معايشة: إسلام أبوخطوة
في أول أيام شهر رمضان، أجرى موقع الموقع جولة ميدانية صباح اليوم لرصد أجواء الشوارع، وأحوال المواطنين مع الصيام، لنجد أجساد منهكة من حمل شراء المتطلبات والتي قضت على جيوبهم ولم يتبق من رواتبهم سوى الجنيهات القليلة، ويتساءلون كيف نقضي باقي الشهر؟، عيون غائرة متعبة من السهر، نفوس مشحنة بالغضب، تلاحظها في المواصلات وعلى المواقف، مواطنون يتدبرون الأمر لتجدهم سارحين دائمًا، ويتساءلون بداخلهم كيف لنا نعود فارغين الأيدي بعد ذلك لمنازلنا؟.
«عايشين بنور الله بندعي ونقول يارب».. جملة أجمع عليها الكثير من المواطنين الذين فتحوا قلوبهم لنا وتحدثوا عن سيناريو يومهم المرير مع الأسعار، شهر الصيام الذي سبقه بأيام قليلة تعويم الجنيه ومنها استغل التجار الحال لرفع الأسعار، ومنها ارتفعت حالة الصراعات بين المواطنين في الأسواق، الجميع ينتظرون لتفاصيل الحوار الدائر بين السيدة والبائع، ويتدخل البعض موجهين حديثهم للتاجر قائلين: «ارحم ياللي بترحم.. عيب عليك ده قد أمك.. هو مفيش أخلاق؟».
كامل فتحي، أب لـ 5 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، ودخله لا يتجاوز الـ 5 آلاف جنيه، ويحاول أن يجد فرصة عمل في فترة مسائية لكي يستطيع سد احتياجات منزله، وقال : «رمضان عايز شغل وشقى مش عايز كسل ونوم».
«بالمنطق والعقل أنا محتاج 12 ألف جنيه في الشهر».. يستكمل كامل حديثه، حزينًا على حاله، وقال إن سنه يقرب على الخمسين عامًا، وبالرغم من ذلك يحاول أن يجد عمل إضافي ملائم لسنه حتى يستطيع العيش وسط غلاء الأسعار.
وبسؤاله كيف يتعايش مع راتبه الضعيف مقابل متطلبات منزله، رد قائلاً: «كله بستر وربنا وفضله علينا البركة بتحل عليا علشان عالم بيا».
يستكمل صاحب الخمسين عامًا حديثه ويقول إنّ حظر بعض المأكولات على منزله، منها الجبنة الرومي ولانشون الفراخ وغيرها من المأكولات التي أصبحت تعود للطبقة المرفهة.
التقط أطراف الحديث، خليل العوضي، والذي قال إنه يجلس على القهوة لساعات طويلة هربًا من نظرات أبنائه وزوجته بالعجز.
يشير العوضي، إلى أنه كثيرًا ما يدخل في مشاجرات مع زوجته بسبب عجزه عن سد احتياجاتهم، وقال: «أعمل إيه سني مايسمحش ليا إني اشتغل زي الشباب أكتر من شغلانة»، يشير إلى أنّ أبناءه يكافحون لسد مصروفاتهم ولكن هو يعجز عن سد التزامات المنزل.
