الموقعتحقيقات وتقارير

قارئة القرآن المغربية هاجر بوساق لـ”الموقع”: ما يخرج من القلب مستقره القلب وصوت المرأة ليس عورة

 

كتبت _ فاطمة عاهد

بملابس فضفاضة تخلو من البهرجة، وحجاب بسيط يزين وجهها الملائكي، وجلسة معتدلة تقيم خلالها ظهرها، تظهر القارئة المغربية هاجر بوساق في مختلف المسابقات والمناسبات لتلقي على مسامع الحاضرين ما تيسر من أيات الذكر الحكيم.

ما أن تفتح فمها، فتصنع طريقا أخضر يمتد منه إلى قلب كل المتواجدين حولها، تخرج الخروف منها فتضئ المكان وتستقر في قلوب ووجدان المستمعين، يطلق عليها البعض قيثارة السماء لما لصوتها من عذوبة نادرة.

يكرر اسمها ويوضع ضمن مشاهير قراء القرآن الكريم في العالم العربي حيث تعد من أوائل القارئات اللائي ظهرن لينافسن وبقوة في مسابقات القرآن، حيث حصدت المركز الأول عالميا بماليزيا.

عرفت “بوساق” بمشاركاتها في المسابقات القرآنية داخل بلدها وخارجها في شتى الفروع والتخصصات يساعدها محاولة إتقان القراءة، وتوطيد معرفتها بالمقامات الصوتية فأطلق عليها صاحبة المرتبة الأولى.

بداية حفظها للقرأن

تبلغ القارئة المغربية الـ29 من عمرها، وتعيش في مدينة الرباط، فبحسب حديثها لـ”الموقع” اتجهت الى حفظ القرآن الكريم منذ الثامنة، على يد أساتذة كبار منهم الفيلالي والإسلامي، وكانا الأبرز من حيث إضفاء بصمة على مستقبلها في قراءة القرآن.

تكمل الفتاة العشرينية الآن القراءات مع الشيخ عبد الرحيم نابلسي، مؤكدة على أن حفظ القرآن الكريم استغرق مدة كبيرة لأنها كانت تتوقف استعداد للمسابقات ولأنها كانت تدرسه جنبا إلى جنب مع الدراسة.

جوائزها العالمية

شاركت في مسابقات عالمية ومحلية ولطالما كانت تحصد المركز الأول بها ففي عام 2009 حصلت المرتبة الأولى في مسابقة عالمية بين الرجال والنساء في حفظ خمسة أحزاب مع التجويد على الطريقة الشرقية، واستطاعت أن تتبوء المقعد الأول في عام 2013 في مسابقة القرآن العالمية في ماليزيا.

ينبهر المتراصين حولها بحلاوة صوتها، يحتل مسامع الحاضرين، فينصتون له مطرقين رؤوسهم دامعين الأعين، لكنها ترفض الحديث عن تلك النقطة معللة ذلك بقولها ” لا أستطيع أن أجيب وأسأل الله أن يجعل القرأن في قلوبنا فيصل إلى قلوب الناس مباشرة فكلما تدبرنا وفهمنا سيصل إلى قلوب من نتلوه عليهم”.

تتبنى مبدأ أن كل ما يخرج من القلب مستقره القلب، لذا تغمض عينيها وتستشعر معاني القرآن ما جعلها أول اختيارات الناس في مختلف المناسبات واللقاءات.

التعريف بقارئات القرآن

لم يتوقف الأمر عند قرائتها للقرأن الكريم وكونها نموذج يحتذى بها للمرأة في ذلك المجال لتمثلهن على المسارح العالمية، لكنها رئيسة جمعية رياض القرآن الوطنية، التي تعتني بالسيدات القرئات في المغرب، وتعلم الأطفال ما تيسر من القرآن.

كما أنها تقدم برنامج على قناتها بـ”اليوتيوب” تحت عنوان اقرؤوا ما تيسر منه” فكرتها وإعدادها، للتعريف بالقارئات المغربيات فتشرح الأمر بحديثها “نحاول أن نعطي صور على أهل المغرب وعنايتهم بالقرآن الكريم، واسسنا جمعية رياض القرآن لنقل العلم والحفاظ على المقرئات”.

صوت المرأة ليس عورة

وعن الصعاب التي تواجهها أثناء قراءة القرآن تشير إلى “لا يوجد صعاب لأن الوقت منفتحا والمرأة تستطيع أن تقرأ وتنافس الرجال، ففي الماضي لم يكن ذلك متاح، لكن الآن الوضع تغير، لكن في بعض الأحيان أجد اعتراضا من الرجال مرددين جملة كيف تقرأ المرأة أمام الرجال!، أخذين من حديث صوت المرأة عورة ستار”.

واختتمت حديثها موضحة إنها لا يعنيها ما يقال حول كون صوت المرأة عورة، لأنه لا دليل على تلك الكلمات، ولا يوجد ما يعيب المرأة لتقرأ القرأن، وتهدف إلى التعريف بتجارب مختلفة في القراءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى