أخبارالموقع

قادها طنطاوي ..تفاصيل أهم المعارك وأخطر البطولات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973

تعد من أهم المعارك بل وأخطر البطولات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، والتي قادها المشير محمد حسين طنطاوي، قائد الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة.

وكان وقتها برتبة مقدم، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير سواء من الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو من الناحية النفسية بين الجنود، ‏بما أسهم في تحقيق الانتصار المدوي على العدو الصهيوني.

بدأت مهام الكتيبة يوم ‏6‏ أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط‏،‏ بدلا من ساعة‏،‏ ثم بدأت الكتيبة في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها على رؤوس الكباري الأولى وصد وتدمير الهجمات المضادة التي وجهت إليها، وكانت حصيلة ذلك تدمير 5‏ دبابات من قوات العدو‏، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها‏،‏ ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق مهمة احتلال رأس الكوبري النهائي،‏ مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو‏.‏

أما أهم المعارك التي خاضتها هذه الكتيبة فكانت معركة المزرعة الصينية، ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلى عام ‏67‏ حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها‏، وكان يطلق عليها أيضًا قرية الجلاء‏.‏

بدأت المعركة في هذه المنطقة عندما استنفذ العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكباري فبدأ يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة‏،‏ وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة ‏16‏ مشاة وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار‏، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس على هذا المحور‏.‏

وخلال هذه الفترة ركزت القوات الإسرائيلية كل وسائل النيران من قوات جوية وصاروخية ومدفعية باتجاه تلك المنطقة‏،‏ وكان الهدف من الضرب وخاصة في مقر تمركز الكتيبة ‏18‏ هو تدمير الكتيبة أو زحزحتها عن هذا المكان باتجاه الشمال‏ بأي وسيلة.‏

المزرعة الصينية

بدأت معركة المزرعة الصينية يوم ‏15‏ أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا‏، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب، ومع ذلك لم يصب خلال هذا الضرب سوى ‏3‏ جنود فقط‏،‏ وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التي اتبعتها الكتيبة‏، وقبل أي ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة‏، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة‏.‏

جنازير الدبابات

وفى الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم وصل إلى أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة، وبعدها بربع ساعة قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبة مستخدمًا‏ 3‏ لواءات مدرعة بقوة ‏280‏ دبابة ولواء من المظلات ميكانيكى عن طريق ‏3‏ محاور مكونة من فرقة أدان القائد الإسرائيلي من ‏300‏ دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيلي 200‏ دبابة ولواء مشاة ميكانيكى وتم دعمهم حتى يتم السيطرة‏.

شارون

وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكى وكتيبة مشاة ميكانيكى مستقلة‏،‏ وأصبحت بذلك قيادة ريشيف ‏4‏ كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و‏3‏ كتائب مشاه ميكانيكى وأصبحت تشكل نصف قوة شارون‏.

ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات في هذا الاتجاه‏، وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر،‏ حيث دمرت‏ 12‏ دبابة ولم تصب أي من دباباتنا بسوء‏، وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت ‏15‏ دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا‏،‏ ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملي الآر‏.‏بى‏.‏جى إلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلى قتال متلاحم في صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي، وقد تم تدمير‏60‏ دبابة في هذا الاتجاه‏.‏

الكتيبة ‏18‏ مشاة

وفى الساعة الواحدة من صباح يوم ‏16‏ أكتوبر قام العدو بالهجوم فى مواجهة الكتيبة ‏18‏ مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير ‏10‏ دبابات و‏4‏ عربات نصف مجنزرة‏،‏ ثم امتد الهجوم علي الكتيبة‏ 16‏ الجار الأيسر للكتيبة ‏18‏ مشاه وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلي ومعه لواء مدرع وكتيبة‏، ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء‏.

وجاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى‏، ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتي ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين‏.‏

نرشح لك:

وفاة المشير طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق

تعرف على نشأة والمشوار العسكري للمشير طنطاوي

طفرة عسكرية فى شتى المجالات خلال تولي المشير طنطاوي وزارة الدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى