الموقعتحقيقات وتقارير

في إطار حملة التضامن لمناهضة العنف ضد المرأة.. «الزواج الموسمي» باطل وتجارة بالفتيات الصغيرات.. «الموقع» يفتح الملف

عالم أزهري: متعة وحرمه الله إلى يوم القيامة لما فيه من مفاسد وهدم للأسرة

مستشار التضامن: الزواج الموسمي استغلال جنسي وإتجار بالفتيات الصغيرات ومستقبلهن

محامي بالنقض: غير مستوفي الشروط ولا يعترف به المشرع المصري

تقرير- منار إبراهيم

كثيرًا ما سمعنا عن زواج القاصرات و ناقشته الدراما و السينما ووسائل الإعلام وتصدت له الدولة لما له من أضرار صحية ونفسية واجتماعية على هؤلاء البنات، لتظهر علينا جريمة أخرى ترتكب في حقهن وهي ليست زواج مبكر فحسب بل نوع أخر من أشكال الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وهو الزواج الموسمي أو الزواج السياحي، فما هو الزواج الموسمي وهل شرعي وقانوني أم لا، وما هي أضراره؟، هذا ما سيناقشه «الموقع» خلال السطور القليلة القادمة …

قال الدكتور محمد عبد الجليل، الداعية الإسلامي ومن علماء الأزهر الشريف، إن الزواج الموسمي هو نكاح متعة استقر حكمه على التحريم في الشريعة الإسلامية، ونهى عنه النبي ﷺ في قوله: « بَاب نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَبَيَانِ أَنَّهُ أُبِيحَ ثُمَّ نُسِخَ ثُمَّ أُبِيحَ ثُمَّ نُسِخَ وَاسْتَقَرَّ تَحْرِيمُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وأضاف الداعية الإسلامي لـ الموقع، أن الزواج في الشريعة الإسلامية قائم الاستقرار والدوام؛ لأن تفرق الزوجين فيه هدم للأسر ونكبة للأطفال، ولهذا حرم الإسلام زواج المتعة وعدَّه باطلاً لما يترتب عليه من مفاسد.

نرشح لك: «رشا»: حملات التضامن للتوعية جعلتني أتحدى عادات الصعيد وأحمي بنتي من الختان

وأكد على أن الزواج الموسمي هو زواج متعة، يتزوج فيه الرجل المرأة بشيء من المال مدة معينة، ينتهي النكاح بانتهائها، لذا فهو باطل وحرام شرعًا، ففي الحديث الشريف نَهَى عَنْ الْمُتْعَةِ وَقَالَ « أَلا إِنَّهَا حَرَامٌ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَانَ أَعْطَى شَيْئًا فَلا يَأْخُذْهُ».

وأشار إلى أن قيام البعض بتزويج الفتيات الصغيرات اللاتي لم يبلغن السن القانوني، الزواج الموسمي ليربحوا من وراء فتياتهم يعد جريمة في حقهن لما يسببه من أضرار صحية لهن، وحرمانهن من التعليم، وهو ما يترتب عليه من ضياع لمستقبلهن.

قال الدكتور مجدي حلمي، مستشار وزير التضامن لبرنامج وعي، إن الزواج الموسمي أو “السياحي” هو جريمة ترتكب في حق الفتيات الصغيرات أقل من 18 لرجال الخليج الذين يأتون إلى مصر في زيارة سياحية، وتنتهي الزيجة بانتهاء مدة عطلته.

وأضاف مستشار التضامن لـ الموقع، أن زواج الصفقة هو زواج قائم على مصلحة، و غير متكافئ بين رجل مسن أو غني خاصة أثرياء الخليج وفتيات لم تتجاوز السن القانوني، ليمثل هذا الزواج واتجار بهذه الفتيات ومستقبلهن، لذا يشكل زواج الموسمي والصفقة نوع استثنائي من العنف ويشتهر في بعض القرى مثل الحوامدية، أبو النمرس، البدرشين.

نرشح لك: عن مبادرة «التضامن».. مدير عام «الجامع الأزهر»: جيدة وتأتى ثمارها عندما تتكامل مع كافة مؤسسات الدولة

وأوضح حلمي أن الزواج الموسمي هو استغلال جنسي و يمثل نوع من قضايا الإتجار بالبشر التي تناهضها وزارة التضامن الاجتماعي في حملتها 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، وتعمل الوزارة على حماية ضحايا الاتجار بالبشر من خلال مركز استضافة المرأة المعنفة بمحافظة القليوبية الذي يستقبل حالات النساء ضحايا العنف والاستغلال والاتجار بالبشر.

ومن جانبه، قال المستشار علاء مصطفى، المحامى بالنقض والمتخصص في شئون الأسرة، إن زواج الموسمي هو زواج متعة غير مستوفي الشروط ولا يعترف به المشرع المصري، فالزواج الشرعي وفقًا للقانون المصري قائم على دوام العشرة والاستقرار.

وأوضح أن كل زواج مشروط هو زواج غير صحيح، كما حرم الشرع زواج التجربة والذي يكون بغرض الإنجاب، فالمتعة زواج غير مستوفي الشروط لارتباطه بقضاء مصلحة ما.

وأختتم حديثه معنا، موضحًا أن كثير من حالات زواج الأطفال يعتبرها القانون المصري جريمة اتجار في البشر مثل زواج البنات الصغيرات بشكل موسمي في فصل الصيف بهدف الربح المادي وليس بهدف الاستقرار الأسري.

وللتصدي لهذه الجريمة، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، وتأتي في إطار أنشطة برنامج “وعي للتنمية المجتمعية”، وتتم بالتعاون والتنسيق مع برنامج ” تكافؤ الفرص” الممول من الحكومة الألمانية وينفذ بالتعاون مع وكالة التنمية الألمانية، وكذلك مشروع تعزيز القدرات المؤسسية لوزارة التضامن الاجتماعي والذي ينفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

نرشح لك: مستشار «التضامن» لبرنامج وعي في حواره مع «الموقع» : الدولة تتخذ كافة التدابير لحماية النساء والفتيات من العنف والتمييز

وتستهدف الحملة قطاعات مختلفة، منها المواطنين الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الفئات الأولي بالرعاية من خلال تعريفهم بمنظومة الخدمات التي تقدمها الوزارة واستعراض قصص سيدات نجحن في التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية.

وتتضمن حملة “أمسكوا طرف الخيط” عرض مجموعة من الرسائل والمعلومات الموثقة، حول اتجاهات وممارسات العنف في المجتمع المصري والدولي والتي قام بإصدارها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

وتقام الحملة هذا العام تحت شعار “امسكوا طرف الخيط..وشاركوا في القرار” لتؤكد على أنه بمقدور أى فتاة أو سيدة أن تواجه العنف بكافة أشكاله الاجتماعية والاقتصادية، إذا عرفت حقوقها وعرفت كيف يمكنها التغلب على العقبات التى تواجهها، ووقتها يمكنها أن تبدأ في الإمساك بالحل، وأن تساعد غيرها في النجاة من العنف، والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تخصها، ومن ثم المشاركة في كل مناحي الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى