وبين الحين والأخر نسمع ونشاهد جريمة قتل جديدة فى قرية “أبوحزام” يروح ضحيتها أحد الشباب أو الرجال بسبب “الثأر”، وكان أخرها واقعة مذبحة قرية أبو حزام التى حدثت خلال الأشهر الماضية والتى راح ضحيتها 11 شخصاً، وإصابة 8 آخرين، وذلك بسبب الخلافات الثأرية.

وفى التقرير التالى يرصد “الموقع” أبرز المعلومات عن قرية أبوحزام التابعة لمحافظة قنا وبعض المبادرات التى قامت بها إحدى السيدات فى محافظة قنا للحد من ظاهرة “الثأر” ومنع زهق الأرواح البريئة من جحيم “الثأر”.

وحسب أماني ماهر أبو سحلي ، من إحدى قرى محافظة قنا تعمل محامية، فإن ظاهرة “الثأر” قضية موجودة منذ سنوات طويلة فى محافظة قنا، ومازالت مستمرة نتيجة للثقافة المتوارثة عن الأهالي والعائلات.

أبو سحلي أشارت في تصريحات لـ”الموقع” إلى أن هذه الظاهرة تزداد يوما بعد يوم نتيجة لارتفاع نسبة البطالة فى المحافظة بالدرجة الأولى، قائلة: أن الشباب يجلسون على المقاهي فترات طويلة من الوقت وتبدأ المناوشات والمشادات ثم تتحول إلى مشاجرات بالأيادى والأسلحة وفى النهاية تؤدى إلى مقتل بعض الشباب”.

نرشح لك: قرى «الدم والنار».. في «حمردوم» لكل مواطن رصاصة (ملف خاص)

وطالبت المحامية الدولة والقطاع الخاص بالنظر إلى محافظات الصعيد وإنشاء مشروعات ومصانع وشركات لتوفير فرص عمل للشباب، مؤكدة أن هناك زيادة فى حجم البطالة بالوجه القبلي ، خاصة أن معظم المشكلات وعمليات الثأر تأتى نتيجة لمناوشات ومشادات صغيرة بين الشباب على المقاهى ثم تتحول إلى معارك ومشاجرات بالاسلحة بعد تدخل الأقارب والأهل.

وكشفت “أبو سحلي” عن تفاصيل المبادرة الجديدة والجمعية الأهلية التى أنشأتها من أجل “صعيد بدون ثأر” فى قريتها وتسعى لتعميمها فى باقى القرى داخل المحافظة للحد من عمليات الثأر فى محافظة قنا ومراكزها وحفظ أرواح العشرات من الشباب التى تزهق نتيجة للثقافة المتوارثة منذ سنوات طويلة .

ولفتت إلى أن الجمعية تم تفعيلها وتشهيرها رسميًا بوزارة التضامن الاجتماعي تحت اسم «نبراس الخير» من أهدافها لجنة المصالحات النسائية “صعيد بلا ثأر” تؤدى فى النهاية إلى مصرع العديد من الشباب، مضيفة أن القرية بحاجة إلى توفير الخدمات الأساسية للحياة، والابتعاد عن الثأر الذي يدمر الأجيال.

وحسب إحدى سيدات القرية فأن أهالى القرية يرفضون ظاهرة الثأر ولا يرغبون فى الخلافات والمشاجرات، مؤكدة «فى القرية مفيش خدمات طبية، المستشفى مفيهاش طبيب، حتى اللي يموت مبيلاقيش حد يلحقه مش عايزين تار في بلدنا”.

وقالت سيدة أخرى فى تصريحات تليفزيونية لأحد البرامج” نريد تقدم بلادنا ولا نرغب في الخلافات الثأرية التي تنهي حياة الأعزاء والشباب دون أن يقترفوا ذنبا أو عملا يستوجب القتل، لافتة إلى أن كافة الأهالي ضد موضوع الثأر ونريد أن يعم السلام والهدوء البلاد”.

وأتمت أن أهالى القرية عاشوا خلال الفترة الماضية أيام حزينة وعصيبة نتيجة لمقتل عدد من الشباب بسبب الخلافات الثأرية، مطالبة الأزهر والاوقاف والتربية والتعليم بالتدخل من خلال ندوات واجتماعات ومؤتمرات لتوعية الشباب والأهالي فى المحافظة بخطورة الثأر وحثهم على التسامح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى