الموقعتحقيقات وتقارير

«قاهر الظلام».. قصة أول بطل عالم «كفيف» في الكاراتيه والتايكوندو

«صبري الدجوي» حقق المستحيل ويبحث عن راعي لخوض بطولة العالم هذا العام

البطل: الرئيس السيسي أول من ساندني وكلماته شجعتني على قهر الظروف

كتبت – منار إبراهيم 

طويل القامة، عريض المنكبين، إذا نظرت إلى بنيته القوية، ستجد قوة لاعب كسرت دائرة حياته المظلمة، فيتحدى إعاقته البصرية ويحصل على ليسانس لغة عربية جامعة الأزهر، ثم يصبح أول “بطل عالم” كفيف يمارس لعبة الكاراتيه، وأول كفيف يمارس لعبة التايكوندو، يسجل بذلك تاريخا مشرفا من البطولات العالمية والدولية،
إنه صبري السيد الدجوي، والذي يبلغ من العمر 41 عاما.

قاهر الظلام يروي قصته لـ “الموقع” قائلاً: بدأت رحلتي الرياضية عام 1997 حين قررت أن أكسر تلك الدائرة المغلقة شديدة الظلام التي أعيش بها، ولكن لم يكن القرار سهلا أبدًا، فكثيرًا ما فكرت كيف سأخرج للدنيا وكيف سأتعامل مع ناس ترى الحياة والألوان وكل شيء، ولكني قررت التحدي بممارسة رياضة “كمال الأجسام” ولكن هذه اللعبة لم ترض طموحي أريد أن ألعب وأجري وأفرغ طاقتي.

وتابع «الدجوي»:في يوم قابلت كابتن محمد العكاري، مدرب منتخب مصر للكاراتيه، وهو من صنع مني “أول كفيف يمارس لعبة الكاراتيه على مستوى العالم”، بدأت ممارسة اللعبة مع المبصرين حيث كان لا يوجد مكفوفين يمارسون تلك الرياضة، وفي بداية مشواري كان يحبطني دائمًا أحد اللاعبين ويتنمر عليّ، ولكني قررت التجاهل وبعد مرور عام من التمرين أصبحت مسئول لياقة بدنية ومدربه”.

ويتابع بطل العالم “مع التحدي كان مدربي يقوم بعمل عرض قفز في الدوائر النارية وكنت الكفيف الوحيد في الفريق، قال لي: “تجرب”، بكل حماس قلت: “نعم” وقفزت ومررت من الدوائر النارية مثل المبصرين تمامًا وتفوقت في الاختبار وكنت على قدر التحدي، فنحن ذوي الهمم “قادرون باختلاف” بالإرادة والتركيز.”

ويكمل “من هنا بدأ مشواري مع البطولات منذ عام 2006 وحتى 2009 كنت أخوض البطولات المحلية وأحصل على مراكز متقدمة، ومع حلول عام 2014 كانت بداية التحول الفعلي في حياتي حيث قرر الاتحاد الدولي مشاركة ذوي الهمم في البطولات الدولية، وفي هذا العام حصلت على المركز الأول في بطولة منطقة الجيزة للكاراتيه، والأول على مستوى الجمهورية، والخامس على مستوى العالم في بطولة العالم للكاراتيه المقامة في ألمانيا وكان المنافسين لديهم نسبة إبصار ولكن بدرجات متفاوتة”.

يضيف: وفي عام 2015 حصلت على المركز الأول في بطولة الجيزة للكاراتيه، وكذلك الأول على مستوى الجمهورية، والثاني في بطولة النادي الأهلي الدولية، وفي عام 2016 التحق باللعبة لاعب لديه نسبة إبصار وكان منافسي الوحيد في التصفيات النهائية، فمنذ ذلك العام وحتى 2018 كنت أحصل على الأول في بطولة الجيزة، والثاني جمهورية، والثالث على مستوى البطولة العربية للكاراتيه، واستمر الوضع.

وتابع «الدجوي»:كان الحدث الأكثر فرحًا في عام 2018، حين قابلت السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وكرمنا في حفل “قادرون باختلاف”، بعد أن حصلت على المركز السابع في بطولة العالم للكاراتيه بإسبانيا، قدم لنا دعما معنويا كبيرا بكلماته الطيبة حيث قال لنا: لازم تستمروا وتشرفوا مصر وترفعوا علمها في المحافل الدولية أنتم أبطال المستقبل”، مضيفًا: الرئيس “السيسي” شخص ذو طابع إنساني عاملنا بإنسانية وليس بكونه رئيس الجمهورية.

ولفت: “في 2019 كان لا يوجد بطولات للكاراتيه لذلك خضت تجربة جديدة التحقت بلعبتي الجودو والتايكوندو، وكنت أول كفيف يمارس لعبة التايكوندو، دخلت بطولة الجمهورية لهذا العام مع إعاقات مختلفة وكنت الكفيف الوحيد، وجدت استغراب من الحكام وكان السؤال المتردد على ألسنة الجميع “هيلعب إزاي”، ولكن مدربتي شجعتني ودعمتني نفسيًا وكان ردها هذا بطل العالم للكاراتيه، ولأرفع رأسها خضت البطولة وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية”.

ويقول «صبري»: في عام 2020 حصلت على المركز الثاني في بطولة الجمهورية للكاراتيه، أما عام 2021 حصلت على المركز الأول في بطولة الجيزة للكاراتيه، والأول في بطولة الجمهورية، وكذلك حصلت على المركز الثالث في بطولة العرب الدولية للجودو.

ويوضح البطل”عام 2021 هو “عام العدل للكاراتيه للمكفوفين”، حيث بدأ تطبيق الماسك لمنع الرؤية على جميع المنافسين، وهنا بدأت أشعر بالعدل حيث يتساوى الجميع في نسبة الإبصار، أخيرًا تحقق حلمي فكثيرًا ما ناديت بتطبيقه ليكون هناك مساواة وعدل بين جميع المنافسين، فليس شرطًا أن ترى البُساط وجميعنا تحت الغطاء سواسية.

وبنبرة إصرار يشوبها اليأس يضيف “صبري”: استعد الأن لبطولة العالم للكاراتيه الشهر القادم، ولكن احتاج لراعي يتكفل بمصاريف السفر، “اتخبطت كثير” وأنا أبحث عن من يدعمني ويساندني، لست طماع ولا أريد أكثر من توفر لي الدولة أو أي مسئول تكاليف السفر حتى لو هنام على “دكة” في أي مكان المهم أوصل للبطولة”.

ويقول باكيًا: أريد منّ يشجعني وينظر لي نظرة أمل وأني بطل عالم ولدي تاريخ مشرف من البطولات، أعد من يساعدني أن رهانه عليّ لن يكون الرهان الخسران، موعد البطولة أقترب ولا أعلم إلى متى سأنادي ولم يسمعني أحد، أريد أن ينظر إليّ الجميع على أني بطل يستحق الدعم ويشجعني لأني استحق وليس “شفقة”.

ويتابع “الرئيس “السيسي” أهتم بجميع ذوي الهمم، وأريد من المسئولين ورجال الأعمال كذلك الاهتمام بنا، مضيفًا: أول مرة أشعر أني كفيف لأنه لم يراني أحد وأنادي ولم يسمعني أحد، ولكن لن أيأس وسيظل لدي أمل أني سأخوض البطولة، اليأس لا يعرف لي طريق وكلمة مستحيل ليست موجودة في قاموس حياتي، فهذه البطولة هي حلم الحصول الأول على العالم للكاراتيه، خاصة بعد تطبيق الماسك”.

نرشح لك

مسدس بمليون دولار..  الموقع  يكشف أهم مقتنيات القذافي في ذكرى وفاته

كانت مستعجلة ورفعت السلسلة وعدت.. شهود يروون لـ الموقع  لحظة دهس قطار لسيدة بالحوامدية

المصريون أكلوا حلاوة المولد بـ3 مليار جنيه.. الموقع يكشف بالأرقام أكثر المحافظات استهلاكا للحلويات

ويقول “صبري” بخلاف الرياضة، استعد للمشاركة في عمل فني للسيناريست “طارق عبد المجيد” لأكون بذلك أول كفيف غير مصطنع في السينما المصرية، كذلك شاركت في العمل الإعلامي بتقديم “لقاء حصري” على قناة مايسترو برفقة المذيعة غادة كرامة، وعملت إعلان لصندوق العطاء الخاص بذوي الإعاقة، أي مجال أشعر فيه أنني مميز لا أتردد أن أخوض التجربة وأثبت ذاتي وأن ذوي الهمم قادرون على كل شيء.

ويختتم حديثه قائلا: من خلال موقع «الموقع» أوجه رسالة حب للرئيس “السيسي”: فخامتك دعمك وتشجعيك لنا جعل لدي أمل أن أكمل حلمي وحياتي الرياضية تكتمل به، وأوجه تحية لكل من تحدى إعاقته بكل فخر وعزة هامته، وأثبت للعالم أنه لا يوجد مستحيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى