الموقعتحقيقات وتقارير

فى أعماق ذاكرة 73…كيف مهدت أشجار الكافور مقدمة نصر المعركة؟!..اللواء إبراهيم شكيب يتحدث لـ”الموقع”

كتبت- حنان حمدتو

 

نعيش هذه الأيام أجواء نصر حرب أكتوبر 73 المجيدة ، التى أثبتت فيها القوات المسلحة المصرية للتاريخ أنها من أكبر الأجهزة الدفاعية الوطنية حول العالم أجمع ، ونحن نحتفل بالذكرى الـ 48 للإنتصارات هناك شخصيات باقية معنا من عظماء هذه المعركة الحربية ، يخلدون إلى هذه اللحظات ذكرى العمل والحرب والتكتيك الإستراتيجي ، موقع “الموقع” يتحدث مع اللواء متقاعد إبراهيم شكيب أحد أبطال الحرب والذى كان قائدا لعمليات البحر الأحمر إبان المعركة ، حول ما يحتفظ به فى ذاكرته إلى الآن .

قال بداية :” تخرجت من الكلية الحربية كان عمرى 33 عام فى مارس عام 1953 وعمرى الآن 87 سنة ، بدأت العمل والخدمة فى الوحدات العسكرية المختلفة كظابط صغير وحضرت اول حرب كانت فى عام 1956 العدوان الثلاثى على مصر انجلترا وفرنسا واسرائيل واشتركت كملازم تانى طالبنى القائد بقيادة سيارة جيب وسيارة لورى والذهاب الى منطقة الماظة لإنقاذ العساكر الشريدين نتيجة الحرب هناك ، المنطقة متواجدة بين السويس والقاهرة ، فى مطار ألماظة وجدت طيران بريطانى وفرنسى يهاجم المطار بطريقة قوية غير عادية وخوفا على الجنود التى فى سيارتى طلبت منهم يوقفوا السيارات وينتشروا ودخلت للمطار ، وأنقذنى الله سبحانه وتعالى مرتين من طيران العدو الذى لايرحم “.

وأضاف :” كنت منبطح على الأرض ، ووجدت طائرتين ميد 17 روسية فى مقدمة الطائرتين دائرة حمراء مكتوب عليها لا تقترب مليئة بالذخيرة وعلمت فورا انهما طائرتين حقيقيتين لاننا فى العسكرية قد نصنع طائرات خشبية وهمية لخداع العدو، بعد ما انتهت الغارة استعنت بقطرة من السائق المصاحب لى والقطرة هى كالحبل لجر الطائرات وقمنا بشد الطائرة الاولى وخبئناها فى مركز تدريب المدفعية فى ألماظة لأنى كنت ظابط مدفعية ودخلت ثم وجدت أشجار من الكافور الضخمة قطعنا منها وخبئنا الطائرات “.

وأستكمل :” كتبت للقائد المباشر لى خطاب بما فعلت والتفاصيل ، فكان سعيدا للغاية ولم يصدق ما فعلت وطالبنى إصطحابه لرؤية الطائرتين وذهبنا للمركز ورفعنا شجر الكافور ورأى الطائرتين ، وذهب قائدى للقائد العقيد نجيب حافظ إبراهيم وهو المسئول الأكبر عن وحدتنا فكان رجل عظيم وكتب قائدى خطاب له بأن هناك ملازم تانى بنجمة واحدة قام بهذا العمل الكبير ولم يتوقع ما فعلت ، وفى التقرير السنوى الخاص بى السرى وهو يلخص مزايا وعيوب الظباط والنصائح الموجهة لهم ، وكتب نجيب فى تقريرى اننى ظابط شجاع قام بسحب طائرتين ميد 17 من مطار الماظة اثناءرقصف الطائرات الأنجلو فرنسية للمطار واخفاها فى مركز تدريب المدفعية وكان هذا العمل محل تقدير للجميع”.

وتابع قائلا :” اصبح هذا العمل حديث كل من التقى بهم ، اما ما يخص حرب أكتوبر 73 فكان يسبقها حروب اخرى جديرة بالذكر حضرتها وهى العدوان فى 56 ثم حرب اليمن ثم 67 النكسة ثم بعد 6 سنوات حتى 1973 حرب اكتوبر ، كل ما استطيع قوله الان انه منذ هزيمة 67 وحتى هذه اللحظات القوات المسلحة المصرية إختلفت الاستراتيجية والسياسة بشكل كامل والأنظمة واصبح الان الجيش المصرى فى المرتبة الثامنة ضمن اقوى الاجهزة الدفاعية حول العالم ، والأفضل الان ان الاجيال جميعها لازالت تعطى خبرتها فى القيادة والسيطرة والامن القومى وكل شئ لجميع الاجيال المتعاقبة ، والجيش محافظ على كفائته الآلية من عام 1967 وحتى هذه اللحظات “.

نرشح لك 

نصر أكتوبر العظيم| المصريين سطروا التاريخ بـ 50 قرشا.. ملحمة للبنوك المصرية في مواجهة رياح حرب أكتوبر

نصر أكتوبر العظيم| بـ5 مليارات جنيه.. هكذا دعمت الدولة القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى