حوادث

فرح تحول لسرادق عزاء وإجازة انتهت قبل موعدها.. حكايات ركاب الميكروباص المنكوب

كتب – أحمد عمر

فرح لم يبدأ وإجازة انتهت قبل ميعادها.. وفرحة قُتلت في الصدور.. تلك المآسي تجمعت داخل ميكروباص واحد كام في طريقه للفيوم لينطلق ركابه إلى محافظاتهم ويبدأ ماخطط له طوال الرحلة، لكن القدر كتب كلمته وأنهى فرحتهم، ليودعوا جميعهم الحياة في مشهد حزين أبكى الجميع.

هنا الطريق الدائري الأوسطي.. هنا الحزن يتجمع.. لايكاد يمر يوما واحدا دون أن يفقد أحد عزيز عليه نتيجة حادث عليه لخطورته بسبب سير السيارات بسرعة عالية، بكن تلك المرة كانت الفاجعة أكبر بمصرع 19 شخصا في حادث واحد.

تفاصيل تلك المأساة الإنسانية كشفتها تحقيقات النيابة بأكتوبر بالتحقيق مع أسر الضحايا لمعرفة وجهتهم، حيث استمعت النيابة لأقوال عدد من أهالي وأقارب الضحايا، وأكدوا في التحقيقات إن ذوويهم من قرية عرب أبوكريم التابعة لمركز ديروط بـ أسيوط ويعملون باليومية في وادي النطرون، وأنهم كانوا في طريقهم لقضاء يومي إجازة برفقة أسرهم لكن «القدر كان أسرع وقال كلمته»، وأن هناك علاقة قرابة بين غالبية الضحايا.

وقالت أسرة الضحية نادية جميل ضحية الميكروباص أمام رجال النيابة أنها كانت برفقة زوجها في الإسكندرية حيث يعمل بإحدى المزارع، وعندما طلب والدها نزولها معه أخذت طفلتيها معها ولقوا جميعًا مصرعهم في الحادث ولم يكتب لأى منهم النجاة، وإنهم علموا بالحادث من مواقع التواصل الاجتماعى، وبعدها تلقوا اتصالا من أحد معارفهم يخبرهم بالحادث، وأنه أخفى عنهم نبأ وفاتهم، وبعد توجههم للمستشفى فوجئوا بمصرع جميع ركاب الميكروباص.

وتابعوا أن الضحية وأطفالها وزوجها لم يراهم أحد بقريتهم منذ عام، ولكن تلك المرة قرروا النزول لحضور حفل زفاف شقيقها يوم الأحد المقبل، لكن الحفل تحول إلى مأتم بوفاة والد العريس وشقيقاه وطفلي أخته في الحادث المشؤوم.

وأضافت أسرة «عبدالله» سائق السيارة النقل أن الضحية يعمل في نقل العمال إلى المزارع بمحافظات الوجه البحري، وفي يوم الحادث، كانا ينقل العمال من محافظة الإسكندرية، وعند عودته وبالقرب من الطريق الدائري الأوسطي بالصحراوي الغربي، قطعت سيارة نقل الطريق عليهما، وتسببت في مصرع كل من بالسيارة، وأن الضحية له زوجة وأطفال لن يجدوا عائلا لهم.

وانتقل رجال المباحث والنيابة إلى مكان الحادث، وتم إجراءات المعاينة الأولية، وحصر جثث المتوفين، ونقلهم إلى المستشفيات القريبة من المكان، وتم الاستعانة بالأوناش لفصل السيارتين عن بعضهما، وإزالة آثار الحادث عن نهر الطريق.

وكان شهد الطريق الدائري الأوسطي حادثًا مأساويًا مساء أول أمس، إثر وقوع حادث تصادم بين سيارة نقل وأخري ميكروباص، على الطريق تجاه أكتوبر، مما أسفر عن مصرع ركاب الميكروباص بالكامل وعددهم 19 شخصا، وانتقلت سيارات الإسعاف الي المكان وتم نقلهم الي مشارح مستشفتي أكتوبر والشيخ زايد.

وكشفت التحقيقات تلقى غرفة عمليات المرور إشارة من النجدة، بلاغا من الخدمات الأمنية المعينة أعلى الأوسطي بوقوع حادث مرورى، على الفور انتقل رجال المباحث وسيارات الإسعاف إلى المكان وتبين وفاة 16 شخصا من ركاب سيارة ميكروباص، و 3 من مستقلي التريلا، بعدما عبرت الأخيرة الطريق المقابل، واصطدمت بالميكروباص وفارق مستقليه الحياة.

وتبين من التحقيقات أن سيارة النقل الثقيل انحرفت عن مسارها وعبرت إلى الاتجاه الآخر بشكل مفاجئ، واصطدمت بسيارة ميكروباص تحمل ركابا كانت متجهة إلى طريق الفيوم، ما أسفر عن وفاة جميع ركاب الميكروباص، وسائق السيارة النقل، كما تسبب الحادث في تعطل الحركة المرورية على الطريق الأوسطي.

بمجرد وصول رجال الشرطة إلي موقع الحادث على الطريق الدائري بمنطقة أكتوبر، أكد شهود العيان على الواقعة بأن سائق التريلا توفي أو أصيب بغيبوبة والجميع شاهد التريلا وهي تصطدم بالحواجز الخرسانية ثم عبورها للاتجاه الآخر واصطدامها بالميكروباص.

وكانت هناك رواية أخرى لشهود العيان فهناك من أكد على أن الحادث بسبب إنفجار إطار السيارة النقل “التريلا” وعدم سيطرة سائقها عليها مما أدى إلي عبورها الاتجاه الآخر وانحرافها نحو الميكروباص، ولعل السبب الحقيقي في الحادث سيكون في يد جهات التحقيق واللجان الهندسية التي ستحدد بكل دقة سبب حدوث الواقعة.

وحصل الوفد على أسماء الضحايا وهم: سيد خميس سيد جمعة 47 سنة، مركز ديروط أسيوط وشقيقه عبد الغفار 41 سنة وحسن مصطفى عيسي 24 سنة أبو المطامير البحيرة، مصطفى رجب مصطفي 35 سنة أبو المطامير البحيرة، عبدالله طاهر يونس 33 سنة، مركز ديروط أسيوط، يونس مفضل يونس 29 سنة، ديروط أسيوط، أحمد عبد التواب عبد الحميد 33 سنة، ديروط أسيوط.

وتم إيداع 5 جثامين مشرحة مستشفى زايد المركزي وهم: نادية جميل صدقي 30 سنة، مركز ديروط المنيا، محمد إبراهيم عبد الرازق 39 سنة، مركز أبو المطامير البحيرة، رمضان السيد الأعصر، 45 سنة، أبو المطامير البحيرة، عبد الجيد عبدالله عبد الجيد، 17 سنة، ديروط أسيوط والسيد عبد الفتاح محمد، 49 سنة الإسكندرية، ونقل 4 جثامين بمشرحة مستشفى زايد التخصصي فضلا عن شخص آخر وطفلتين (٢- ١٠ سنوات) مجهولي الهوية تم إيداعهم مشرحة مستشفى 6 أكتوبر المركزي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى