أراء ومقالاتالموقع

فيصل شمس يكتب لـ«الموقع» تصدير المسلسلات المصرية إلى أوروبا

بعد موسم رمضان الشيق الممتع، جاء وقت الهدوء والتفكير العميق في الفوائد والسلبيات التي نحصدها كل عام من هذا الزخم الدرامي السنوي الذي نتمنى ونود أن يتمنى معنا صُنَّاع الدراما تطويره عاما بعد عام، وكما أسلفت في مقال سابق؛ علينا أن نخطط لتصدير المنتج الدرامي المصري إلى المنطقة العربية بكثافة وعمق أكبر وبعدها وبسرعة نصدره إلى أوروبا، وهذا ليس بحلم بعيد المنال كما قد يتصور البعض، فهذا هو التطور الطبيعي الاستثماري الذي لا أعتقد أن المسؤولين عن الدراما يغفلونه، فلدينا مُنتَج ممتاز يلقى الشهرة والمتابعة والنجاح في المنطقة العربية بكاملها باعتبارنا رقم واحد في هذه الصناعة، ومن ناحية أخرى يسيطر نجوم التمثيل المصريين على الساحة بشهرة واسعة تمتد إلى كل المنطقة، وطبعا تسيطر اللهجة المصرية سيطرة واضحة على الخيال العربي، ولدينا جهات إنتاج محددة وموحدة نسبيا تستطيع أن تضع الخطط والاستراتيجيات المتكاملة بدلا من السوق العشوائية السابقة.

إذن تكتمل مقومات النجاح المتوقع بطريقة واعدة للغاية، وكل ما ينقصنا هو التخطيط الجيد مع الحرص على استقطاب المواهب الحقيقية في كل المجالات لتنفيذ أعمال مؤثرة ومشوقة، وطبعا تتماشى مع فكرة التصدير.

لا تغرنا ضخامة السوق المصري التي تدفعنا إلى الاكتفاء بأنفسنا والانغلاق على مكاسبنا التي تعتبر ضئيلة مقارنة بالأسواق العالمية، فحسب وكالات أنباء حققت تركيا على سبيل المثال 500 مليون دولار إيرادات من تصدير مسلسلاتها للعالم، وتبيع منتجاتها لأكثر من 90 دولة في جميع القارات، ومن المتوقع في 2023 أن ترتفع قيمة الإيرادات إلى 2 مليار دولار، بمكاسب مريحة للعاملين في الوسط الفني تدفعهم لتطوير وتجويد عملهم باستمرار، وتصدير لصورة الدولة وتحفيز للسياحة وفوائد لا تحصى.

السر دائما في رأيي هو المحتوى الجيد الذي أراه يواجه تحديا كبيرا في منظومة الدراما المصرية، فالأفكار الجديدة قليلة وإن وجدت يتم كتابتها دون اهتمام وبسرعة، وقد يضطر المخرجون والمنتجون إلى تجاهل الأمور الإبداعية الفنية نتيجة ضغط العمل وضغط مواعيد التسليم، لتتدحرج دومينو العمل الفني هبوطا وغالبا تخرج بمستوى فوق المتوسط يلقى نصف إعجاب من الجمهور ويمر مثل غيره ثم نستعد للموسم الجديد.

لقد استغرق الجمهور الكثير من أيام رمضان ليتعرف على المسلسل الجيد الذي يستحق المتابعة، وهذا مؤشر تقريبي لمستوى الجودة حاليا، وهو ما قد يكون مانعا أمام الانطلاق إلى العالمية والتصدير والتعامل مع الدراما على إنها مُنتَج اقتصادي يهدف إلى الربح من خلال الإمتاع.

إنها دعوة للطموح والتفكير الكبير موجهة لصناع الدراما لتعظيم الفوائد الاقتصادية للأعمال الدرامية عن طريق مشروع استراتيجي لتصديرها للخارج، وكل المقومات متوفرة وينقصنا فقط التنفيذ الجيد.

اقرأ ايضا للكاتب : 

فيصل شمس يكتب لـ«الموقع» .. والآن الهجوم على محمد صلاح

فيصل شمس في أول مقالاته لـ«الموقع» يكتب صلوا على النبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى